بسم الله الرحمن الرحيم
استقر لدى أهل الفطنة والمعرفة أن أشرف العلوم وأجلها ما كان متعلقاً بكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً، وأعظم العلوم التي لها صلة بالقرآن علم التفسير، وهو العلم الجليل العظيم الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن يرزقه الله تعالى إياه فقال ( اللهم علمه التأويل ) والتأويل أو التفسير علم عظيم جليل القدر، قلّ رواده على مر
العصور، وعز قاصدوه لأمور عديدة لا تخفى على مطلع.. غير أن المتتبع لحال المبرزين منهم يجد أنهم حصلوا أطراف هذا العلم، وألموا بقواعده، وأطلعوا على مكنونه وغوامضه، لأن أنصاف العلم فيه لا تظهر صاحبها ولا تبرز حاملها بخلاف العلوم الأخرى.
ومن هنا قل المفسرون في العصور المتأخرة، وكادوا ينقرضون في عصرنا هذا إلا بقية قليلة هنا وهناك تحمل أطرافه وتهتم بعدد من جوانبه.. ومن أولئكم النفر ولا أزكي على الله أحداً الشيخ الجهبذ صالح المغامسي نزيل المدينة المنورة، والذي برز علمه وظهر نجمه قبل سنوات عديدة باهتمام واضح وملحوظ بعلم التفسير، فخرجت له أشرطة صوتية ثم شارك في بعض وسائل الإعلام التي قدمته للناس وخيراً صنعت.. فسمع المتابعون إبداعاً وتحليقاً بهم في سماء التفسير، وأحب الناس تلك الوقفات العظيمة التي يتلقونها منه بين الحين والآخر.. وعندها توجهت بعض الأسماء إلى هذا الميدان دون دراسة أو تأني، ودون بضاعة يحملها صاحبها للولوج إلى هذا المجال، غير أنهم وجدوا هذا المركب تحفه محبة الناس وترقبه أعينهم فبادروا بالظهور على الشاشات والإذاعات بفوضى متناهية من أجل ما يسمونه ( التفسير ) فظهرت الطوام الكبار وخاض قوم في غير فنهم.. لا لشيء إلا من أجل ركوب الموجه التي أصبحت محببة للناس.. فخطيب جامع لم يعرف عنه في التفسير دراسة ولا تلقي، وكاتب لم يكن له في مجال هذا العلم طريق متأني، وواعظ اعتقد أن القراءة من كتاب التفسير تغني فاضحكوا علينا الناس وقالوا في كتاب الله ما ليس فيه!!
وقد قال لي أحد مسئولي الإذاعات الإسلامية في الخليج إنه تقدم لهم في هذه الدورة الإذاعية أكثر من عشرين مقترحاً حول التفسير من أقوام لم يكن لهم أي عناية بالتفسير قبل ذلك.. فمن أين جاءهم هذا العزم التفسيري؟
وفي إحدى القنوات الفضائية ظهرت برامج عديدة للتفسير تسابق أصحابها على تقديمها.. غير أن المفيد منها قليل ولا يتعدى الأصابع، قلب إن شئت محرك الإذاعة بين خمس أو ست إذاعات للقرآن الكريم في الخليج مع إذاعة القرآن في مصر... وتابع القنوات الفضائية الجديدة المهتمة بالعلم الشرعي لتجد بين طياتها عدداً من برامج التفسير.. وهذا لعمر الحق مما يفرح لأننا بحاجة إلى ربط الناس بهذا القرآن العظيم ولكن أين المفيد منها..؟
وكم الذي يقدمه أهل الاختصاص والمعرفة والإطلاع والإلمام بهذا العلم العظيم؟
الجواب:- قليل جداً جداً!!
وهنا أتساءل بصوت عالي:- لماذا هذه الطفرة وهذا التسابق على إظهار البرامج التي تعنى بالتفسير؟ هل هي للفائدة؟ أظنك أنت السبب أيها الشيخ الحبيب المغامسي.. لأنك نجحت وبمهارة فحاول الآخرون تقليدك في هذا النجاح]اللهم أصلح النيــات
وكتبه
فهد بن عبد العزيز السنيدي
عضو هيئة التدريس جامعة الملك سعود
مذيع إذاعة القرآن الكريم
قناة المجد الفضائية
الوظيفة الحالية :عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين وخطيب جامع الملك عبدالعزيز وأمين لجنة الأئمة بالمدينة المنورة.
* الدراسة :
ثانوية المعهد العلمي بالمدينة 1400هـ , بكالوريوس اللغة العربية 1405هـ , الدراسات العليا جامعة الملك سعود .
* المشاركات والدروس العلمية :
للشيخ درس أسبوعي في التفسير بمسجد السلام بالمدينة تولت تسجيلات الفالحين إخراجه بعنوان : تأملات قرآنية (صدر منه إلبومان 1و2)وللشيخ دروس شهرية في جدة , حائل , ينبع .
ودرس تفسير شهري ثابت في جامع البواردي بالرياض (بدأ في شهر شعبان الماضي)
وللشيخ برنامج أسبوعي في التفسير في قناة الــمجدالعلمية بعنوان (محاسن التأويل ) ولقاء شهري ثالث أربعاء من كل شهر بعنوان ( قطوف دانية ) في المجد العامة , وسبق أن عرض للشيخ برنامج (مجمع البحرين ) في القناة العلمية عرض منه ثلاث عشرة حلقة مدة كل حلقة نصف ساعة تقريبا أنهى الشيخ تسجيلها في ثلاثة أيام , وقد عرض للشيخ من قبل شرح (الدرة المضيئة) في السيرة النبوية شرحه الشيخ العام الماضي في دورة ابن باز الكبرى في مدينة جـدة .
* طلب العلم وعلى يد من من المشائـخ :
(الكلام للشيخ) أما عن مراحل الدراسة فقد تلقيت الأبتدائية في المدرسة الناصرية ومن ثم المتوسطة والثانوية وجميعها كانت في المدينة النبوية ، وأما المرحلة الجامعية فكانت في جامعة الملك عبدالعزيز فرع المدينة قسم اللغة العربية والدراسلت الإسلامية ، وإن كان التخصص الدراسي هو اللغة العربية .
أما العلم في المساجد وعلى العلماء فقد كان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي جاراُ لي ولم أطلب على يديه وإنما عوضت ذلك بالعكوف على كتبه فقد توفي وأنالم يتجاوز عمري احد عشر عاماُ وتتلمذت على يد الشيخ عطية محمد سالم ، والشيخ أبو بكر الجزائري ثم كان انتهاز الفرص واللقلءات مع الشيخ ابن عثيمين ولقاءات معدودة مع الشيخ ابن باز - رحمهما الله - وحفظ الباقين .
* ولمن لا يعرف الشيخ فهو أديب وشاعر وصاحب حرف وكلمة .
* القلوب لا يصلحها شيء أعظم من كلام ربها، فتدبر القرآن السبيل الأول إلى صلاح القلوب.
* إذا أراد الإنسان بنفسه خيرا ، وعند الله قدرا، شد الرحال إلى بيت الكبير المتعال، وأسلم لله جل وعلا قلبه ، ورفع لله جل وعلا كفه، وذرف لله جل وعلا دمعته ، وخشع لله قلبه،هنالك تُمح خطاياه وتُزال.
* العبد ينبغي أن يعلم أن خزائن الله لا تُحصى، وفضله تبارك وتعالى لا يُعد، فليفزع إلى الله جل وعلا، العبد، وليظهر ذلته وفقره ومسكنته إلى الله، وليُصاحب ذلك العمل صالح.
* بالعبادة تُستدر رحمة الله ، وبالضعف تستبعد نقمة الله.
* الإنسان الذي يريد أن يكون قريبا من الله لا بد أن يكون له حظ من الطاعة.
* في طريقك إلى الله أظهر ضعفك وعجزك.
* أعظم ما يُـطلب من الله أن يطلب منه رضاه ، ونيل محبّـته.
* المؤمن الحـقّ من خلع جميع المعبدات غير الله.
* مناجاة الله جل وعلا مطلبٌ عظيم جليل يُـتوصّـل به إلى جلـيل الغايات، وعظيم الأماني ، وأعذب الآمال.
* الـقرآن يربي في الناس فقه الأولويـات.
* إن استصحاب صفات الرب تبارك وتعالى تعين العبد على أن يـصـل بنفسه إلى طريق النجاة.
* التوبـة وظيـفة العـمر.
* لا ييأس أحدٌ من هداية أحد ، ولايدري أحدٌ أين الخواتـيـم.
منقول