تسأل كثير من الأمهات: كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة؟ هذه المسالة تحتاج
لفهم وتحتاج إلى التدريب، وأخيرًا تحتاج إلى الصبر مع مزيد من الحب والاحتواء.
هذه النصائح الهامة للأم في التعامل
مع الابنة اتفق عليه علماء النفس، والتي تتمثل في:
1ـ تقبلي سخط المراهقة وعدم استقرارها
على الوالدين ـ وخاصة الأم ـ التحمل وطول البال والتسامح مع الابنة،
وعليهما التغاضي عما تعبر به عن مشاعر السخط
وعدم الراحة التي تبديها في بعض الأحيان، 2ـ لا تتصرفي بفهم شديد ولا تجمعي الأخطاء
يقول أطباء الصحة النفسية "ينبغي التفويت للمراهق"،
أي لا نعلق على كل صغيرة وكبيرة من تصرفاته إن تعثر فوقع،
أو وقع شيئًا من يده أو من الأمور البسيطة اليومية،
3ـ ابتعدي عما يضايقها
أحيانًا لا ينتبه الكبار لمدى الأذى الذي يصيب المراهق
من ذكر نقائصه أو عيوبه،
وإهانة الوالدين للمراهق عميقة الأثر وبعيدة المدى،
وقد ينتج عنها متاعب نفسية مدى العمر،
4ـ احترمي خصوصيات ابنتك
لا بد أن تحترم خصوصيات المراهقة ما دام أنها لا يشوبها شائبة،
مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير المباشرة،
5ـ ساعديها على اكتساب الاستقلال
فكلما شجعنا صور ومواقف الاكتفاء الذاتي،
كلما ساعدنا في بناء شخصية الابنة،
وكسبنا أيضًا صداقتها واحترامها، والأم المتفهمة
تتيح لابنتها فرصة الأعمال المنزلية،
6ـ ابتعدي عن الوعظ المباشر
ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا الفن في التعامل مع الناس،
فقد كان يقول إذا بلغه شيء عن أحد:
"ما بال أقوام يقولون كذا وكذا"،
مبتعدًا عن التشهير بأسلوب شفاف رفيع.
فإن الرفق في الموعظة يهدي القلوب الشاردة، والزجر والتأنيب،
وفضح الأخطاء التي قد وقع عن جهل أو حسن نية له
أثر سيء على نفس الابنة المراهقة.
7ـ ابتعدي عن وصف ابنتك
لا داعي لأن تصف الأم ابنتها بصفات معينة
وخاصة في وجود الآخرين،
فمن الخطر أن نتنبأ بمستقبلها وخاصة إذا كانت تنبؤات سيئة، 8ـ امنحيها الثقة
إن دور الوالدين الهام يكون في إكساب المراهق
الخبرات والمواقف البناءة
أكثر من الإدانة أو التقليل، وكل خبرة يكتسبها المراهق
بمفرده تكسبه مهارات شخصية،
وتعمل على بناء وتطور نموه،
9ـ كوني السند النفسي
الأم المتفهمة ينبغي عليها إظهار التفهم لابنتها،
التفهم لغضبها ومتاعبها وأحزانها،
وتقديم الدعم النفسي لها، فأنت السند النفسي
لابنتك بالاستماع لمشاكلها بانتباه واهتمام،
وبالاستجابة المتعاطفة دون إقامة أي حكم
على الموقف سواء بالثناء أو بالنقد.
10ـ النقد وحدود استخدامه
تقول إحدى الفتيات: "ليت أمي تفهم أنني كبرت،
وأن تنتقدني بصورة أفضل"
، إن الفتاة المراهقة تضيق بشدة من نقد الوالدين لها،
وتعتبره أذى بالغ لشخصيتها
، وواقع الأمر أن معظم النقد لا يكون ضروريًا فهو غالبًا ما يتناول أشياء
من الممكن أن تتعدل في فترة تالية، مثل نقد أسلوب الكلام أو المشي أو الأكل.
إن خطورة نقد الشخصية والسلوك نفسه هو
أنه يترك في نفس المراهق مشاعر سلبية عن ذاته،
وعندما نصفه بصفات الغباء والقبح والاستهتار يكون لذلك أثره
على نفسيته (الابن أو الابنة)،
ويكون رد الفعل عنيفًا يتصف بالمقاومة والغضب والكراهية والانتقام،
أو على العكس الانسحاب والانطواء.