فكـــــــر..
نظــام الملاحـــــــة عند الطيور !!
(شبكية العين، وخريطة التحليق)
...
كلما تفكرنا فى هذا الكون الفسيح.. كلما اكتشفنا آيات ونعم تتجلى فيها قدرة وحكمة الخالق عز وجل.. ورغم كُل ما اكتشف فى هذا الكون من خبايا وأسرار، إلا أنه ما زال يُخفى بين ثناياه الكثير من الغرائب والعجائب.. فسبحان الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ.
الطيور والنحل وبعض الحيوانات تلجأ إلى الملاحة باستعمال الحقل المغناطيسى للأرض، وهى قادرة فعلياً على
تحديد خطوط القوة المغناطيسية ليلاً.. والتى تسمح لها باختيار مسارات الطيران..
تمتلك الطيور المهاجرة بين بقاع الأرض ليلاً، درءاً لوقوعها بين مخالب الطيور الكاسرة، خلايا قرب شبكية العين ترصد
المغناطيسية المتغلغلة بين الأشجار والصخور والبرارى وكل مفردات الطبيعة.. هذه القدرة على رؤية المجالات
المغناطيسية تحل الكثير من الألغاز حول آلية هجرة الطيور..
يوجد مستقبلات جزيئية خاصة حساسة للاتجاهات المغناطيسية فى عيون الطيور المهاجرة.. هذه المستقبلات
الجزيئية مرتبطة على نحو مباشر بمنطقة فى المخ تعرف بمعالجة المعلومات البصرية.. حيث تملك هذه الكائنات
خضاباً (مادة تعمل على تغییر لون الضوء المنعكس عنھا نتیجة انتقائیة فى امتصاص الضوء) وخلايا خاصة فى
أنظمتها البصرية تسمح لها بإدراك الحقول المغناطيسية للأرض على شكل أنماط خطية براقة أو مظللة، وعندما
تمتص العين الضوء تصبح الخضاب ضعيفة مغناطيسياً.. وبذلك تسبب تبدلاً فى بعض الإشارات العصبية التى ترسلها
العين إلى الدماغ!
وبينما تهاجر بعض الطيور نهاراً عندما تستطيع تمييز الكثير من العلامات المعروفة على الأرض للملاحة، مثل حركة
الشمس وامتداد خطوط السواحل، فإن بعض الطيور المهاجرة ليلاً (مثل طيور أبى الحناء المغردة، وطيور الدج، أو
السمنة المغردة أيضاً)، لا تستفيد من هذه العلامات..
ورغم ما توصل إليه العِلم عن بعض أسرار هجرة الطيور؛ إلا أنه تظل هناك آليات أخرى تستخدمها أنواع من الطيور
تختلف عن الإحساس بالمجال المغناطيسى.. فمخاطر الهجرة على الطيور عالية جداً ونسبة هلاكها كبيرة، ولذلك
فإنها تطور مختلف الآليات للنجاح فى تحليقها البعيد..
تتجلى آيات المبدع المصور حولنا فى كل مكان، فالكون يحوى أسراراً خفية، وجمال يفوق تصور العقول، وتكوين مبدع
يشهد على عظمة الخالق.. فسبحان الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ..
هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (لقمان، 11)
سبحـــــــــان الله