عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: شدّد يمنعالمستشار في مكتب وزير الدفاع، العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، على أن القوات المسلحة السعودية تعي دورها المنوط بها وهي تستجيب لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بإطلاق عمليات "عاصفة الحزم" لنصرة الشعب اليمني، وإعادة الاستقرار والأمن ودعم الحكومة الشرعية، كاشفاً عن رسالته للمرابطين، وجهود الإنقاذ ونقل الرعايا، مشيراً إلى أن مَن يسلّمون أنفسهم لا نعدّهم أسرى حرب، وقال: "معنويات جنودنا مرتفعة".
وأوضح "عسيري" للزميل ناصر الفوّاز، في حديثه لـ "اذاعة الرياض" بثّته على أثير موجاتها، أمس الأول، من قاعدة الرياض الجوية: "القوات المسلحة السعودية قوات مؤمنة بالله - سبحانه وتعالي - مستشعرة أهمية نصرة الجار وإغاثة شعب أخ وشقيق وأهمية وسلامة اليمن، وهم يحتسبون الأجر بذلك عند الله، ويعتقدون أن هذه العمليات هي لمصلحة اليمن أولاً، ثم لمصلحة المملكة العربية السعودية، ولذلك فمعنوياتهم عالية ويؤدون دورهم وواجباتهم على أكمل وجه، ونسأل الله لنا ولهم القبول".
إنقاذ المصابين
وعن إمكانية التنسيق مع قوات التحالف للسماح بدخول أجهزة الإسعاف والطوارئ العربية والدولية في اليمن لإنقاذ المصابين والمدنيين، قال: "العمل العسكري لن يعيقنا في التركيز علي العمل الإنساني.. التحالف في الأساس قام لأجل نصرة ومساعدة الشعب اليمني وإنقاذه من ممارسات هذه الميليشيات الحوثية الإرهابية"، مستدركاً: "لكن هناك إجراءات يجب ان تتم بالنسبة للمنظمات الحكومية وغيرها، فهناك إجراءات قانونية يجب أن تتم عبر القنوات الدبلوماسية توفر بها حكومة المملكة وقوات التحالف الإمكانات المناسبة لمساعدتها على تنفيذ مهامها، والأهم ألا يتعارض ذلك مع العمليات العسكرية التي تدور رحاها الآن، وذلك بهدف تأمين سلامة العاملين والإجراءات لتلك المنظمات، وكي لا تقع تلك المساعدات في أيدي الجماعات الإرهابية المتطرفة، وبالتالي لن تصل للشعب اليمني، وهناك توجيهات عليا، وكل يقوم بدوره الآن لدراسة الطريقة المثلى لتنفيذ مثل هذه الأعمال الإنسانية والإغاثية".
التوعية والخطر
وعن خطط قوات التحالف لتوعية المدنيين من خطورة الوجود بالقرب من أماكن وجود الميليشيات الحوثية، تابع العميد العسيري بقوله: "الحوثيون موجودون في أغلب المدن اليمنية تقريباً باستثناء وجود عدد قليل منهم في مدينة عدن على شكل جماعات وأفراد" ، مشيراً إلى أن قوات التحالف تبذل جهداً كبيراً يمنعلعدم تعريض قوات التحالف للخطر، مضيفاً: "هناك وسائل إعلام يمنية متلفزة وإذاعية، إضافة إلى اللجان الشعبية والمخلصين من أبناء اليمن للقيام بدورهم في توعية المواطنين بالابتعاد عن تجمّعات الميليشيات الحوثية".
السلامة أساس
وقال: "نتمنى ألا يصاب أحدٌ من الشعب اليمني"، مؤكداً ان أساس العملية هو سلامتهم فكيف نعرّضها للخطر"، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية في الغالب يقع فيها إصابات جانبية بسبب وجودٍ غير مرغوبٍ في وقتٍ غير مناسبٍ، سائلا الله لمَن أُصيب بالشفاء ومحتسباً عند الله مَن تُوفي بسبب هذه الأعمال، مؤكداً أن العمل قائمٌ بدقة وانتقاء الأهداف يتم بحرفية، ونسأل الله أن يكلل العمل بالنجاح، وأن تتحقق الأهداف المرجوة.
الرعايا والإغاثة
وعن أهمية التنسيق والتعاون الدولي مع قوات التحالف لإجلاء الرعايا الموجودين على أرض اليمن، قال "عسيري": "قوات التحالف شكّلت لجنة الإخلاء والعمليات الإنسانية بهدف تيسير إجراءات منح تصاريح إجلاء الرعايا التابعين للدول وتسهيل عمليات المساعدات الإنسانية التي ترغب فيها الدول والمنظمات الإنسانية تقديمها للشعب اليمني التي تتطلب تنسيقاً لتحديد أوقات معينة لكيلا تتعارض مع العمليات العسكرية ولنتأكد من وصولها للمحتاجين وليس للجماعات الحوثية، مضيفاً أن هذه الخلية حُدّدت لها أرقام تليفونات يمكن التواصل معها عبر الخط المباشر (00966114736140)، أو عن طريق سنترال وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية (00966114789000)، وطلب التحويلة 7532؛ لضمان تسريع الإجراءات، طالباً من اللجان أو المنظمات والجهات الإغاثية والخيرية التواصل بشكل مباشر وسيجدون كل التسهيلات.
لا نعدّهم أسرى
وعن حالات وقوع أسري من المجندين الحوثيين ممّن رغبوا تسليم أنفسهم في أيدي قوات التحالف، قال: "أحب أن أؤكد أن هذه العملية ليست موجهةً ضد الشعب اليمني وإنما هي موجهة ضدّ الميليشيات التي اختطفت اليمن وأضرت بمصالحه"، وأضاف: "على الحدود السعودية نحن نتعامل مع الأفراد يمنعوالجماعات المسلحة من الميليشيات بما يقتضيه الموقف، أما المتسللون والمهربون فلدى حرس الحدود الإجراءات والضوابط المناسبة للتعامل مع هذه الحالات، ولا نعتبرهم أسرى إنما نعاملهم على حسب كل حالة".
يمنعوأردف "عسيري": "أما مَن يسلّمون أنفسهم للحكومة اليمنية الشرعية أو للجان الشعبية أو لوحدات الجيش اليمني الداعمة للشرعية فهؤلاء نعتبرهم أبناء اليمن قد عادوا إلى رشدهم وتخلوا عن دعم هذه الميليشيات الحوثية وللحكومة اليمنية الشرعية الحرية في معاملتهم؛ لأنهم مواطنون يمنيون، إما أن تقاضيهم أو أن تطبق عليهم الإجراءات المناسبة في مثل هذه الحالات، ولذلك لا نعتبرهم في جميع الحالات أسرى حرب".
رسالة للمرابطين
ووجّه عسيري، رسالة لإخوانه المرابطين على حدود المملكة، قائلاً: "إخواني المرابطون على حدود المملكة سواء في تشكيلات القوات البرية أو الدفاع الجوي أو القواعد الجوية أو أساطيل وسفن الملك؛ كل هؤلاء سواء من ضباط أو ضباط صف أو جنود يعون مسؤوليتهم، والهدف الذي من أجله وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالبدء في "عاصفة الحزم" ويعون دورهم ومسؤوليتهم، ولمثل هذا اليوم تم إعدادهم"، وأضاف: "أطلب من نفسي أولاً ومنهم احتساب أجر المرابطين عند الله، وأن يقوموا بدورهم على أكمل وجه، وأن يكونوا - كما عهدناهم - سداً منيعاً في وجه الأعداء ومَن يطمع في الإضرار بأمن وسلامة المملكة، وأطمئن إخواني المواطنين بأن أبناءكم وإخوانكم أفراد القوات المسلحة قائمون بدورهم على أكمل وجه، ونتمنى للمملكة وشعبها الأمن والسلامة وهم قائمون على ذلك وأسال الله التوفيق".