جامعه الدول العربيّة هي منظّمة إقليميّة تعمل على ترسيخ وتقوية العلاقات بين أعضاءها، وترسم سياسات اقتصاديّة، واجتماعية، وثقافية وأمنية، لتحقيق التعاون العربي المشترك وحماية الأمن العربي المشترك.
وفي العودة للمرحلة التي سبقت ظهور هذه الجامعة كان العالم يعيش حمّى التحالفات العسكريّة تمهيداً للحرب العالمية الأولى، وكانت تهديدات ألمانيا وايطاليا لدول أوروبا تتزايد أكثر فأكثر، وكان الوطن العربي جزءاً لا يتجزأ من الإمبراطورية العثمانية وبدأت الدولة العثمانية بانتهاج سياسات خاطئة تجاه الدول العربية، فظهرت جمعيات تركيّة متطرّفة استطاعت الوصول إلى الحكم، والتي بدورها قامت باتباع سياسة التتريك ونشر اللغة التركيّة في الوطن العربي. أدرك بعض المفكّرون العرب في تلك المرحلة، خطورة سياسة تركيا على الوطن العربي، فأخذوا يكتبون عن هذه المخاوف، ممّا عزّز بنفوس العرب روح القومية، فقاموا بإنشاء الجمعيات والأحزاب السياسيّة منها ما هو سرّي ومنها ما هو علني.
دعمت الدول الأوروبيّة هذه التوجّهات وتبنّت أفكارها بهدف إضعاف الإمبراطوريّة العثمانيّة، فالتقى بعض الزعماء العرب مع قادة هذه الدول وخاصّة بريطانيا وفرنسا واللتان بدورهما كانتا الدّول الأقوى في تلك المرحلة، فعُقد المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913 وكانت مصر تتزعّم هذا التّوجه. فيما بعد كانت الحرب العالمية الأولى على الأبواب، وقد تلّقى الزعماء العرب وعود من هذه الدول بدعم استقلال الدول العربية وتخليصها من الحكم العثماني، وفي عام 1914 بدأت الحرب العالمية الأولى ما بين دول الحلفاء بقيادة فرنسا وبريطانيا وبين دول المحور بقيادة ألمانيا وايطاليا.
في عام 1945 اجتمع زعماء سبع دول عربية وهي المملكة الأردنيّة الهاشمية، والجمهوريّة السوريّة، ومملكة العراق، والمملكة العربيّة السعوديّة، وجمهورية لبنان ومصر واليمن ووقّعوا ميثاق الجامعة العربية.
وفيما يختص بأهداف ومبادئ الجامعة العربيّة، فقد سعت الجامعة العربيّة لتحقيق مجموعة أهداف تتلخّص كالتالي: توثيق علاقات التعاون بين أعضائها. دعم التعاون بين الدول العربيّة الأعضاء بمختلف المجالات. صيانة استقلال وسيادة الدول الأعضاء. الدفاع المشترك ضد أي عدوان على أي دولة عضو في الجامعة العربيّة. المحافظة على الأمن والسلام بين الدول الأعضاء وفض أي نزاعات قائمة بالطّرق السلميّة. تشجيع التبادل التجاري للوصول إلى سوق عربيّة مشتركة. العمل على تحقيق وحدة عربيّة بين هذه الدول. الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة.
والعضوية في الجامعة العربيّة تستدعي بدورها تواجد شروط محدّدة، تتمثّل بأن تكون الدولة المُنضمّة كعضو جديد للجامعة دولة عربيّة مستقلّة، إلى جانب ضرورة إجماع الحضور على قبول انضمام هذه الدولة للجامعة. وتجدر بنا الإشارة آخراً بأنّ عدد الدّول المُؤسّسة للجامعة العربيّة هي سبع دول فقط، والتي أصبحت الآن جميع الدول العربيّة منضمّة لها وتمتلك ذات الحقوق وعليها ذات الواجبات.