تربينا على مثاليات لا تتناسب مع الطبيعة البشرية !!
تربينا على أن التفاني وإنكار الذات هو ما يجعل من المرأة أماً مثالية.
و تربينا على أن الأم الصالحة هي التي تضحي (بكل شيء)
و هذا كلام جميل لكن نتيجته مؤلمة وحزينة كما نرى حولنا.
العطاء هو أسمى مظهر من مظاهر الحب بلا شك،
لكن المبالغة في العطاء و التفاني و نسيان الذات ما هي إلا موت بطيء،
لأن الناس بطبيعتهم إذا تعودوا على شيء، فلن يقبلوا بغيره أو بأقل منه،
و الحل؟
هناك فرق بين العطاء من منطلق قوة وبين العطاء من منطلق خوف من الخسارة
مايسمى بالعطاء “الضعيف” فتقول بأن العطاء الذي يجبرك للتنازل عن ضرورة من ضرورياتك من أجل احتياج ثانوي لمن حولك ما هو إلا عطاء ضعيف.
عندما تجاملين صديقتك وتخبرينها بأنها جميلة كما هي و لا تحتاج لانقاص وزنها مثلاً،
فهذا مجرد إسعاد للآخرين على حساب الحقيقة ..
عندما تقومين بترتيب غرفة ابنتك المراهقة لمجرد أنها لا تحب الترتيب فهذا “عطاء خاسر” ..
لأنكِ تعطينها درسا عملياً في الإهمال وفي عدم تحمل المسؤولية..
عندما لا تًشعِرين زوجك أبدا بأنكِ قد تعبتي من عمل البيت،
فهذا سيجعله يعتقد بأنه لا شيء يسعدك سوى عمل البيت.
ليس هناك خطا في أن تشعري بالتعب وليس هناك عيب في أن تعتذري لزوجك
بأدب ورفق يوما ما عن تأدية خدمة ما له،
إن الخطأ الكبير هو أن تحرصي (باستمرار) على أن تسعدي الآخرين على حساب راحتك و سعادتك.
هو أن يصبح إسعاد الآخرين (أسلوب حياتك الدائم).
من الجميل أن نضحي قليلا أو أن نعطي
تذكري أن كل واجب تقومين به يقابله حق يجب أن تحصلي عليه
إﻻ لو قبلت بأن تدخري أجر هذا العمل
وأن تحتسبيه عند الله..
لا تخجلي من المطالبة بحقوقك بإحترام وأدب…
نظمي وقتك وأولوياتك
فمعظم مشاكل النساء و إهمالهن لأنفسهن تنبع من عدم معرفتهن بإدارة و تنظيم الوقت،
تذكري أن التوازن وتنظيم الوقت هو سر نجاحك كزوجة و امرأة!
عندما تكونين متعبة أو مرهقة فعلا، لا تخجلي من أن تقصري في أداء واجباتك، فأنتِ بشر و لا أحد كامل!
عندما تحتاجين للراحة، لا تترددي في أن تطالبي بها
عودي أولادك على أن يكون هناك وقت خاص لكِ وحدكِ أو لكِ أنتِ و والدهم،
عودي زوجك و أولادك على أن يكون هناك وقت مخصص لكِ لتمارسي فيه هوايتك كالقراءة أو الرياضة
تأكدي أن لا أحد سيشعر بإحساسك و بمعاناتك إذا لم تتحدثي عنها!
علمي جميع من حولكِ أن عليهم بذل جهد لإسعادك كما تسعدينهم و تلبين طلباتهم!
لا تريدين أن ينتهي بكِ المطاف امرأة عصبية أو حزينة تنتظر الموت ..
أنتِ تريدين أن تكبري وتشعري بالحياة أكثر و تستمتعي بكل تفاصيلها مع من حولك،
فالسعادة في الدنيا جزء مما يطلبه المسلم و يدعو الله لتحقيقه،
فلا تعيشي و كأنكِ خادمة مع أوﻻد ﻻيشعرونك بالتقدير
أو من زوج يجعلك في نهاية القائمة لديه..
أعطِ ، و لكن لا تنسي نفسك واستمتعي بالحياة ليستمتع جميع من حولك بها!
اعطي بذكاء