اهتمّ الإنسان على مدى العصور بعددٍ ليس باليسير من الإحصاءات الّتي تتّصل اتّصالاً مباشراً بوجوده على هذه الأرض، ومن ذلك متوسّط عمر الإنسان الطبيعي.
ولم يكن يسيراً قبل الرّبع الأخير من القرن العشرين عمل تقديراتٍ دقيقة لذلك، وخصوصا أنّ هناك اختلافاً كبيراً في ذلك المتوسّط من منطقة جغرافيّة إلى أخرى، ومن ظروفٍ حياتيّة لأخرى، وهو مختلفٌ أيضاً بين الذّكور والإناث، ومختلفٌ من حقبة زمنيّة لأخرى، وهو في تغير مستمر على اختلاف الزّمان .
دراسات حول متوسّط عمر الإنسان: إنّ متوسّط عمر الإنسان الحالي (2014) المحسوب على المستوى العالمي هو 67 عاماً، كمتوسّط لجميع دول العالم، وللذّكور والإناث معاً، أمّا أعلى معدل محسوب لبلدٍ معيّن فهو 83 عاماً لدولة اليابان، وأقلّ معدّلٍ محسوب لبلدٍ ما هو 40 عاماً لدولة سوازيلاند.
إنّ متوسّط العمر مرتبطٌ بالجنس بشكل مؤكّد كما تدلّ الوقائع؛ حيث إنّ متوسّط أعمار الإناث أعلى من متوسّط أعمار الذّكور بحوالي 3 - 7 سنوات في جميع دول العالم ما عدا استثناءاتٍ تعتبر نادرة جدّاً.
إنّ أعلى متوسّط لأعمار الإناث في العالم حاليّاً (2014) يبلغ حوالي 87 عاماً في اليابان، وتشير كثير من الدّلائل العلميّة والدّراسات و الأبحاث إلى أنّ معدّل عمر الإنسان في ازياد مطّرد منذ مطلع القرن العشرين وحتّى يومنا هذا، ويُعزى ذلك علميّاً وطبيّاً إلى تطوّر وسائل العلاج والاستشفاء خصوصاً من بعض الأمراض الّتي كانت تعدّ قاضيةً في السّابق، وأصبح لها حلولٌ طبيّة في يومنا هذا.
يتوقّع أقلّ المتفائلين من أهل الاختصاص باستمرار ارتفاع معدّل عمر الإنسان؛ حيث يتوقّعون أنّ المتوسّط العالمي لعمر الإنسان سيتجاوز 90 عاماً في عام 2050، في حين يُتوقّع للدول ذات المعدّلات الحاليّة المرتفعة أن يتجاوز معدّل عمر الإنسان فيها 100 عامٍ في حلول عام 2050 ، كما يتوقّع أولئك الباحثون أنّ الدّول ذات المعدّلات المنخفضة بسبب ظروفها المعيشيّة الصّعبة سوف تتطوّر خلال السنوت القادمة بشكلٍ كبير ممّا قد يؤدّي إلى تقاربها مع الدّول ذات المعدّلات المرتفعة، وهذا يؤدّي إلى أن يصبح معدّل عمر الإنسان في العالم كلّه متقارباً جداً بحدود عام 2075، وأن يكون عند حدود 120 سنة!، والله تعالى أعلم!!