شاهد.. شباب سعودي يضع بصمته في صيانة الطائرات وآلاف الفرص تنتظر
سبق- الرياض: من إبداعات الشباب التقني السعودي المتخصص، لنظرات حول نظام "الفرانشايز" القائم على مبدأ نقل الخبرة من مشروع ناجح إلى مشروع ناشئ، ثم إلى تطبيق استراتيجية الخصخصة وطرح أنشطة يتولى تنفيذها القطاع الخاص توفر آلاف الفرص الوظيفية للكفاءات الوطنية في المجالات التقنية والمهنية، ننتقل للمحات من فيض في جعبة هيئة الطيران المدني السعودية تسعى لتحقيقه وفق خطتها الاستراتيجية الشاملة للنهوض بصناعة الطيران. 27 مطاراً
وفي تلك الخطة أفصحت الهيئة عن مساهمة هذا القطاع في زيادة نمو الاقتصاد الوطني بما يقارب (100) مليار ريال خلال الـ 10 أعوام المقبلة، والتوسّع في إنشاء المطارات لتبلغ 27 مطاراً موزعة في أنحاء المملكة؛ حيث يجرى العمل على مدّ القطاع بالكفاءات الوطنيّة المدرّبة لشغل الفرص الوظيفيّة المُتاحة في هذا المجال الناشئ والقائم على التخصصات التقنية والمهنيّة. ملايين الوظائف
وتتّجه وزارة العمل بناءً على قراراتها الحاليّة إلى إلزام الشركات التي تُعنى بصيانة المطارات والطائرات في المملكة بتنفيذ اشتراطات السعودة في هذا القطاع، تمهيداً لعملية إحلال تدريجيّة تُفسح المجال أمام الشباب السعودي للاستفادة من أكثر المجالات نمواً وتطوراً الذي وفّر في منطقة الشرق الأوسط، خلال العام الماضي، ما يزيد على (7) ملايين فرصة وظيفيّة.
مهارة وكفاءة
وأوضح مسؤول التوظيف في إحدى الشركات التي تُعنى بصيانة مطارات المملكة عبدالعزيز الشمري، أن التقنيين السعوديين يمتازون بالتأسيس الجيد، ويمتلكون المهارة القابلة للتطوير وفق ما يتطلبه كل قطاع تقني ومهني، مشيراً إلى أن الكفاءات الوطنية المتخرجة من الكليات التقنية لديهم الوعي الكافي على المستوى العملي من جهة، وعلى مستوى معرفة ثقافة كل بيئة وتضاريسها داخل نطاق المملكة ذات المساحة الجغرافية الكبيرة.
أجور مرتفعة
وقال "الشمري": "الأجور التي يتقاضاها التقنيون السعوديون في قطاع التشغيل والصيانة تبدأ بـ (6) آلاف ريال، ثم تتزايد بشكل مستمر، وينال الموظف السعودي المتخصص تقنياً العديد من الحوافز التي ترغِّبه في البقاء في عمله، وعدم الالتفات إلى العروض الوظيفية الأخرى التي يتلقاها، وبإمكاننا القول إن المواطن التقني والمهني أصبح مطلباً لدى جهات متعددة، وبات أمر إبقائه في جهة دون أخرى عسيراً، لذلك لا تتوانى الشركات الكبرى في تقديم عوامل التحفيز التي تتضاعف عندما يكتسب الموظف الخبرة والكفاءة داخل القطاع.
تنسيق وطلب
وأردف مسؤول التوظيف: "التنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني قائم، ونتلقى باستمرار قوائم لخريجي الكليات التقنية، ونتواصل معهم ونقدّم لهم العروض الوظيفية المناسبة، لإيماننا بأن المواطن هو من يستحق الاستثمار فيه، ويظل ابن الوطن متفوقاً ومتميزاً بإيجابيات كثيرة، وهذا يجعل الطلب على المهنيين والتقنيين السعوديين يشهد ارتفاعاً وتزايداً من عام إلى آخر".
خصخصة القطاع
وكشف المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري، أن الهيئة مقبلة على استراتيجية وخطوة جديدة لطرح العديد من أنشطتها إلى القطاع الخاص ليتولى تنفيذها، وهو ما سيوفر العديد من الفرص الوظيفية للكفاءات الوطنية في المجالات التقنية والمهنية؛ حيث يعدّ قطاع الطيران برُمّته قطاعاً قائماً على التخصصات الفنية، ما يؤكد تزايد الاحتياج للسعوديين في حال تنفيذ الهيئة لاستراتيجيتها الجديدة. توطين إلزامي
وأشار "الخيبري" إلى أن الشركات التي تتولى قطاع التشغيل والصيانة في مطارات المملكة مُلزمة بتوطين الوظائف وفق اشتراطات وزارة العمل، كما أن الهيئة قبل ترسية مشاريع الصيانة تنظر في العروض المقدمة، وتولي جانب السعودة أهمية كبرى، في ظل النمو الكبير الذي يشهده القطاع، وهو لا يزال مرشحاً لتحقيق المزيد من النمو؛ سعياً لتحقيق تطلعات المملكة للريادة في مجال الطيران.
استنساخ تجارب
وأكد الخبير الاقتصادي أحمد العرفج أن تجارب الدول المتقدمة في صيانة المطارات وتشغيلها تكشف عن مدى احتياج القطاع لإتاحة الفرصة أمام التقنيين المهنيين السعوديين؛ حيث يُعدّ قطاعاً جديداً وناشئاً في المملكة، وبإمكانه أن يوفّر مئات الفرص الوظيفية أمام المواطنين الأكفاء والمؤهلين تأهيلاً فنياً متخصصاً، مشيراً إلى أن التجارب الناجحة جديرة بالاستنساخ سواء على مستوى الجودة في الخدمة من ناحية، وعلى مستوى التوظيف من ناحية أخرى. شباب مؤهل
وشدد "العرفج" على أن الشباب السعودي المتخصص في المجالات التقنية والمهنية مؤهل وبقوة للنجاح في مشاريع صيانة وتشغيل المطارات، كما أنه بحاجة إلى أن تهيئ له الشركات فرص التفوق داخل بيئة العمل بتوفير معرفة مجربة وناجحة، ليكتسب خبرة رصينة تعزز تأسيسه المتين الذي تلقاه في الكليّات التقنية. "فرانشايز" والثروة
وطالب الخبير الاقتصادي الجهات التي تعمل في مجال صيانة المطارات وتشغيلها بتطبيق نظام "الفرانشايز" القائم على مبدأ نقل الخبرة من مشروع ناجح إلى مشروع ناشئ، مع الأخذ في الاعتبار المشاريع التي حققت تفوقاً على مستوى إيجاد الوظائف للشباب، فهناك نماذج كثيرة استطاعت أن تحوّل مثل تلك القطاعات الحيوية إلى آلاف الفرص الوظيفية التي تتواءم مع التقنيين السعوديين الذين يعدون ثروة وطنية من الضروري الاستفادة منهم في تنفيذ الخطط التنموية، ومنحهم فرصة المساهمة في نمو الاقتصاد السعودي. جودة تلبي الحاجة
وقال المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد بن مناحي العتيبي، أن قطاع الطيران بالمملكة يتطلب كفاءات تقنية ومهنية تُسهم في تأسيس بنيته التحتيّة، وتحافظ على سلامة المطارات والطائرات بالصيانة المستمرة، وهذا ما تحرص المؤسسة على تحقيقه بالتعاون مع جهات متخصصة؛ بهدف توفير مواطنين سعوديين يمتلكون المهارات اللازمة لتلبية احتياج القطاع النامي والمتطوّر، وتسعى المؤسسة إلى تجهيز كل الإمكانات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد بيئة تدريبية متقدّمة قادرة على تحقيق أعلى درجات الجودة في المُخرَج التدريبي.
تواصل وجسور
واختتم "العتيبي" بقوله: "المؤسسة لا تتوانى في مدّ جسور التواصل بين المتدربين وجهات التوظيف في قطاع الطيران، وتحديداً في التخصصات الكهربائيّة والميكانيكيّة، وهناك إقبال كبير تتلقاه إدارة التنسيق الوظيفي في هذا المجال، لتقدّم قوائم تضمّ بيانات الخريجين أولاً بأول، والمؤسسة على تواصل مستمر مع تلك الجهات بوصفها الجهة التي تُعنى بتدريب وتأهيل الشباب بناءً على حاجة سوق العمل بالمملكة.