عيسى الحربي- سبق- الرياض: تتنوع التهاني والتبريكات بحلول شهر رمضان المبارك؛ وفقاً للظروف والاكتشافات، ومرّت المبادرة بتقديم التهنئة والدعاء للآخرين بجملة من المتغيرات والمراحل، بدءاً بالتخاطب العفوي المباشر من "الرأس للرأس"، ومروراً بكتابة الرسائل الورقية والبرقيات الرسمية، ثم المكالمات عبر الهاتف الثابت والجوال، ثم الرسائل التقنية وتوزيعها عبر مجموعات الواتسآب ووسائل التواصل الاجتماعي.
وخلقت الحياة المدنية وتضارب المصالح قائمة في طريقة تقديم التهنئة بحسب أهمية الشخص؛ فعندما يكون أحد الوالدين أو شخصية اجتماعية مهمة، فإن التهنئة إما أن تكون بالزيارة أو بإجراء المكالمة، وإذا كان الطرف الآخر صاحب معروف أو وجاهه؛ فتكون الرسالة النصية "المدفوعة" من نصيبه، بينما إذا كان من ضمن زملاء العمل أو الأصدقاء والأقارب؛ فيكون مقامه رسالة جماعية عبر جروبات "الواتسآب" أو فردية؛ بحسب توافر شبكة "wi fi"!.
وإذا كان المُهنَّأ من بين المتابعين في منصات التواصل الاجتماعي "التويتر" و "الإنستقرام"، يكون نصيبه رسالة ثابتة ومكررة يقرؤها الكل، وبالتأكيد فإن رونقها وجمالها أقل بدرجات من سابقاتها.
ويرى مراقبون أن نقطة التحول في عملية التهاني والتبريكات، وموفور الدعوات؛ بدأت عندما أطلقت شركة الاتصالات السعودية قبل "17" عاماً خدمة الرسائل النصية "sms"، وكانت حينها تأتي الرسالة الواحدة على 3 دفعات، مذيلة الأولى والثانية بجملة "جزء من النص مفقود"، وفقاً لعدد أحرف الكتابة، بعد ذلك ساهمت الأجهزة التي تتوافق مع الجيل الثاني والثالث وأخيراً الرابع؛ في ظهور فنون الكتابة والصور والرسم والمقاطع، وأفقدت في الوقت ذاته لذة ومتعة الرسالة التي تحمل الأمنيات الصادقة والدعوات المخلصة