يؤمن المجتمع العربي، ولا سيما السعودي، بالارتباط الأسري بين الأهل والأبناء. لذلك،
يسعى معظم الأهالي إلى تأمين سكن لأبنائهم المقبلين على الزواج في المبنى الذي يعيشون فيه.
وفي بعض الأحيان، يوفّر الأبناء السكن لوالديهم بجوارهم، عبر تخصيص جزء من المنزل لهما.
ولهذه العادة إيجابيات وسلبيات في الوقت نفسه، فهي تساهم في توطيد العلاقات الأسرية لما فيها من برّ للوالدين،
إلا أنها قد تسبّب بعض المشكلات المتعلّقة في انعدام حريّة الطرف الآخر.
يحتاج المنزل المشترك
للأهل والأبناء إلى
تصميم متقن يحقّق خصوصيّة كل حيّز من دون ازعاج الطرفين،
والانتباه للأمور الآتية، التي تطلع عليها مهندسة الديكور هند حجازي:
• إذا كان سكن الأهل
والأبناء في المبنى نفسه، من المفضّل:
- أن يكون المدخل الخارجي الرئيس خاصاً بالأهل، على أن يُصمّم مدخل ثان للأبناء. يجب أن يكون هذان المدخلان
بعيدين عن بعضهما، أي يقعان في جهتين مختلفتين من الملكية، حفاظاً على خصوصيّة كلا الطرفين.
- أن يُصمّم مدخل داخلي
مشترك بين الطرفين، لتسهيل الزيارة.
- أن يضمّ البناء حديقة داخليّة لتجمّع العائلة والأطفال.
*أمّا إذا كان سكن الأهل مع أبنائهم في المنزل نفسه ضمن شقة سكنيّة، فينصح بـ:
- تخصيص جناح لأحد الطرفين بالقرب من مدخل المنزل، لسهولة الخروج والدخول من دون إزعاج أحد الطرفين.
-
تصميم الديكور بصورة تمكّن من استقبال الضيوف في أحد الأجنحة، بدون كشف باقي المنزل. لذا،
لا بد أن يكون الجناح عبارة عن غرفة نوم ومجلس مصغّر وحمّام.
- وضع هاتف داخلي متصل بغرفة المسؤولة عن رعاية الأبوين للضرورة.
*في ما يأتي، بعض الأمور الواجب مراعاتها عند
تصميم ديكور
منزل الوالدين أو حتى الجناح الخاص بهما:
- لا بد من أخذ رأيهم في كل جزء، فذلك يشعرهم بالراحة والانتماء للمكان.
- الحرص على المزج في الديكورات المحيطة بهم بين الكلاسيكية والحداثة، وفق الآتي:
يتجسّد الطراز الأول في الأثاث والألوان التي لطالما اعتادوا عليها، ما يمنحهم إحساساً بالانتماء للمكان،
فلا يشعرون بالغربة فيه! أما إضافة الديكور الحديث فيكون باستخدام كل يحتاجونه من التكنولوجيا الحديثة ووسائل الراحة المبتكرة.
- الاحتفاظ بالأشياء التي تنتمي إلى زمنهم، كصور الذكريات التي يعتزّون بها، مع عرضها على جدران الجناح الخاص بهم،
ما يشعرهم بالسعادة؛ علماً أنّهم كلّما تقدموا بالسن، ازداد تعلقهم بالماضي.
- تخصيص جزء مطلّ على الطبيعة حسب إمكانيّة المكان، إما في حديقة المنزل أو شرفة الشقة للترفيه عنهم.
- الابتعاد عن الألوان الداكنة لأنّها تؤثر سلباً على نفسياتهم، مع تجنّب استعمال اللون الأبيض،
خصوصاً في غرفة نومهم، لأنّ الأخير يذكرهم باللون العام للمستشفيات، ويشعرهم بالمرض. من جهة ثانية،
يُفضّل الابتعاد عن الألوان الفاقعة كالأحمر، لأنّه يؤثر في بصرهم ويشتّت تركيزهم!
- تخصيص المكان الرئيس لتجمّع العائلة للتخفيف من الشعور بالوحدة لديهم.
- الحرص على أن يمتاز الأثاث المحيط بهم بالراحة، على أن يكون استخدامه سهلاً من دون الحاجة لمساعدة أحد.
- إن كان أحدهم يستخدم مقعداً متحركاً، يجدر وضع ذلك في الحسبان عند توزيع الأثاث،
وذلك بترك مسافات لسهولة التحرّك من دون عائق.
- التأكد من احتواء دورات الماء على مقابض مسهلة للتحرّك.
- الاهتمام بالإضاءة، فلا بد أن تكون قويّة لكي تساعدهم على الرؤية الواضحة.