عقيدةٌ كصفاءِ الزجاجة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد
مع رنيمِ السحرِ ، وبرقِ نورِ النهرِ ..
تفكرتُ للحظةٍ وتأمّلتُ في دياناتٍ شتى وفرق متعددةٍ ،
هندوسية وبوذية وفارسية ، وعقائد خرافية ..
عجائبٌ عَشْعَشَتْ على عقول البشر ، وتقبلها الخلقُ دون تفكّرٍ أو نظرٍ
تساءلتُ كثيرا : كيفَ لو كنتُ أنا هُم ، أعيشُ على هامشِ الحياةِ .. بلا دينٍ ، بلا قيمةٍ ولا هدف !
كيفَ لو كنَّا في سلسلةِ التائهينَ .. نطوفُ بينَ المقابرِ ، ونعيشُ كالبهائمِ !
نعمةٌ عظيمةٌ لا أعرفُ كيفَ أشكرُ اللهَ عليها ، نعمةٌ نسيَها الكثيرُ ، وحُرِمَها الكثيرُ ..
هي نعمةُ : سلامةُ الفطرةِ وصفاءَ العقيدةِ .
سبحانَ الله ..
بشرٌ كرَّمَهُمُ اللهَ وفضَّلَهُم ، فإذا هم يتصرَّفونَ كالأنعامِ ، بل هُم أضَلّ
يسجدونَ لبقرةٍ ويعبدونَ فأرةً وحشرةً !
ما تركوا شيئا ما عَبَدُوه !
عبَدوا الشمسَ والقمرَ ، والنجومَ والكواكبَ ، بل حتى الشجرَ والحجرَ !
أفلا يرونَ أنهم لا يَرْجِعُونَ إليهم قولا ، ولا يملكونَ لهم ضرا ولا نَفعا ؟
ولا تَعْجَبْ بعدها إنْ رأيتَ مَنْ يعبدُ حتى إبليس ، كفرقة تدعى " اليزيدية "
معتقدات مضحكة .
ما أعظم ديننا .. وما أعظم نبينا
دينٌ قريبٌ إلى القلبِ .. قريبٌ إلى العقلِ ..
عقيدةٌ عَذبةٌ كعذوبةِ الماءِ ، صافيةٌ كصفاءِ الزجاجةِ
تأمَّلْ في ديانةٍ أهلها هم أقربُ الناسِ مودةً للذينَ آمنوا .. تجد منهم قسيسينَ ورهبانَ ..
عِبَادٌ يحبونَ اللهَ ، ويتركونَ المباحَ لأجلهِ ، لكنهم عبدوا الله على غير بصيرة ..
فصَدَقَ قولُ اللهِ تعالى فيهم : " الضَّالين " !
قال الشيخ أحمد ديدات :" إنَّ رجالَ اللاهوتِ المسيحيينَ عديموا المعرفةَ ، حتى في إدراكِ معرفة اسم الله ؛ لأنَّ " الله " ليس اسم ، " الآب " ليس أيضًا اسما " .
لديهم عبادةٌ وعملٌ ، ولكنهم سُلِبوا العلمَ فضلَّ سَعيُهم في الحياةِ الدنيا وهم يحسبونَ أنهم يُحسِنونَ صُنعا
الحمد لله الذي فضلنا على العالمين ..
ثم للنظر في ديانةٍ أهلها هم أشدُّ الناسِ عداوةً للذينَ آمنوا .. نجدُ قتلةَ الأنبياءِ والرسلِ !
مَنْ آتاهمُ اللهُ التوراةَ فيها هدى ونور ، ولكنَّهم اشتروا به ثمنا قليلا ونبذوه وراء ظهورهم .. فكانوا كحمارٍ يحملُ أسفارا ..
غريبٌ طبعُ اليهودِ ..
مَنْ مِنْ أهل الأرض استطاعَ أن يَتَجَرَّأ ويقول : يدُ اللهِ مغلولة – تعالى الله علوا كبيرا -
وأغربُ مِنْ ذلكَ عندما سبقهم نبينا موسى - عليه الصلاة والسلام – لميقاتِ اللهِ في مدةِ قصيرةٍ جدا ، وهم على أثَرِهِ ، فوجدَهم يعبدونَ عِجْلا ؟؟
لطالما تساءَلتُ عن غرابةِ طبعِ اليهود !
أهم خُلِقُوا بقلوبٍ مريضةٍ ، أم وجدوا من خليةٍ قذرةٍ عاشتْ في مستنقعٍٍ آسنٍ – كما يحبونَ أن يرجوا للناسِ - ؟؟
لكنَّ اللهَ ما ظلمهم بل خلقهم على الفطرةِ .. فأفسد عليهم فِطَرَهم مَنْ هَوَّدَهم
لماذا يحاربونَ اللهَ جهارا سفاحا ؟!
كيف استطاعوا أن يقولوا كلمتهم الفظيعة ، وقد فضلهم الله على العالمين :" يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " !!
كيف يفضلون الأدنى على الأعلى .. ثوم وعدس وبصل على طعام أهل الجنة !
سبحانَ الله .. سلسلةٌ طويلةٌ من غرائبِ اليهود ، وجرائِمِهم .. كلماتٌ كثيرةٌ تترددُ في ذهني ومعها أسئلة طويلة .. : " إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ " ، " نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ " ، وغيرها كثير ! .
هكذا كانوا وما زالوا .. قلوب مريضة وفطر منتكسة
الحمدُ لله الذي فضَّلنا على العالمين
تعالوا لنَتَفَكَّر ونتأمَّل ..
لننظر إلى من سَمُّوا أنفسهم " مسلمين " ، كم عددهم ؟
كثير .. بل أكثر من كثير
لكن كم عدد الذين هم على الفطرة السليمة والعقيدة الصحيحة ؟؟
جماعةٌ كوفيةٌ اتجهتْ نحو التقشف وتركِ ملذاتِ الدنيا كردّةِ فعلٍ على انهماكِ المسلمين في مُتَعِ الدنيا ، فتحولتْ اليوم إلى طرق اكتنفت في باطنها الفلسفات الإلحادية والعقائد الإغريقية القديمة تدعى " الصوفية " ..
صورةٌ من صورِ محبةِ آل البيتِ ، تصبحتُ اليوم طبقات عديدة كظلمات بعضها فوق بعض ، تقدس أرواح آل البيت وتضيف إليهم ما هم منه براء ، تعرف بـ " الشيعة "..
تكفيريونَ خرجوا ومرقوا عن النهج الصحيح بغلوهم وتشدُّدِهم ، فكان منهم الإباضيةُ ابتداءً ،وإلى الأزارقةِ انتهاءً .
معتزلة بانقساماتها التي لا تكاد تحصى ونظرياتها ومتولداتها
أشاعرة ضُرِبَ فيهم المثل في خفاء وغرابة أقوالها ..
ماتريدية ، وكلابية ، وكرامية ، وغيرهم كثير ..
ألا رأيت هذه النعمة ؟
أنتَ في نعمة عظيمة وفضلٍ كبير ما حصل عليه ملايين وملايين من البشر !
وسؤالي : هل سجدت يوما لله شكرا على هذه النعمة العظيمة ؟
الحمد لله الذي فضلنا على العالمين ..
الحمد لله الذي أنقذنا من براثن الكفر والإلحاد ، ومستنقعات الفرق والمذاهب المنحرفة