فإن أول ما يتوجب علينا البدء به عند التفريق بين كل من الخزف والفخار، هو تعريف كل منهما. وبناءً على هذا، فقد جاء عند أهل اللغة تعريف وتوضيح لكل من الخزف والفخار، حيث يقول ابن منظور صاحب معجم لسان العرب: « الخَزَفُ: ما عُمِلَ من الطين، وشُوِيَ بالنار، فصار فَخَّاراً، واحدته خَزَفَه. الجوهري: الخَزَفُ، بالتحريك، الجَرُّ، والذي يبيعه الخزَّاف. » أما الفخار، فقد عَرَّفَهُ صاحب لسان العرب بما يلي: « والفَخَّارُ: الخَزَفُ...، الفَخَّار: ضَرْبٌ من الخَزَف مَعْروفٌ تُعْمَلُ منه الجِرار والكيزان وغيرها. والفَخَّارَةُ: الجَرَّةُ، وجَمْعُها فَخَّار. » يتبين معنا مما سبق عدة أمور، وهي كما يلي: أن الخزف والفخار مترادفان في اللغة، فالخزف هو الفخار، والفخار هو الخزف، ولكن عاد صاحب لسان العرب، وقال عند تعريفه للفخار، بأن الفخار هو ضَرْبٌ من الخَزَف؛ أي أنه نوع من أنواع الخزف. أن الخزف والفخار يصنعان من الطين الذي يتم تعريضه لمصدر حراري. ضبط التشكيل للفَخَّار، هو: فتح الفاء، وتشديد الخاء مع فتحها. ويخطأ البعض عندما يضم الفاء.
والخزف يختلف عن الفخار في التعريف الاصطلاحي لكل منهما، حيث تم التفريق بينهما اصطلاحاً، فالخزف يختلف عن الفخار بالمادة الزجاجية التي تضاف إليه عند تصنيعه، وبعد إضافتها يتم حرقه مرة أخرى، وهذه المادة الزجاجية هي التي تعطي الخزف القسوة واللمعان الذي يتميز به، كما تعطيه خاصية منع نفاذية الماء، وهي التي تسهم في زركشة وتزيين الخزف بالعديد من الرسومات والصور. وهناك أنواع كثيرة من الخزف والفخار، ويتميز كل منها بخواص معينة تم اكتسابها عن طريق المواد التي استخدمت في تصنيعه. ويمكننا أن نلخص الفروقات بين الخزف والفخار بالنقاط التالي: الفخار يصنع من طينة طبيعية، غير مركبة أو مضاف إليها مواد أخرى، وقد يصنع من طينة مركبة، ومضاف إليها مواد أخرى؛ لإكسابه خواص جديدة. أما الخزف فطينته دائماً مركبة، حيث يضاف إليها العديد من المواد الأخرى، مثل: المادة الزجاجية، وهذه المادة هي العلامة الفارقة الأساسية بين الخزف والفخار. الفخار أقل صلابة من الخزف. بعض أنواع الفخار تكون مسامية، وتسمح بنفاذية الماء من خلالها، أما الخزف فإنه دائماً غير مسامي. يمتاز الخزف باللمعان. وبعض أنواعه تصدر رنيناً عند النقر عليها، ومنها: الخزف الصيني. الفخار يحرق مرة واحدة في عملية تصنيعه، أما الخزف فيحرق مرتين؛ بسبب إضافة المادة الزجاجية له. الفخار أقدم من الخزف بكثير، فقد استخدمه الإنسان منذ قديم الزمان.