بعد سباق بين كبرى الشركات جعل أغلبها يستحوذ على شركات صغيرة بهدف تطوير خدمات هذه الشركات، تتالت المنافسة في وقت ظهرت فيه طفرة الهواتف الذكية، ثم تلتها الأجهزة اللوحية، ثم وصلنا اليوم إلى الساعات والتلفزيونات الذكية والتي باتت تخبرنا بنبضات قلبنا ومستوى صحتنا، لكن هل للمنازل الذكية نصيب في الوقت الحالي؟ لنتخيل معاً أن خدمة google Now أو Siri لها قاعدة خاصة أو Dock، تربط هذه القاعدة ميزة المساعد الشخصي ببقية أجزاء المنزل الذكية، الستائر، الحمام، باب المنزل وباب الكراج، رشاشات المياه في حديقة المنزل، الإضاءة والتلفاز. كل هذه الأمور مرتبطة بهذه القاعدة، والتي ما إن وضِع الجهاز عليها سيكون بإمكانك مخاطبة المساعد الشخصي وطلب أوامر جديدة لم تكن موجودة فيه من قبل، كأن تطلب من الهاتف أن يفتح باب المنزل أثناء مشاهدة التلفاز! أو أن تعدل من حرارة المنزل، بالطبع هذا الأمر كان سيكون خيالاً علمياً قبل سبع سنوات، لكنه تجسد بشكل مشابه فعلياً كما في فيلم Iron Man. المنازل الذكية حقيقة قريبة من الواقع، فهي موجودة بشكل مشابه ومصغر في الهواتف اليوم، كل الهواتف باتت تحتوي على ميزة المساعد الشخصي وكأنها كمالية تتفاخر بها الشركات لا وبل تتنافس فيما بينها أيها أكثر ذكاءً. كما أن هذا المساعد الشخصي عندما يرتبط بالمنزل الذي تنتشر في كل أجزاءه مايكروفونات مرتبطة مع القاعدة الأساسية التي يتربع عليها الهاتف الذكي ويترجم الأوامر المرسلة إليه. في الوقت الحالي لربما لم تتنبه الشركات لمثل هذه الفكرة باستثناء أمازون، والتي سارعت بتجسيد جزء من الأفكار السابقة ضمن جهاز واحد سمته Amazon Echo وهو يقترب إلى حد ما ليكون شبيه بـ Siri المدمجة بمنتجات أبل، إلا أنه اقتصر على الإجابة على الأسئلة وتنفيذ بعض الأوامر دون أفعال مرتبطة بالواقع المحيط بك، بمعنى آخر انتزعت أمازون المساعد الشخصي من الهاتف الذكي ووضعته في جهاز جديد، يضعه المستخدم أينما أراد في بيته> الجميل بـ Amazon Echo أن شركة أمازون ستستغله بشكل مقترن مع خدمتها الأساسية وهي الشراء، فيصبح بإمكان المستخدم أن يضيف أشياء يريد شراءها إلى قائمة التسوق، ليقوم فيما بعد بالدفع أو ربما الدفع مباشرةً إن كانت أشياء محددة. النسخة الحالية من المنازل الذكية مازالت بدائية مقارنةً مع ماتحدثنا عنه. يمكن أن يثبت المستخدم تطبيق على هاتفه المحمول أو على الجهاز اللوحي ليتحكم بأجزاء المنزل، من خلال الارتباط بنظام خاص تركبه أحد الشركات للزبون، ويتعامل معه الأخير من خلال اختيار الوظائف التي يقوم بها وكل هذا بدون أوامر صوتية، لكن لو تخيلنا مستقبل هذه التقنية، كيف لو استثمرت فيها غوغل بشكل فعلي أكثر من بقية الشركات، وأولته اهتماماً أكثر؟ حتماً ستوضع هذه التقنية تحت تصنيف أندرويد، ولربما يكون اسمها (Android Smart Home)، تقوم الشركات التي تُصنع أثاث المنزل (التقني منه) بالتكامل مع النظام، بحيث أي قطعة يأتي بها المستخدم لمنزله يمكن ربطها بتطبيق ضمن هاتفه، ليصبح بإمكان المساعد الشخصي أن يتعامل معها مستقبلاً، ستكون هذه المنازل ذكية لدرجة أن تخبرك مثلاً بحال وصلك بريد إلكتروني مهم، أو مثلاً تطلب من المساعد الشخصي الذي سيسمعك في مختلف أنحاء بيتك أن يتصل بصديق ما، أو حتى مثلاً طلب المُساعدة أو الاتصال بالإسعاف في حال الخطر. بالطبع لاحصر للميزات التي يمكن أن تدمجها غوغل في الفكرة السابقة، خصوصاً وأنها تمتلك عدد من الخدمات أكثر من بقية الشركات، كما أن لمساعد google Now مرونة وذكاء أكثر من غيره، بالإضافة لإمكانية منتجات أخرى كـ google TV مثلاً أن تقترن بالمنزل متى سيأتي دور المنافسة في هذه التقنية؟ فيما لاشك فيه أنها قائمة حالياً ضمن مسمى “إنترنت الأشياء” أو مايعرف بـ (IOT: INTERNET OF THINGS) والتي بدأت مؤخرًا في الظهور على الساحة وستكون لها الكلمة الأولى خلال الأعوام القليلة القادمة.