مراعاة الحقوق والواجبات الاسرية في الوصايا النبوية
وضع المنهج النبوي حقوقاً وواجبات على كلٍّ من الزوجين، والمراعاة لها كفيل بإشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الأسرة فالتقيد من قبل الزوجين بالحقوق والواجبات الموضوعة لهم يساهم في تعميق الأواصر وتمتين العلاقات الوديّة وينفي كل أنواع المشاحنات والتوترات المحتملة، والتي تؤثر سلبياً على جو الاستقرار الذي يحيط بالأسرة والمؤثر بدوره على التوازن الانفعالي للطفل.
ورد في جواب رسول الله (ص) على سؤال امرأة عن حق الزوج على المرأة فقال (ص): «أن تطيعه ولا تعصيه، ولا تصدّق من بيتها شيئاً إلا بإذنه ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه ...»([1]).
ومن حقوق الزوج قال رسول الله (ص): «حق الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام وان تستقبله عند باب بيتها فترحّب به وان تقدّم إليه الطشت والمنديل وان توضّئه وان لا تمنعه نفسها إلا من علّة»([2]).
ولأهمية مراعاة هذا الحق قال رسول الله (ص): «لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها»([3]).
ووضع المنهج الاسلامي حقوقاً للزوجة يجب على الزوج مراعاتها
أجاب رسول الله (ص) على سؤال خولة بنت الأسود حول حق المرأة فقال: «حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل ويكسوك مما يلبس ولا يلطم ولا يصيح في وجهك»([4]).
ومن حقّ الزوجة وباقي أفراد العائلة هو إشباع حاجاتهم المادية، قال رسول الله(ص): «الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله»([5]).
وقال (ص): « ملعون ملعون من يضيع من يعول»([6]).
وقال (ص): «حق المرأة على زوجها أن يسدَّ جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبّح لها وجهاً فإذا فعل ذلك فقد أدّى والله حقها»([7]).
والالتزام بحقوق الزوج من قبل الزوجة وبحقوق الزوجة من قبل الزوج ضروري لإشاعة الاستقرار في أجواء الأسرة، فيكون التفاعل إيجابياً ويدفع كلا الزوجين للعمل من أجل سعادة الأسرة وسعادة الأطفال، واستقرار المرأة في مرحلة الحمل والرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة يؤثر في استقرار الطفل واطمئنانه، والانطلاق في الحركة على ضوء ما مرسوم له من نصائح وإرشادات وتوجيهات فينشأ مستقر الشخصية سوّي في أفكاره وعواطفه وسلوكه.
([1]) من لا يحضره الفقيه 3: 277.
([2]) مكارم الأخلاق: 215.
([3]) مكارم الأخلاق: 215.
([4]) مكارم الأخلاق: 218.
([5]) عدة الداعي: 72.
([6]) عدة الداعي: 72.
([7]) عدة الداعي: 81.