تعلمتُ كيف أبتسم و دمعي مخنوقٌ في محارتِه
أترُكني على الرفِ الأخير بين قصائِدك العميقة
أخلق بيْ موضعًا لأتأملك بوضوح
أراقب تنهيدتِك المخبأة إن غضبت
أقِفُ على " فيونكةِ " حاجبيْك إن تعبت.
أكُن أسفل عينيك إن حزنت
أبتلعُ دموعك كالمطر
أركضُ حوله و أبللني فيك أُدرك أنني
أغرقُ مرضٌ بك و لايهُم
كل وصايا أُمي ذابت كما ذبتُ بك
كُنت مغريًا بأن تلتفت إليك
صبيةٌ مثلي كاد غصنها
أن يجف وينكسر. عانقني براحةِ كفيْك
كالعُود إن توكئ به عانقني بين رمشك و أسرقني
خُذني فُرصتك المُتذبذبة التي تحتاجُ
ان تتمسك بها بكلِ قوّاك
خُذني لـِ دقائِقك الأخيرة وأنفاسِك الحماسية
رسائلك الشفافة و زُجاجة عطرك الفارغة
خيارُك الوحيد و ورقتِك المهزومة
قهوتِك الداكنة و لؤلؤيةِ عينيْك.
خُذني من أجل السماء الدافئة
و شمسها المُتغنجة الأرضُ
و بركاتِ زهرها و البنفسج إن عانق ضفائرُها
خُذني من أجل الماء و الأشياء الحيَّةِ
التي تذبلُ ولا تموت. خُذني حياةٌ بيضاء خجولة
تخشى عليك من خمارِها. أُتركني هدبٌ
مُضيءٌ في ضحكتك لا يمّلُ من تقويسةِ شفتيْك
أتركني نسخَةٌ من " أنت " كي أتحملُ سطوةُ غيابك
و جُبنَ لقاءك كي أُمارس الظلالُ لجسدِك الغائب
و قلبِك الذي يأبي الانسلاخ عن مساماتِ قلبي.
كُنت الدهشة التي انتظرها قلبي كي يفيق
من رتابة الحياة المتموِجة به
كُنت حلم هادئ ضجَّ بي حقيقةً،
بعد ان كُنت أصافح الجُدرانِ ليلا
و أُراقب سُخرية الكُتبِ الميتة على طاولتي
أصبحتُ أغمض سمعي على صوتِك وأتكوَّرُ
كالجنين خجلاً في رحمِ رسائلك
مُنذ داهمت حياتي وأشيائي تفقدُ أهميتها أمامك
حُبك علّمني كيف يتقزَّمُ ما أثقل ظهري
لأنك هُنا / في قلبي.
لا جدوى من مُنبهٍ يوقظني صباحًا
و صوتُك عقربُ الساعةِ
الخامسة و ثلاثُون ثانية من " أُحبك ".
لا جدوى من معطفي و جسدُك غطائي الوثير
و ذراعِك تُخيط وسادتي المخملية، ولا جدوى
من كُتبِ علم النفس التي تتذيلُني شغفًا
وأنا أقرأُك و أفهمني
لا جدوى من كل هذا و أنت حبيبي.
كنت تُقلدني في جهةٍ توازي محاولاتي
الفاشلة لتقليدك
أختارُ كصُنفِ طعامك الذي تُحب و عُطرك
الذي لاينفَّكُ عن ياقتك و لونِك الرمادي
الذي يطغى على ثيابك و ماركةُ أحذيتِك المُفضلة
كان مُمتعًا أن أخالفك في فريقك المُفضل
وأستلذُ في تشجيعه معك ، منذُ أن أحببتك
وأنا لا أشتمُ النصر و أُحب مدريد لأجلك.
سرقتني في لحظةٍ كُنت أبحثُ بها
عن وطنٍ ألجئ إليه
سرقتني لتُبدد جموع الأصدقاء و الأحباب
و تتزعَّمُني. كنت الفضاء البارُّ بكوكبِه
اليدُ الحانية على طِفله ، كنت قدر مُنغرس
بين أهدابي و مازلت. مارستُ الرضا و القناعة
كما ينبغي لحُبك الشاهقُ المتوهج
بقيتُ لساعاتٍ انتظر مواعيدك البطيئة
و اجدتُ تصديق أعذارك اللامُبالية
بنَفَسٍ طويل استمعُ به لإسطوانتِك المُهداةُ إليْ
تعلمتُ كيف أبتسم و دمعي مخنوقٌ في محارتِه
و كيف أرضى بقُبلةٍ دافئة منك
وأن تُخبرني عن أسفك بـ " أنا أُحبك يا مجنونة "
تعلمتُ كيف أن القليلُ بالحُب
يبدُو كثير و أن النقص وجهٌ آخر من الكمال.
تعلمتُ أن أحبك أكثرُ مما يجب.
بقيتَ قريبٌ جدًا حد أنني لا أراك
و بقيتُ أُحبك بأسبابٍ قلبية مُبهمة
مماراق لي