داعش عاجز عن استثمار مناجم الفوسفات بسوريا الخبير الفرنسي، يقول إن الفوسفات الخام الموجود في مناجم خنيفيس قرب مدينة تدمر الأثرية بسوريا غير قابل للاستخدام بشكله الحالي. إرم ـ دمشق كشف خبير فرنسي اليوم الأحد أن تنظيم “داعش”، عاجز عن استثمار مناجم الفوسفات التي استولى عليها يوم الاثنين الماضي، والواقعة على بُعد نحو 70 كيلو مترًا جنوب تدمر بريف حمص وسط سوريا. وذلك نظرًا لصعوبة استثمار أو بيع هذه المادة التي تُستخدم في إنتاج الأسمدة. وأشار الأخصائي في المواد الأولية والأستاذ في جامعة “باريس دوفين”، فيليب شالمان، إلى أن “الفوسفات الخام الموجود في مناجم خنيفيس قرب مدينة تدمر الأثرية غير قابل للاستخدام بشكله الحالي”، مضيفًا أنه “يجب أولًا تحويله إلى حمض فوسفوري ثم إلى ثنائي فوسفات الأمونيوم الذي يدخل في تركيبة الأسمدة الزراعية، خصوصًا وأن كميات الفوسفات الخام في العالم ضئيلة جدًا”. وأضاف شالمان، أن “هذه العملية مستحيلة من الناحية التقنية بالنسبة لداعش، خلافًا لما يحصل بالنسبة إلى النفط الذي يمكن تكريره بسهولة من دون تقنيات عالية”، مشيرًا إلى انه “ليس هناك سوق سوداء للفوسفات تسمح ببيع ما ينتج من المنجم سرًا”. وأكد الخبير الفرنسي، أنه “حتى في حال كانت مناجم خنيفيس تُعد ثاني أهم المناجم في سوريا، فإن الاستيلاء عليها له دلالة رمزية، لأن “داعش” غير قادر عمليًا على بيع الفوسفات، إذ لا يمكن إخراجه من البلاد”، لافتًا إلى أن “المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم محاصرة تمامًا، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى الموانئ الكبرى فيها”. وتابع شالمان: “يجب نقل الفوسفات في شاحنات وهذا لن يكون مربحًا إطلاقًا نظرًا إلى سعر الفوسفات المنخفض نسبيًا في الأسواق العالمية والمقدر بـ100 إلى 120 دولارًا للطن”. مشيرًا إلى أنه “حتى وإن كان من الصعب جداً تقدير الإنتاج السوري من الفوسفات، لكنه ليس ضخمًا على الأرجح”. وقالت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية الخميس الماضي، إن “داعش” وجّه ضربة قوية لنظام الأسد، بسيطرته على مناجم خنيفيس للفوسفات، والتي تعد آخر مصادر دخله الرئيسية. ونشر مكتب “المعلومات الجغرافية” في وزارة الاتصالات والنقل والصناعة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة (التي شكلتها المعارضة)، منذ أيام، خريطة أظهرت انحسار سيطرة نظام الأسد على حقول النفط والغاز في البلاد إلى أقل من 8% بعد أكثر من 4 سنوات من الصراع، في حين بات تنظيم “داعش” يسيطر على أكثر من 80% من تلك الحقول. وسيطر تنظيم “داعش” مؤخراً على حقول ضخمة للنفط والغاز بوسط سوريا، في حين أنه يسيطر منذ نحو عام على أضخم حقول النفط والغاز في البلاد بمحافظة دير الزور شمال سوريا. |
|