معاشر المسلمين:
وفى الآمة تُعساء
يستقبلونه على أنه
شهر جوع نهار وشبع ليل
نوم في الفراش إلى ما بعد العصر
وسمر في الليل إلى الفجر
تراهم ذئاباً في الليل جيفاً في النهار
جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات
إنهم يقتلون رمضان ويفسدون حلاوته وطعمه
حُرموا وحَرموا غيرهم من جمال رمضان وروعة الحياة فيه
عبادة للبدن والجسد بنزواته ولذاته
وأسر للروح والعقل
مساكين هؤلاء..
رمضان ؛ رُبَّ فمٍ تمنَّع عن شراب أو طعام
ظن الصيامَ عن الغذاء هو الحقيقة في الصيام
وهوى على الأعراض ينهشها ويقطع كالحُمام
يا ليته إذ صام، صام عن النمائم والحرام
وانساك إذ ينساك عن كذب وجود وإحرام
وعن القيام لو أنه فيما يحاوله استقام
رمضان نجوى مخلص للمسلمين وللسلام
تسمو بها الصلوات والدعوات تضرم إضرام
ألم يبشرك الحبيب بقدوم رمضان
كما أخرجه أحمد والنسائي من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم " صححه الألباني كما في صحيح النسائي
في رمضان؛ أنت تمسك عن الطعام والشراب والجماع أكثر من نصف يوم لماذا؟ تجوع وتعطش لماذا؟ تسهر وتتعب لماذا؟ أصناف الطعام بين يديك والماء البارد بين عينيك فلا تمد يدك إليه؛ لماذا؟ ماذا تريد من كل هذا؟ ما هو الهدف؟ إلى أي شئ تريد أن تصل؟ حاشا الله عز وجل أن يكون المراد تجويعنا وتعطيشنا وإتعابنا وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم من الأم بولدها، بل إن الله قال في آخر آيات الصيام "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (البقرة 185)