إرث ضخم لن ينساه التاريخ من العداء الأعمى المتمثل في القنابل الذرية التي نشط السباق عليها في العقود الخمسة الأخيرة من القرن الماضي ما بين دول العالم المتحضر، إنها عداوة عمياء تحرق كل شيء، لا تفرق بين مسالم ومحارب ولا رجل ولا طفل، تحرق الشجر وتذيب الحجر.
لا تستطيع أي قوة في العالم الوقوف أمام الدمار المطلق الذي تسببه الأسلحة النووية التي صنعها الإنسان، ورغم أن العديد من البلدان تجري التجارب النووية، فالولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي هما فقط من اختبرا الأسلحة النووية أكبر من 10 ميجاطن، وهذه الأسلحة أقوى بحوالي 500 مرة من قنبلة «هيروشيما وناجازاكي». وشهدت البشرية وقوع انفجارات طبيعية عديدة في مختلف المجالات الصناعية، وعدد منها وقعت بسبب النشاط الإنساني، منها كارثة مدينة بوبال الهندية وتشرنوبيل، وتولوز، وفوكوشيما، وهذه الانفجارات بكل أشكالها الطبيعية والصناعية أرهبت الإنسان وتوقع الرعب في القلوب منذ قرون. ويرصد «المصري لايت» استناد لموقع live Science الأمريكي، ومجلة Bussiness Insider الأمريكية، ووكالة Reuters البريطانية، أكبر 13 انفجارا من صنع الإنسان في التاريخ. 1. انفجار محطة «فوكوشيما» الكهرذرية: في 11 مارس 2011، شهدت محطة «فوكوشيما–1» الكهرذرية اليابانية انفجارا كبيرا، نتيجة هزة أرضية شديدة بلغت قوتها 9 درجات حسب مقياس ريختر، وتعتبر هذه الكارثة الأقوى بعد كارثة تشرنوبيل 1986. وتبع الهزة الأرضية «تسونامي» ارتفاعه 14 مترا أغرق 4 مفاعلات من مجموع 6 مفاعلات عاملة في المحطة، ودمر منظومة التبريد المستخدمة وتسبب ذلك في حدوث انفجارات هيدروجينية وانصهار بعض المناطق. وتسببت الكارثة في تسرب الإشعاعات إلى الوسط المحيط، لدرجة أن المواد المشعة اكتشفت في مياه الشرب والخضروات والشاي واللحوم وغيرها من المواد الغذائية. ويتوقع أن تستمر عمليات إزالة نتائج الكارثة مدة لا تقل عن 40 سنة، من تاريخ رفع المفاعلات النووية المتضررة. 2. انفجار محطة «سيانو–شوشينسكايا» الهيدروكهربائية: في 17 أغسطس 2009، وقعت الكارثة في محطة توليد الطاقة الكهربائية الواقعة على نهر ينيسي أثناء عمليات الصيانة التي كانت تجرى على إحدى وحدات توليد الطاقة. وأدى الحادث إلى تضرر وحدتين هيدروليكيتين، وتهدم الجدار وغرق غرفة التشغيل وتدمير الطوربينين التاسع والعاشر، وتوقف عمل المحطة تماما. وتعتبر هذه الكارثة الأكبر في تاريخ المحطات الهيدروكهربائية، وأودت بحياة 75 شخصا، كما تضررت الطبيعة في المنطقة. 3. انفجار غاز الميثان في روسيا: انفجار غاز الميثان في مناجم الفحم بمقاطعة أوليانوفسكايا بمدينة كيميروفو الروسية، في 19 مارس 2007، أودى بحياة 110 عامل منجم. وتبع الانفجار الأول 4 انفجارات أخرى، ما أدى لحدوث انهيارات كبيرة في الممرات المنجمية، وتعتبر هذه الكارثة الأكبر في مناجم الفحم الحجري في روسيا خلال 75 سنة. 4. انفجار مصنع الكيميائيات في «تولوز»: وقع الانفجار في 21 سبتمبر 2001 في مصنع AZF للصناعات الكيميائية بمدينة تولوز الفرنسية، وتعتبر أكبر الكوارث التي وقعت في قطاع الصناعات الكيميائية. كان سبب الكارثة انفجار 300 طن من مادة نترات الأمونيا، بسبب عدم مراعاة قواعد تخزين المواد الخطرة. وأودى الانفجار بحياة 30 شخصا، وإصابة أكثر من 300 آخرين وتدمير وتضرر 1000 منزل سكني بينها 80 مدرسة، وجامعتان، و185 روضة أطفال، وتوقف النشاط الإنتاجي لأكثر من 130 مؤسسة صناعية، وبقي 40 ألف إنسان من دون سكن. 5. انفجار المنصة النفطية «بايبر ألفا»: في 6 يوليو 1988، وقعت واحدة من أضخم الكوارث النفطية، في منصة «بابير ألفا» العاملة في بحر الشمال التي كانت تعود لشركة «أوكسيدينتال بيتروليوم» الأمريكية، نتيجة انفجار الغاز المتسرب. وتعتبر هذه الكارثة أضخم الكوارث التي وقعت في قطاع الصناعات النفطية، حيث احترقت المنصة تماما، وأودت بحياة 167 شخصا من مجموع 226 عاملا كانوا يعملون فيها. 6. انفجار «تشيرنوبل»: انفجر المفاعل النووي الواقع في مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي في 26 أبريل 1986، وكانت هذه الحادثة أسوأ كارثة نووية في التاريخ. ودمر الانفجار غطاء المفاعل الذي يزن 2000 طن، ونتج عنه غبار إشعاعي أكثر بحوالي 400 مرة من الغبار الناتج عن قنبلة «هيروشيما»، وأدى لتلوث أكثر من 200 ألف كيلومتر مربع من أوروبا، كما تعرض تقريبا 600 ألف شخص لجرعات عالية من الإشعاع، وتفي 100 شخص، واضطرت السلطات إخلاء أكثر من 350 ألف شخص من المناطق الملوثة. وتقع تشرنوبيل على الحدود الأوكرانية–البيلاروسية، وحددت حولها منطقة واسعة معزولة غير مأهولة، كما أن السحابة النووية غطت مناطق واسعة من الاتحاد السوفيتي وأوروبا. 7. انفجار مدينة بوبال الهندية: وقعت في مدينة بوبال الهندية في صباح 3 ديسمبر عام 1984 إحدى أبشع الكوارث التي تعرضت لها البشرية، نتيجة الانفجار الذي وقع في مصنع كيميائي. وأطلق على هذه الكارثة «هيروشيما الصناعات الكيميائية»، لأنها تسببت خلال ساعة واحدة بتسمم نصف مليون إنسان، توفي منهم 4000 في اليوم نفسه، و8000 خلال أسبوعين، وبلغ العدد النهائي للقتلى حوالي 16 ألف إنسان إضافة إلى آلاف الأشخاص الذين فقدوا بصرهم، ولا يزال العديد من سكان المنطقة يعانون من تأثيرات الكارثة، إضافة إلى الضرر الكبير الذي ألحقه الانفجار بالبيئة. 8. انفجار قنبلة القيصر: قنبلة هيدروجينية أنتجها الاتحاد السوفييتي، وتحتوي على 3 مراحل انفجار، وتكون القنبلة النووية بداخلها كفتيل لإشعال النار لتوليد درجة حرارة تفوق المليون درجة لعمل اندماج نووي لنظير الهيدروجين، ما ينتج عنه قوه هائلة من مادة TNT تقاس بـ«ميجا طن»، وكل واحد ميجا طن= مليون طن، وتعادل قوتها 4000 ضعف قوة القنبلة النووية. وفي صباح 30 أكتوبر 1961، حلقت القاصفة السوفيتية «توبولوف»Tu-95V حاملة معها قنبلة القيصر ورافقتها طائرة أخرى، من أجل مراقبة وتصوير عملية التفجير، وتم تحذير طاقم الطائرة التي ستلقي القنبلة أن سلامتهما غير مضمونة بسبب خطر الارتداد القوي الصادر من القنبلة الذي يمكن أن يؤدي إلى هلاكهم. وتقرر تفجير القنبلة على ارتفاع من الأرض كي لا تسبب قوتها الهائلة الكثير من الدمار والإشعاع على سطح الأرض، وتم إلقاء قنبلة القيصر من على ارتفاع 10500 متر فوق منطقة الاختبار وهي جزيرة «نوفايا زيمليا» Novaya Zemlya في المحيط المتجمد الشمالي. ونتائج هذه التجربة المخيفة صعقت العالم كله، حيث وصل الارتفاع الأقصى للسحابة الناتجة عن الانفجار 64 كلم، وبلغ عرضها 40 كلم، وكان قطر كرة النار الناتجة عن الانفجار 4.6 كلم، وطافت الموجات الناتجة عن الانفجار حول الكرة الأرضية بأكملها 3 مرات، وذاب ثلث سطح الأرض تحت منطقة الانفجار حيث تحولت الصخور في مركز الانفجار إلى رماد وتحولت بقية الأرض إلى سطح من الزجاج، وفي هذا الوقت كانت أقوى قنبلة أمريكية على الإطلاق أصغر من هذه القنبلة بـ4 مرات على الأقل. 9. انفجار مدينة تكساس: اندلع حريق في سفينة نقل البضائع SS Grandcamp الراسية في مدينة تكساس عام 1947، وأدى ذلك إلى تفجر 2300 طن من نترات الأمونيوم وهو مركب يستخدم في الأسمدة وفي صناعة المتفجرات الشديدة الانفجار. وأدى الانفجار إلى إسقاط طائرتين كانتا تطيران فوق موقع الحادث وأطلاق سلسلة من الانفجارات أشعلت النيران في مصافي التكرير المجاورة وسفينة نقل بضائع أخرى تحوي 1000 طن آخر من نترات الأمونيوم، ما أدى إلى انفجارات هائلة. توفي في هذه الكارثة 600 شخص، وإصابة حوالي 3500 آخرين، وتعتبر بشكل عام أسوأ حادثة صناعية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. 10. انفجار «ترينيتي»: أول قنبلة نووية في التاريخ سميت the gadget فجرت في موقع ترينيتي بالقرب من ألاموجوردو في نيومكسيكو في الولايات المتحدة عام 1945، وقدرت قوة الانفجار بحوالي 20 كيلو طنا من مادة TNT. ومؤخرا، كتشف العلماء أن المدنيين في نيومكسيكو ربما تعرضوا لأكثر من آلاف المرات من الحد المسموح من الإشعاع. 11. انفجار معركة «ماسينزز»: حدث هذا الانفجار أثناء معركة Maine عام 1917، وتم قتل قرابة 10 آلاف مقاتل ألماني، وزرعت القوات البريطانية المتفجرات في حفر تحت أماكن تجمع المشاة التابعة للجيش الألماني، ويعد هذا الانفجار من أكبر الانفجارات من صنع الإنسان حتى تلك اللحظة. 12. انفجار «هاليفاكس»: في 9 ديسمبر 1917، حدث انفجار Halifax Explosion، ويعتبر من أكبر الانفجارات التي عرفت نتيجة الأخطاء البشرية وحدث تصادم بين سفينة شحن فرنسية محملة بشكل كامل بالمتفجرات المستخدمة في الحرب العالمية الأولى وبين زورق بلجيكي في ميناء هاليفاكس في كندا، انفجرت السفينة بقوة تعادل 3 كيلو طن من مادةTNT ، وهو أقوى من أي انفجار من صنع الإنسان في ذلك الوقت. ووصلت السحب أو الدخان الناتج عن الانفجار لارتفاع 6100 متر فوق المدينة، ونتج عنه تسونامي وصل ارتفاع موجته لحوالي 18 متر، وبقطر 2 كيلومتر من مركز الانفجار، نتج عن ذلك دمار شامل دمر مدينة نوفاسكوشا Nova Scotia على الساحل الكندي، وتوفي 2000 شخص، وأصيب 9000 آخرين، وتبقى هذه الحادثة حتى اليوم أكبر انفجار اصطناعي عرضي. 13. انفجار «دلفت ثوندر كلوب»: حدث انفجار DELFT Thunderclap في المدينة الهوليندية، دلفت، في 12 أكتوبر 1654، نتيجة اشتعال 30 طنا من البارود المخزن، وهذا الانفجار أودى بحياة 1200 شخص من سكان المنطقة.