أول دفعة الكلية الحربية.. ترك مغريات الطب والهندسة وحقق حلم والده العسكري
محمد حضاض- سبق- جدة: رفض الشاب عبدالله هادي القحطاني كل مغريات الطب والهندسة، وخاض غمار العمل العسكري رغبة في خدمة دينه ووطنه، وتلبية لأمنية والده. وقد تكللت جهوده بتسلُّم شهادة تفوقه وتخرجه من كلية الملك عبدالعزيز الحربية من يد سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بعد أن نال الترتيب الأول على الدفعة دراسياً وعسكرياً، وتوجت الكلية جهوده باختياره رقيب أول الكلية، وهو الشرف الذي يناله الطالب الأكثر تفوقاً في آخر عام دراسي.
الشاب "القحطاني"، الذي لا يزال يتلقى حتى الآن التبريكات والتهاني بعد تخرجه من الكلية بتفوق، حكى لـ"سبق" قصة نجاحه منذ البدايات، وقال: "درست مراحلي التعليمية في الرياض، وتخرجت من المرحلة الثانوية من مدرسة ابن عثيمين بحي البديعة بتقدير ممتاز، ومعدل ، وكنت أرغب حينها في التوجه للابتعاث أو دراسة الطب والهندسة، وتم قبولي فعلاً في تلك الكليات جنباً إلى جنب لدى كلية الملك عبدالعزيز العسكرية". وأضاف: "وحينها جلس معي والدي العسكري السابق، الذي خدم الوطن عقوداً عدة، وتقاعد نقيباً محققاً من شرطة الملز، وأقنعي بالالتحاق بالعمل العسكري؛ وبرر ذلك بأنه يرى فيَّ الكثير من الشخصية والصفات الجادة والحازمة التي يحتاج إليها الوطن في القطاع الحربي؛ فلم أتردد لحظة في تنفيذ أمنيته ورغبته، وأكرمني الله بعد بري بوالدي أن ساعدني في تحقيق التفوق على دفعتي البالغ عددها طالباً من مختلف أنحاء السعودية".
ويعيش عبدالله هادي القحطاني وسط أسرة تشربت العمل العسكري منذ الصغر؛ فالأب النقيب المتقاعد له من الأبناء تسعة، منهم سبعة يعملون في السلك العسكري، أصغرهم عبدالله؛ وهو ما ساعد الشاب على الاستعانة بخبرات إخوته للوصول إلى التفوق مستعيناً بجهوده التي استمرت ثلاثة أعوام حتى قطف ثمارها بسيف الشرف الذي حمله نيابة عن زملائه يوم التخرج.
ويتذكر "القحطاني" بداياته في الكلية بقوله: "منذ أن وطئت قدماي مبنى كلية الملك عبدالعزيز الحربية وضعت نصب عيني الدراسة الجادة، وإجادة الفنون العسكرية؛ حتى أصل لسيف الشرف الذي يمثل فخراً كبيراً لمن يحمله. ورغم تسرب العديد من الطلاب في بدايات العام إلا أن ذلك زادني صموداً ورغبة في الاستمرار، ونجحت - ولله الحمد - في الحصول على الترتيب الأول في أول عام، عسكرياً ودراسياً. وفي العام المتوسط واصلت تفوقي حتى قررت إدارة الكلية تنصيبي رقيباً أول للكلية في العام النهائي وما يحويه هذا المنصب من ميزات عسكرية لا حصر لها". ويستطرد: "أخي يزيد الذي يعمل رائداً في القوات البرية كان برفقة والدي أكبر المشجعين لي لمواصلة التفوق، واستفدت من خبراته الكثير حتى حققت حلمي، ورسمت ابتسامة كبيرة على وجه والدي، وسأبدأ فعلياً خلال فترة وجيزة في الدفاع عن وطني بكل ما أحمله من علم وقوة استمددتها من السنوات الثلاث التي قضيتها في رحاب الكلية".
ويتحدث الملازم "القحطاني" عن حفل التخرج، ويقول: "ما زالت كلمات سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يتردد صداها في أذني؛ إذ تشرفت بأن أكون أول رقيب أول على مستوى الكليات العسكرية لوزارة الدفاع أنال شرف التكريم، وقد قابلني بابتسامة عريضة، وهنأني على التفوق، وطالبني بمواصلة العطاء لخدمة الوطن. وهذه الكلمات ستكون أكبر محفز لي في مستقبل الأيام". ويتابع: "سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمثل قدوة لمختلف شباب الوطن؛ فما أنجز من أعمال ونجاحه في مهامه العسيرة التي تولاها خلال الفترة الماضية يؤكدان قدرات القيادية الفذة، التي ستسهم في مواصلة النجاحات لبلادنا الحبيبة في مختلف المجالات".