26 - 12 - 2014, 02:55 PM
|
| |
SMS ~
[
+
] | | | | | عضويتي
» 2730 | جيت فيذا
» 23 - 12 - 2012 | آخر حضور
» 28 - 1 - 2018 (10:26 AM) |
فترةالاقامة »
4353يوم
|
المستوى » $95 [] |
النشاط اليومي » 8.11 | مواضيعي » 7626 | الردود » 27690 | عددمشاركاتي » 35,316 | نقاطي التقييم » 3126 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 1 | الاعجابات المرسلة » 30 |
الاقامه » |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » |
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | | |
الغش في الامتحانات
الغش في الامتحانات عبد الرحمن بن صالح بن عثمان المزيني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد كثر في المدارس بجميع مراحلها ( غش المدرسين للطلاب أوبعض الطلاب أو التغاضي عن الغش ) ولا شك أن هذا منكر عظيم والسكوت عنه أشنع فقد جاء في المسند وغيره بسند صحيح: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وأنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه ) ولربما كان الدافع لهم رحمة الطالب كما يزعم بعضهم أو من أجل القرب من الطالب والحظوة عنده لأسباب الله يعلمها أومن أجل الطمع المادي، وربما بارك هذا مدير المدرسة لنفس الدوافع أو غيرها, وربما تعلل المدير بأنه يحب أن يرفع سمعة المدرسة ولبئس ما قصدوا، وأيا كان الدافع فلا شك أن هذا منكر عظيم خاصة أنه من مرب للأجيال وقدوة في المجتمع .
والسبب الحقيقي لذلك هو ضعف الوازع الديني، ورقة الإيمان، وقلة المراقبة لله تعالى أو انعدامها، وإيثار العاجلة الفانية على الآخرة الباقية، فهو دليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلا كل دنيء نفس هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب .
وقد تأملت المحاذير الناتجة عن هذا المنكر فوجدتها كثيرة خاصة أنك لا تجد له منكرا إلا من أفراد ولربما على استحياء .
وهذه بعض المحاذير ولربما تأمل المنصف العاقل غيرها والمقصود الذكرى والمشاركة في الإنكار:
أولا : أنه محرم فقد جاء في الصحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ».
ثانيا : أنه إعانة على الحرام فبما أن الغش حرام لما سبق فالمتغاضي والراضي والفاعل كلهم مشتركون فتمكين الطالب من الغش هو من الإعانة على الحرام .
ثالثا : أنه خيانة للأمانات وهذه علامة من علامات النفاق فقد جاء في الصحيح: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ). وقد جمع هذا الفعل عدد من الخيانات؛ فمن ذلك أنه خيانة لولي الأمر فولي الأمر استأمن المعلم على التعليم وجعل لذلك ضوابط وجعل الامتحان هو العلامة الدالة على استحقاق الطالب تجاوز المرحلة فتمكين الطالب من الغش أو زيادة درجات لا يستحقها الطالب من خيانة هذه الأمانة، قال شيخنا ابن عثيمين: والحكومة وفقها الله جعلت مواد معينة لهذا الطالب إذا نجح فيها صار أهلاً لما تقتضيه هذه الشهادة فإذا نجح فيها بالغش فإنه لم يكن ناجحاً فيها في الواقع فلا يستحق المرتبة.أ.هـ
وهو خيانة للطالب حيث يركن إلى الغش ويترك الجد والاجتهاد لأن المعلم سوف يمليه الإجابات الصحيحة.
وخيانة لوالدي الطالب فالوالد الناصح لا يريد النجاح لابنه فحسب بل يريد التفوق والصدارة والغش يقوض هذا المقصد الحسن .
وخيانة للمجتمع حيث أن هولاء الذين نجحوا بالغش يتولون المناصب من تعليم وإدارة وغيرها وهم ليسوا أكفاء وهذا أمر ملموس ففي الأزمان المتأخرة يلاحظ انه يتولى التعليم والمناصب أناس لا يستحقونها, ولكنهم يحملون الشهادات الدالة على النجاح وهم ليسوا كذلك، فظهر فساد الأعمال والإدارات والتخصصات ، بسبب وجود غير المؤهل لها .
رابعا : أنه ينتج عنه تربية معوجة بعيدة عن مراقبة الله ، فإذا كان المعلم يتهاون في ذلك فسيكون الغش عند الطلاب أمرا لا حرج فيه ويتربى الطلاب على ذلك .
خامسا : ينتج عن التهاون بالغش - من المعلمين - الازدواجية في التعليم فما يدرسه في المناهج شيء , وما يراه من المعلم شئ آخر.
سادسا : تضييع للعدل وإشاعة للظلم في نتائج الطلاب فكيف يسوى بين المجتهد المثابر والمهمل، فكلهم في نهاية العام ناجح بل ربما حصل الغاش على مستوى أعلى من المجتهد, ولا شك أن هذا ظلم وفي الصحيح عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ : الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَة، وفي الحديث القدسي يَا عبادي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نفسي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا..)
سابعا : السقوط من أعين الطلاب وهذا مشاهد ولو كان الطلاب يميلون إلى المعلم الغشاش إلا أنهم يرونه ساقط لامروءة عنده .
ثامنا : التنافر بين المعلمين في المدرسة الواحدة لوجود من ينكر على المعلم الغاش, و الشرع المطهر جاء بالحث على الائتلاف والصفاء ففي الصحيح أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاََ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ )
تاسعا : حقد الطلاب على المعلم الأمين لأنهم يعتقدون أن المعلم الأمين يقف في طريقهم فهم لا يستطيعون الغش ولا يستطيع المعلم أن يغششهم بحضرته فيتولد لديهم بغض الأمين .
عاشرا : قلب موازين الحب والبغض وهذا ناتج عما سبق فالمحبوب هو المخالف للشرع المتساهل بالغش, والمبغض هو المتمسك بالشرع، ومن المعلوم أن أوثق عرى الإسلام: أن تحب في الله, و تبغض في الله، فمن أَحِبَّ في الله وأَبْغِضْ في الله ووَالِ في الله وعَادِ في الله فإنه لا تُنَالُ ولايةُ اللهِ إلا بذلك, ولا يجدُ رجلٌ طعمَ الإيمانِ وإن كثُرتْ صلاتُه وصيامُه حتى يكون كذلك وصارت مُؤَاخاةَ الناس في أمر الدنيا وإن ذلك لا يجزي عن أهله شيئا.كما قاله ابن عباس رضي الله عنه .
الحادي عشر : استغلال بعض المعلمين للطالب من هذا الباب ( الغش ) فيكون العرض مقابل وهذا وإن كان نادرا إلا أنه وارد .
الثاني عشر : إشاعة الفساد في المجتمع خاصة أيام الامتحان لترك الطلاب للمذاكرة والتسكع في الأسواق لأنه يعتقد عدم الحاجة للمذاكرة, لأن المعلم سيغششه قال تعالى: ( وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
الثالث عشر : وجود الحرج عند الطالب الصالح المستقيم وهو يشاهد المعلم يغشش الطلاب فهو بين أمرين: إما السكوت عن المنكر أو الإبلاغ عن المدرس وله من التبعات ماله فيبقى محرجا بين أمرين يكرههما .
الرابع عشر : أخذ الإنسان ما لا يحق له، وهو الشهادة المترتبة على الامتحان المزيف بالغش، ويتبع ذلك أكل المال بالباطل ، في حال العمل بالشهادة ، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ ، إِلا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، إِلا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، أَلا وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ رِزْقٍ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ ، فَإِنَّهُ لا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلا بِطَاعَتِهِ ).قال في الفتح:صححه الحاكم
الخامس عشر : أن فيه هدم لروح الجد والاجتهاد والتنافس المحمود بين الطلاب فالطالب إذا علم أنه ناجح لا محالة درس أو لم يدرس سوف يؤثر الكسل والخمول لأن النفس داعية إلى هذا في الغالب الأعم .
السادس عشر : الدخول في الرشوة الملعون صاحبها، في حال دفع الغاش مالاً لمن يسهّل له طريق الغش، قالت اللجنة الدائمة برئاسة ابن باز رحم الله الجميع: لا يجوز لك دفع مبلغ من أجل تيسير أمور الامتحان ، ولا يجوز لغيرك أيضا ذلك ؛ لأن المبلغ المدفوع لمن يسهل أمر الامتحانات رشوة ( وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش بينهما )وفيه أيضا غش أ.هـ.
السابع عشر : يربي على التعلق بالخلق ونسيان الخالق قال تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) وعن ابن عباس قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح
الثامن عشر : أنه سبب في تسلط الظلمة والكفار فقد ذكر المؤرخون أن من أسباب تسلط الأعداء شيوع الغش في الناس فيعاقبهم الله بعدو يأخذ بعض ما في أيديهم، فكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب، وأخذ الأموال والحريم إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لّما أن أحدث التجار وغيرهم طرائق الغش الكثيرة والمتنوعة، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق لا يراقبون الله المطلع عليهم .
** العلاج :
ولعل من العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة والبلاء المستطير أمور من أهمها : -
أولا : مناصحة من ابتلي بذلك من الطلاب والمعلمين ففي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ : لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) .
ثانيا : الإنكار عند وجود المنكر قال شيخنا ابن عثيمين: إذا رأى الطالب أو الطالبة من يغش في صالة الامتحان فالواجب أن يرفع أمره إلى المراقبة أو المراقب وإذا لم يجد ذلك شيئا فليرفعه إلى المدير أو المديرة ولا يحل له السكوت على ذلك لأن الغش من كبائر الذنوب قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من غش فليس منا ) وإذا كان من كبائر الذنوب فهو منكر والنهي عن المنكر واجب وإذا رفع الطالب الأمر إلى مَنْ يمكنه أن يعاقب على ذلك ثم عوقب هذا الغاش فإن ذلك الغاش ليس مظلوما بهذا بل هو منصور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) قالوا يا رسول الله هذا المظلوم فكيف نصر الظالم ؟ قال ( تمنعه من الظلم فذاك نصره ) وإذا دعا الغاش على من أخبر عنه فإن دعوته لا تقبل لأنه آثم فيها وظالم والله تعالى ( لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) وأخبر سبحانه وتعالى أنه ( لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) فدعاؤه لن يستجاب.أ.هـ
ثالثا : مراقبة الله في السر والعلن وهذه دعوة للجميع باستشعار مراقبة الله جل وعلا.قال سبحانه: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) وفي الصحيح أن النبي لما سئل عن الإحسان قال: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) فهل من مراقب مدكر منيب, جعلنا الله كذلك .
رابعا : الاجتهاد في الدراسة حتى لا يحتاج الطالب إلى الحرام قال ابن باز رحمه الله: نوصي الجميع بتقوى الله جل وعلا، والعناية بالدروس، والاستعداد الكامل والمذاكرة بينهم ومراجعة مراجعهم حتى يستفيدوا وحتى ينجحوا إن شاء الله، ونوصيهم بالحذر من الغش، فإن الغش لا يجوز في جميع المواد، لا في المواد الدينية ولا في غيرها .... لأن الغش يترتب عليه شر كثير، فنوصي الطلبة جميعا بالحذر من الغش، ونوصيهم جميعا بالعناية والإعداد والمذاكرة ومراجعة الدروس ومراجعة الكتب التي يختبرون فيها والمذاكرة بينهم فيما يشكل، وسؤال الأساتذة عما يشكل قبل الاختبار، حتى إذا جاء الاختبار فإذا هو قد هيأ نفسه.أ.هـ
خامسا : رفض الطالب للمعلومة من المعلم, لأن في قبولها تأييدا له على الباطل .
سادسا : الإبلاغ عن المعلمين الغشاشين.إذا لم يجدي فيهم النصح .
سابعا : تطبيق النظام في حق من يثبت عليه هذا من قبل المسؤلين.
ثامنا : طرق الموضوع في خطب الجمعة ووسائل ا لإعلام والإذاعة المدرسية واجتماعات المعلمين .
تاسعا : بيان الحكم الشرعي للغش بالأدلة وكلام أهل العلم ولعل في هذه الكلمة ما يكفي لمن أراد الحق, وإن كانت جهد المقل, فأسأل الله أن يبارك فيها .
عاشرا : المتابعة من المسؤلين, للمدارس التي تتهاون بالغش .
** تحذير العلماء من الغش في الامتحانات :
قال الإمام ابن باز رحمه الله : الغش في الامتحان وفي العبادات والمعاملات محرم...أ.هـ
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : لا يجوز الغش في الامتحانات ، لعموم الأدلة في تحريم الغش ، فيشمل الغش في البيع والشراء ، وفي النصيحة ، وفي العهود والمواثيق ، وفي الأمانة ، وفي اختبار المدارس والمعاهد، ونحوها .أ.هـ
قالت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة ابن باز رحمه الله : الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها، وفاعله مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب.أ.هـ
وقالت اللجنة الدائمة : إملاء المراقبين الأجوبة على الطلاب في الاختبار من الغش والخيانة، وفيه مفسدة للأخلاق، ومضرة للأمة في نهضتها الثقافية، وهبوط في مستوى التعليم، وضعف في تحمل المسئولية، والقيام بواجبها، وذلك حرام كسائر أنواع الغش .أ.هـ
وقالت اللجنة: عمل البحث المطلوب من الدارس في المدارس الحكومية أو غيرها واجب دراسي، له أهداف: من تمرين الطالب على البحث، والتعرف على المصادر، ومعرفة مدى قدرته على استخراج المعلومات، وترتيبها.. إلى آخر ما يهدف إليه طلب إعداد البحث؛ لهذا فإن قيام بعض المدرسين أو غيرهم بذلك نيابة عن الطالب، مقابل أجرة أو بدون أجرة، هو عمل محرم، والأجرة عليه كسب حرام؛ لما فيه من الغش والكذب والتزوير، وهذا تعاون على الإثم، والله سبحانه يقول: { وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }.أ.هـ
**حكم الشهادة التي حصل عليها من الغش ؟
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : وأما كون الإنسان ينجح بالغش ثم يتوصل بذلك النجاح المغشوش الهزيل الرديء إلى مرتبة من المراتب فإننا نرى أن ذلك خطر على أكله وشربه الذي استفاده من الراتب المقرر على النجاح في هذه المرحلة، ونرى أن الإنسان يجب عليه إذا تمكن أن يعيد الاختبار مرة ثانية على وجهٍ صحيح فليفعل، هذا إذا كان الغش في الشهادة التي ترتب عليها هذا الراتب. أما إذا كان في أثناء الدراسة فهذا إذا تاب إلى الله وكان آخر مرحلة نال الشهادة بها على وجه صحيح، فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يتوب عليه، وأنه لا حرج عليه فيما يأخذ من الراتب بناءً على هذه الشهادة، فإذا قال : إنه غش في آخر شهادة نال بها هذا الراتب، ولا يمكنه أن يعيد الاختبار؛ لأنه جبان لا يستطيع أن يصرح، فإني أرجو إذا كانت الوظيفة التي يشغلها لا علاقة لها فيما غش فيه أرجو أن يكون ذلك توبة صحيحة .
وقال رحمه الله: فإذا كان العمل المنوط به يتعلق بالمادة التي غش فيها فإنه يجب عليه أن يستقيل من الوظيفة؛ لأنه غير متقن لهذا العمل، وإن كان لا يتعلق بالمادة التي غش فيها فأرجو أن التوبة تكفي إن شاء الله، على أني لا أدري عن المسئولين هل يسمحون له بالبقاء في وظيفته مع الغش أم لا.أ.هـ
** وصيه أخيرة :
إلى كل من وقع في صورة من صور الغش أقول : اتق الله واستشعر رقابة علام الغيوب، وتذكر أليم عقابه، قال تعالى: ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) ويقول سبحانه : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع على القليل والكثير فقد جاء في الصحيح عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلاَّ هَلَكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ ذَاكَ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ ) فبادر بالتوبة النصوح ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ت َوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) .
اللهم ردنا إليك ردا جميلا وألهمنا الرشد وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . | |