غلطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة العمــــــــــــــــــــــــــــر
كعادته رجع إلى المنزل في وقت متأخرمن الليل
خاطبته أمه
قائلة:لماذا كل هذا التأخير؟؟
ردعليهابصوت عالٍ..ياأمي هل أنت ملزمة بطرح هذا السؤال في كل ليلة أرجع فيها إلى المنزل؟؟
أرجوك ياأمي اتركيني وشأني ثم إنني لم أعد طفلاً لقد كبرت
وأصبحت رجلاًأعرف ماينفعني
ومايضرني ترقرق الدمع في عيناأمه مما جعلها تسكت على مضض
هكذا أصبحت حياته منذ أن صاحب رفقاء السوء الذين جردوه من كل شيء يمكن أن يطلق عليه أنه من الأدب والفضيلة إضافة إلى أنه أهمل دراسته.
وكل هذه التغيرات التي طرأت في حياته جعلت أمه تخاف عليه
وتنصحه أكثر من مره وتحذره من مغبة كل مايفعله.
وفي يوم قالت له..هل لي أن أتحدث معك قليلاً:؟؟
خيراً إن شاءالله ياأمي
فقالت :يابني هل نسيت أحلامك
وطموحاتك؟؟
كلا لم أنسى
بل نسيت لأني لم أعد أراك متحمساً للدراسه ولا توليه أية إهتمام كما
كنت في السابق..
وكيف كنت في السابق؟؟
كنت مجتهداً مطيعاًلا تسهر خارج المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل..
أرجوك أترك رفقاءالسوء هؤلاء وانتبه لدروسك
لم تعد إبني أيمن الذي أعرفه لقد تغيرت كثيراً إني أريدك أن تعود كما كنت وأكثر.
فهل تعدني..
أمي إنني لم أتغير أنا إبنك الذي
ربيتيه بيديك
ورفاقي ليسوا رفاق سوء كما
تعتقدين
المهم هل تعدني؟؟
أعدك بماذا ياأمي
تعدني أن تترك كل ماكنت تفعله لأنه خطأ في خطأ وقبل أن تكمل
حديثها معه.جاء رفاقه ليأخذوه لأنهم ذاهبون في رحلة إلى البحر
وقبل ذهابه قال لأمه سنكمل حديثنا عندما أعود
وبينما هم في طريقهم كانت السيارة مسرعة والموسيقى التي تنبعث منها صاخبة
وفجأةً وعلى غير ميعاد عند إشارة المرور حدثت بينهم مشاجرة مع أحد سائقي السيارات فقاموا بضربه مما أدى إلى
إصابته بالعديد من الجروح والكسور وفي قسم الشرطة أدلوا
بأقوالهم وعن سبب المشاجرة وصدر الحكم عليهم بالسجن لمدة سنة لكل منهم وفي تلك اللحظة أدرك أيمن أنه أخطأوتذكر أمه عندما كانت تنصحه بترك أولئك الرفاق .ونصيحتها له بأن يهتم بدراسته ومستقبله .وتمنى أن تعود تلك الأيام التي كانت تنصحه ليستمع لنصائحها .متى بعد أن ضيع مستقبله بيديه في غلطة
هي بمثابة غلطة العمر... ومرت الأيام ودار الزمن دورته وتم الإفراج عن أيمن ورفاقه وفي المنزل كانت أمه في إستقباله وبمجرد أن دخل إنكب عليها يقبلها على راسها ويديها ورجليها يطلب منها العفو والصفح .وبغريزة الأمومة وحنوها وعطفها أخذت
تربت على كتفه وتمسح على راسه.
وقالت:أرجو أن تكون قد أخذت درساً قاسياً من تلك التجربة
فقال:نعم لقد أخذت درساً لن أنساه ماحييت .وأعدك أني لن أعود إلى أولئك الرفاق حتى لو عشت كل حياتي دون رفاق
ومنذ تلك الحادثة أصبح أيمن شاباً مستقيماً ومنطوياً على نفسه.وكلما كان يتذكر أيامه التي قصاها مع رفاق السوء يندم
على دقيقة ضيعها معهم ويبكي على كل شيء ضاع منه خاصة مستقبله بعد أن فُصل لتكرار غيابه عن الجامعة وسوء سلوكه...
هذه القصة من مذكرتي وبقلمي لذلك أتمنى أن تنال إعجابكم
أختكم/المهرة