خطوات عملية من أجل فطام سهل
لكي يعبر الطفل والأم مرحلة الفطام بسهولة ويسر ومن دون أزمات، يتوجب على الأم أن تتحلى بالصبر والحكمة، وأن تفهم جيداً حاجات طفلها، وأن تكون مستعدة للتفاعل مع هذه الحاجات.
في ما يأتي نصائح عملية من أجل فطام سهل:
إن الانقطاع المفاجئ عن إرضاع الطفل عند بلوغه السنة من عمره، قد لا يكون مريحاً للأم المرضعة، كما هو ليس مريحاً للطفل. وبما أن الطفل في عمر السنة يبدأ في تناول الأطعمة أي تأثيرات جانبية عليه. ومع ذلك فالفطام التدريجي هو أفضل بشكل عام، للطرفين، الأم والطفل، لأنه يتيح لهما الوقت للتكيف مع الوضع الجديد، حتى الانتهاء من هذا الحدث الخاص جداً.
وإذا بذلت الأم المزيد من الجهد ومنحت طفلها المزيد من الحب والاهتمام، يصبح تكيف الطفل مع الفطام أكثر سهولة. وللوصول إلى هذه النتيجة، على الأم أن تستبدل الوقت الذي كانت تمضيه في الرضاعة، بتمضيته في القيام بأنشطة أخرى مع طفلها، كما أن عليها ألا تبدي أستياءً إذا استبدل طفلها شعوره بالراحة، الذي كانت توفره له الرضاعة، بعادة أخرى توفر له الشعور نفسه، مثل مص الإصبع مثلاً، أو لعبة على شكل حيوان، أو حتى اللعب بغطاء سريره. فالطفل في حاجة إلى كل الدعم في هذه المرحلة.
الفطام يصبح نسبياً أسهل إذا كنتِ أنتِ وطفلك مستعدين لمثل هذه الخطوة،، أو نسبياً أصعب إذا كنت أنت وطفلك متمسكين بالرضاعة.
في الحالتين يمكن أن تفيدك النصائح التالية:
- الخطوة الأولى: كوني متأكدة من أن طفلك يستطيع الشرب بشكل جيد من الكوب قبل البدء في الفطام.
- الخطوة الثانية: اختاري الوقت بدقة. لا تبدئي الفطام إذا كان طفلك يمر بتغيّرات أساسية أخرى (لقاء مربية جديدة، أو الذهاب إلى روضة الأطفال، أو ولادة طفل جديد في العائلة.. إلخ). أو إذا كان طفلك مريضاً أو متوعكاً. انتظري حتى تستتب الأمور نسبياً في حياة طفلك قبل البدء في الفطام.
- الخطوة الثالثة: لتكن وجبته الأخيرة من صدرك، ولكن لا ترضعيه في السرير. فعندما يصحو الطفل من النوم في الصباح، أو من القيلولة، أو عندما يشعر بالجوع، قدمي له بداية عصيراً بالكوب، أو وجبة خفيفة، أو وجبة من الطعام الجامد. فإذا لم تكن لديه شهية للأكل، واستمر في الصراخ مطالباً بإرضاعه، أجبريه على الأكل. في هذه الحالة ستتناقص رغبته في الحصول على الحليب، عن طريق الامتصاص تدريجياً، وعندها ستقل كمية حليبك، فتسهل عليك عملية الفطام.
- الخطوة الرابعة: يفضل إرضاع الطفل قبل النوم وليس بعده. حاولي ألا ينام طفلك ، وهو لايزال يرضع من ثديك. لذا، تحدثي معه أثناء الرضاعة أو غني له، أو اطلبي من شخص آخر أن يوجد معكما في الغرفة أثناء إرضاعه. والأفضل من كل ذلك، شجعيه على الحصول على الراحة النفسية من قناة أخرى غير الصدر
- الخطوة الخامسة: قللي من عدد وجبات الرضاعة في النهار. ابدئي بالوجبات التي لا يوليها طفلك اهتماماً، خاصة وجبة الظهر. بالتأكيد، ستستغرق العملية أسابيع عدة، قبل أن يعتاد الطفل على الأمر. غيري من عاداتك النهارية. خذي طفلك إلى السوق، أو إلى أي مكان، حيث يصعب عليك إرضاعه، وبذلك يسهل عليك إلغاء وجبة الظهر. ثم قللي تدريجياً، من عدد الوجبات إلى وجبة واحدة فقط. ولتكن الوجبة المفضلة لديه، وهي في معظم الحالات، وجبة ما قبل النوم، مع أن بعض الأطفال يفضلون الرضاعة في الصباح. أما إذا خف حليبك كثيراً ولم يعد في إمكانك إرضاع طفلك، فاضغطي بيديك على ثديك للحصول على الحليب، حتى ولو كانت كميته صغيرة، لإسكات طفلك والتخلص من صراخه.
- الخطوة السادسة: ألغي الرضاعة نهائياً. وحتى يكون الأمر سهلاً عليك، اطلبي من الوالد أو الجدة، في حال وجودها معك في البيت، وضع طفلك في السرير بدلاً منك لفترة من الزمن، إلى أن يعتاد طفلك على الوضع الجديد ويتقبله. كذلك فإن إلهاء الطفل بلعبة صغيرة أو كتاب أطفال، يمكن أن يساعد أيضاً في هذه الحالة.
وإذا لم تكوني في عجلة من أمرك لفطام طفلك، يمكنك تأجيل الخطوة الأخيرة فترة من الزمن، فمعظم الأمهات وأطفالهن يستمرون في الاستمتاع بمرحلة الرضعة الواحدة، لأسابيع عدة، أو ربما لفترة أطول. في جميع الأحوال، مع الوقت يصبح من غير الممكن إرضاع الطفل حتى مرة واحدة فقط، لأن الحليب يجف بسرعة، بسبب التوقف عن إرضاعه مرات عدة في اليوم.
تعليم الطفل استعمال الكوب
الفطام لا يعني الانقطاع عن إعطاء الطفل الحليب نهائياً، لأن الحليب من المواد الغذائية الضرورية للطفل. في البداية، وعندما يكون الطفل لايزال في الأشهر الأولى من عمره، يمكن إعطاؤه الحليب بالقنينة، ولكن من المستحسن استعمال الكوب بدلاً منها، عندما يصبح الطفل في النصف الثاني من عمر السنة. لأن هذا العمر هو الأنسب لتعليمه استعمال الكوب، حيث يكون الطفل لايزال، نسبياً، مرناً، ويكون الشرب من الكوب بالنسبة إليه بدعة أكثر من حاجة مرتبطة بالفطام.
والمعروف أن جميع الأطفال يتعلمون استخدام الكوب، سواء أكان ذلك عاجلاً أم آجلاً. لكن البراعة تكمن في جعل الطفل يستخدمه عاجلاً وليس آجلاً. لذا، حتى لو مر الزمن المثالي، الشهر السابع أو الثامن من عمر الطفل، ولم يتعلم الطفل استخدامه، فهذا لا يعني أن الوقت أصبح متأخراً.
ومن المحتمل أن يرفض طفلك الكوب أو يقاوم الشرب منه. لذا، يمكن لهذه الخطوات أن تساعدك في التغلب على هذه الصعوبة:
1- خذي طفلك معك إلى السوق لشراء الكوب. ناوليه الكوب الذي فكرت في شرائه، ثم دعيه كي يختار هو اللون والشكل والتصميم الذي يعجبه. بعض الأطفال يفضلون الكوب بيد واحدة، والبعض الآخر بيدين اثنتين. بعضهم يفضله مع أنبوب حتى يشرب الماء بطريقة الامتصاص، والبعض الآخر من دون أنبوب. ثم هناك أطفال يريدون أن يكونوا كباراً مثل أمهم وأبيهم ويشربوا السوائل من كوب حقيقي. وقد تضطرين إلى تجربة أكواب عدة، بأشكال مختلفة، قبل أن تهتدي إلى واحد يقبل به طفلك. في جميع الأحوال، يجب أن يكون الكوب الذي اختاره طفلك غير قابل للكسر، وأن يكون قعره سميكاً، حتى لا ينقلب بسهولة.
2- دعي طفلك يتعرف إلى كوبه. دعيه يستعمله مثلاً، في سقي لعبته الصغيرة وهو فارغ، أو دعيه يقدم في الماء لصديقه أو صديقته، أو دعيه يملؤه بالماء، ثم يفرغه في الحوض، ولكن تحت إشرافك.
3- ليكن الكوب هو الخيار الأول في الوجبات. أعطي طفلك دائماً كوباً قبل البدء في إرضاعه من صدرك أو من القنينة، ولكن لا تضغطي عليه كما يفعل معظم الأهل. قبل كل وجبة، قدمي لطفلك قليلاً من العصير المفضل لديه، بالكوب، ثم اسقيه العصير بعد كل لقمة. إذا دفع الكوب بعيداً عنه، لا تجبريه على الشرب. استمري في استخدام هذه الطريقة يومياً، ولكن من دون الضغط على طفلك، مع تغيير الكوب والعصير. فمن المحتمل أن يفاجئك يوماً ما، خاصة إذا شعر بالعطش، فيأخذ الكوب ويشرب منه.
4- بدلي السوائل. إن تبديل السائل الذي كان الطفل معتاداً على شربه في القنينة، بسائل آخر مختلف، قد يخفف من مقاومته ورفضه الكوب. فما إن يصبح معتاداً على الكوب، يمكنك ملؤه بالسائل المفضل لديه.
5- لا تربطي بين اعتياد طفلك على الكوب والفطام، لأنك لو فعلت ذلك، سيستمر في رفض ما يعتبره البديل غير المقبول لحليبك. بدلاً من ذلك، باشري في التقليل من وجبات الرضاعة، حتى لو استمر في رفض الكوب. وبما أن جسم الإنسان في حاجة ماسة إلى السوائل، ففي النهاية سيحصل طفلك عليها بالوسيلة الممكنة. إذا كان طفلك يحصل على كمية أقل من الحليب أثناء الفطام، فلا تخافي. لأنه سيحصل على كمية إضافية من الكالسيوم من مصادر أخرى، مثل الأجبان واللبن كامل الدسم.
6- غطي كل ما يحيط بطفلك، لأن تعليم الطفل الشرب من الكوب عمل ليس بالسهل، حيث من الممكن أن يقع الكوب من يده أو حتى يدك، فيتسخ المكان وتتسخ ثيابه. لذا ضعي "مريولاً" من النايلون فوق ثياب طفلك، وغطي الأرض والأثاث حوله بقطعة من القماش أو النايلون، إلى أن يجيد طفلك استعمال الكوب. باشري في البداية بالماء، حتى إذا انسكب على ثيابه أو على الأرض، لا يتسبب في الفوضى. وإذا بصق طفلك السائل من فمه، لا تثوري في وجهه، وإلاّ تكونين قد قدمت له سبباً إضافياً حتى يرفض الكوب.