نقدم لكم جديد صحيفة موهبتي وهو لقاء مع الشاعرة نجاة الظاهري وقد اجرى اللقاء الشاعرة والإعلامية رغد بنت عبد الله
وطن من الأخلاق والثقافة والاحترام والتواضع ..
عازفة حرف من الطبقة المخملية
تكتب وكأنها تنسج من الغمام وخيوط النور.. تعرف كيف تبحر بنا في كتاباتها لحدٍ لا نتمنى العودة منه
من القلة القادرات على تأطير مشاعرهن اللحظية شعراً ونثراً .. مما جعلها تخطو خطوة بعيدة في مشوارها الشعري وكأنها بدأت من المنتصف..
ادخلتنا عالمها .. حاورناها وخرجنا بـ ..
بداية ..جملة تختصر نجاة الظاهري.. وتعّرف بها في ذات الوقت ؟؟
دائماً حين َ أريدُ أن أختصر التعريف بي أو حتى أعطي تعريفاً عنّي فإنّي أكتفي باسمي [ نجاة الظاهري ] . . فالجمل من وجهة نظري لا تختصر شيئاً ، فهي إضافة فقط . . و الأشخاص خارج حدود الاختصار و التعريف . .
هل دخولك مجال النشر جاء نتيجة التخطيط أم محض الصدفة ؟؟
بل جاء نتيجة مجازفة مخطط لها مسبقاً . . إذ إنّني في بدايتي و قبل النضج الشعري كنتُ قد جازفت بنشر قصيدة [ خاطرة بالأصح ] باسم مستعار ، و خفتُ كثيراً من أن تجدَ نقداً غير محبّب لدي ، و رغم أني لم أجد هذا النقد و لا سواه ، لم أنشر إلا بعد أن تيقّنت من نضج كتاباتي و لو قليلاً ، و أوّل صحيفة نشرت لي باسمي الصريح هي الاتحاد في ملحقها الثقافي ، و الذي لا ينشر إلا ما يراهُ يستحق النشر ، و هذا كان تشجيعاً لي لبداية مسيرة النشر و لله الحمد . . فشكراً لهم و شكراً لله عليهم . .
لمن تقرأين .. ولمن تكتبين ؟؟
عادةً لا أحبّ أن أقرأ لشخصٍ بعينه دائماً ، بل أحبّ التنويع في القراءة ، من ناحية النوع ، و الكاتب ، و ذلك لتمتّعي بمزاجٍ حادٍ جداً . . لا يسمح لي بالثبات . . و كذلك أرى أن التنويع يعينني على اكتساب معرفة أكثر بالأساليب حتى أستطيع أن آتي بأسلوبٍ مختلف عمّا يُكتب عليه . .
لعلّ الشعراء الذين قرأتُ لهم كثيراً و ما زلتُ أحبّ أن أقرأ لهم و أكرر قراءتي لهم قلّة ، و هم الشاعرة رزان العتيبي و الشاعرة أسماء الحمادي و الشاعر فهد المساعد ، و شاعرة شابة في بداية مشوارها اسمها أحلام الحمادي ، و أميل كثيراً مما هو واضح للقراءة للأسماء النسائية ، ليسَ تحيّزاً ، و إنّما أستعذب الرقة الموجودة في الأسلوب النسائي في الكتابة أكثر من غيره . .
لمن أكتب ؟ . . ليسَ لشخصٍ محدد ، و إنما لكل قصيدة قد يكون شخص موجهة إليه ، بحسب التجربة الشعورية ، فأحياناً أكتب على لسان أشخاص قرأت لهم أو سمعتُ تجربتهم أو خضتُ معهم تجربةً ما لكن كان لي تجاهها شعورٌ مختلف ، فأكتب على ألسنة الآخرين في الغالب ، أكثر من الكتابة على لساني .
اسم وقف بجانبك وساندك .. تدينين له بجزء مما وصلت اليه اليوم .. شعرياً أقصد؟؟
ليسَ اسماً واحداً ، بصراحة ، هناك العديد من الأسماء التي ساعدتني في تجاوز مرحلةٍ ما من مراحل كتابتي الشعرية ، فأنا بدايةً أدينُ لمدرستي في المرحلة الإعدادية ، مدرسة اللغة العربية مريم الشامسي فهي أول من شجعني على الكتابة و تابعتني لمدة سنتين ، ثم أستاذي في المرحلة الدراسية الأولى من الجامعة د.إبراهيم محمد علي ، الذي علّمني بحور الشعر الفصيح ، و د.علي العلاق الشاعر و الناقد العراقي الذي تابعني حينما كنتُ عضوةً في نادي الإبداع في الجامعة ، و قد اعتنى بتطوير موهبتي زمناً غير يسير ، ثم الأستاذ عادل علي رئيس تحرير الملحق الثقافي بجريدة الاتحاد و الذي شجعني من خلال نشره لقصائدي في الملحق منذ بدايته حتى اليوم ، ثم الأستاذ الشاعر و الباحث أحمد عبيد الذي كان يتابع جديدي و يشجعني و يثير رغبتي في أن أكونَ شاعرة كبيرة ، هذا كله على صعيد الشعر الفصيح ، أما على صعيد الشعر العامي فأنا مدينة للشاعر السعودي ناصر بن حطاب الدهمشي الذي لم يكتفي بتشجيعي و إنما نهلتُ من ملاحظاته الوافية ما لذّ و طاب مما يعينني على معرفة كيفية كتابة القصيدة النبطية بالشكل الصحيح ، و يأتي بعده الأستاذ محمد مهاوش الظفيري الذي يكيلُ عليّ بين الحين و الآخر شيئاً من التشجيع و الملاحظات ، و غيرها من الأسماء التي لا يتسع المجال لحصرها ، و لا أدري إن كانَ لها حصرٌ . .
و لهم مني جميعاً التقدير و الولاء . .
متى كانت انطلاقتك الفعلية في الشعر ومن ثم في عالم النشر ؟؟
لن أعتبرها انطلاقة بقدر ما هي بداية لانطلاقة لم تحِن بعد ، كانت في المرحلة الجامعية بدايتي الفعلية في الكتابة الشعرية و الظهور الشعري و لو كانت على مستوى الأكاديمي فقط ، من خلال الأمسيات الخاصة بالجامعة و المشاركات الخارجية في المسابقات أو الأمسيات التي تقام في جامعات أخرى ، و هذه كانت منذ سنتي الأولى في الجامعة . . أما ما يخص النشر فقد بدأتُه متأخراً جداً، فأوّل سنة قمتُ بالنشر فيها كانت سنة 2008 ، على يد الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد كما أسلفت . .
صخب الحياة ومشاغلها .. والخلوة لأجل الكتابة ولذتها .. كيف توازن نجاة الظاهري بين هذه وتلك ؟؟
لا أخفيكم سراً أنني شخصٌ سيءٌ جداً في هذا الجانب ، لأني دائماً ما أغلّب موهبتي على أي شيء آخر ، فحينَ تأخذني ضغوطات الحياة الأخرى أهربُ إلى الكتابة ، و حينَ أحتاج إلى لذة الكتابة أهربُ إليها ، أنا مع الكتابة أجد توازني ، الذي أفقده في الحياة بسببها ..
لعلّ صخب حياتي يكادُ يكونُ معدوماً لعدم وجود وظيفة تشغلني حتى الآن و لأني لا أشعر بالضغط كثيراً في حياتي ، ومشاغلي تكاد تكون تافهة بحيث لا تُذكر ، و هذا ما يساعدني على التمسّك بالكتابة أكثر .
دائماً نقرأ قصائد في الأم أين الأب من بوح الشعراء والكتاب .. واين هو من قصائدك نجاة ؟؟
جريءٌ هذا السؤال جداً ، و الجميل أنّكم لاحظتم هذا الأمر . . بالفعل أنا لا أكتب للأم و الأب ، و الوطن كذلك ، أرى من وجهة نظري أنّ هذه الثلاثية تستعصي على التصوير و الحرف ، و هي أكبر منهما ، و لا أرى أنّي بلغتُ المبلغ الذي قد يعينني على الكتابة لهذه الثلاثية الجميلة العظيمة [ الأم ، الأب ، الوطن ] . . و لعلي كتبتُ فقط قصائدَ لوالدتي رحمها الله بعد وفاتها أرثيها بها ، و لم أنشر إلا قصيدتين على الشبكة العنكبوتية ، أما والدي فقد ناجيتُه في أبياتٍ منذ مدة قريبة ، و الوطن ، فقصائدي فيه لا أعتبرها قصائدَ أبداً ، فهي مجرد كلمات لا ترقى لتكون قصيدة مناسبة له . .
قصيدة أبكتك ومن شاعرها؟
أكثر من قصيدة ، أذكر منها قصيدة [ ليه ؟ ] للشاعر سالم السيار ، هي ما يحضرني حالياً ، و أذكر كذلك قصيدة للشاعر الحميدي الشمري يرثي بها والدته رحمها الله ..
الشعر عندك موهبة أم صناعة ؟
لا يمكن للشعر أن يكون صناعة ، و الذي نظن أنّه صناعة لا أطلق عليهِ شِعراً أبداً ، فالشعرُ طبيعة و فطرة لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره صناعة ، فالصناعة تعني التكلف ، و الشعر بعيدٌ عن هذا كل البعد . .
فهو موهبة . . و هواية . . أعتبره موهبةً لديّ في الجانب الفصيح ، و هوايةً في الجانب العامي . .
متى ترغب نجاة الظاهري بـ : الهجاء , البكاء , السفر , العزلة , الصمت ؟؟
آهٍ ، أيّ ملحٍ تنثرين على جراحي ؟! . .
الهجاء ، لا أرغبُ به أبداً ،و أنبذه و أنبذ كل قصيدة كتبت عليه . . أمقته كثيراً . .
البكاء ، عندما أشعر بعمق الفقد . .
السفر ، دائماً . .
العزلة ، عندما أشعر بالخزي الشديد من نفسي لارتكابي جرحاً في صدر من أحب . .
الصمت ، لا أعلم إن كانت رغبة ، فهو طبيعتي التي لا تفارقني . .
دواوينك بالفصحى ذهبت بنصيب الأسد .. هل سنرى ديوان يضم نفائس نجاة الظاهري الشعبية ؟؟
أتمنى أن تكونَ ذهبتْ بنصيبِ الأسدِ بالفعل ، ،
كما أسلفتُ مسبقاً ، فإنّ الكتابة الشعبية بالنسبة لي هواية ، لا أعتبرها موهبةً ، و لا أرى أنّي أجيدها ، لذا فإنّ هذا الأمر بعيدٌ عن تفكيري حالياً ، رغم إلحاحِ من حولي من أجل إصدار ديوانٍ يضمّ شعبياتي ..
و ما لا يُعلم عنّي ، أنّ أوّل محاولاتي الأولى لإصدار ديواني شعري كانت لقصائد شعبية ، و كنتُ حينها في المرحلة الثانوية و بجهدٍ من معلّمة الجغرافيا التي كانت تحب أن تقرأ لي رغم ركاكة أسلوبي و ضعفه حينها ، و لكن لم يشأ الله أن تتيسّر المسألة ، فأرجأتها إلى أجلٍ غير مسمى . . ثم فقدتُ هذا الطموح . .
وهل سيكون مطبوع أم مسموع ؟؟
إذا فكّرتُ في عمل إصدارٍ فسيكون مطبوعاً بإذن الله . .
في حياتنا اليومية تحكمنا قناعاتنا .. هل تخضعين الشعر لقناعاتك أم العكس ؟؟
الشعر شيء ينبع من ذواتنا ، بل هو اتحادٌ مباشرٌ بذواتنا ، و القناعات هي ذواتنا ، هي النسيج الذي تتشكل منه ذات الإنسان ، فالعلاقة بين القناعة و الشعر علاقة تكامل و اتحاد و اندماج ، لا علاقة خضوع و إخضاع من وجهة نظري . .
كل كلمة تنطقها شفاهنا هي قناعة ..
ماذا قلتي شعراً عن :
البحر كثيرٌ في قصائدي ، و قلتُ عنه و له الكثير . . و يكفي أن يكون آخر ديوانٍ لي متضمّنٌ عنوانه البحر [ الحلم .. البحر ] . . و هو اسم قصيدة في الديوان ، و هي من أحب قصائدي الفصيحة لي . .
أقول في بدايتها :
مساءَ الأمسِ ما زال التمني .. و ما زالت رياحك تحتضني
أثرت الحلم بي حتى استحالت .. حياتي بعده من غير فنِّ
أسافر في دروب العمر ركضاً .. فقد أدنيت شمس الشوق مني
فلا ظلٌ و لا حتى رفيقٌ .. لأحمله و يحمل تلكَ عني
هو البحر البعيد و لست أدري .. طريقاً للوصول ، فهل تعِنّي
فما يوماً شددت له رحالي .. و ما يوماً عليه مددت سفني
أغوص به و لكن من بعيدٍ .. و أرشف ماءه من بعض مزني
مسافاتٌ تحول فلا أراه .. و أزمانٌ ، و ما عيبٌ بعيني
الإمارات :
كما أسلفتُ فأنا لا أكتبُ للوطن ، و لا أعتبر قصائدي فيهِ قصائداً ، و منذ وفاة الشيخ زايد رحمه الله لم أكتب زمناً طويلاً له ، و كانت هذه القصيدة هي أوّل هذا الخروج ، و قد شاركتُ بها في مسابقةٍ للمواهب الشعرية أقامها محل فاشرون كوستنتاين للساعات السويسرية على مستوى كليات و جامعات دولة الإمارات و قد حصَلتْ على المركز الأول ، أقولُ في بدايتها :
انظر و أبصر يا زمانٌ قليلاً . . ما كانَ ضرّكَ لو رأيتَ جميلا
وطناً إليه أشدّ خير قصائدي . . إن ما أردتُ إلى الجمالِ رحيلا
متفرّدٌ بالحسنِ ، ليسَ كمثله . . حسنٌ ، أنا ، لا ، ما رأيتُ مثيلا
و كذلك كتبتُ له :
يا اللي تحَسْب إن الـ " إمارات " لعبة
.. شوف الدلايل تعرف شْـ قد مُخطي
دولة إذا قيل اسمها انقال : [ صعبة
.. نوصل حدود اللي وصلت يوم تعطي ]
الأنثى ، لا أذكر أني قلتُ عنها شيئاً في شعري ، غيرَ أنّ لي قصيدةً تحرّض الصوت النسائي الموهوب المكبوت في بعض الأعراف المجتمعية الرجعية البالية ، التي تهمّش صوتَها كيفَ ما كان بحجة أنّه " عورة " ، تحرّضه على الظهور و البوح العالي . . و هي قصيدة بعنوان " صوتٌ و أهواء " في ديوان [ الحلم البحر ] . . أقولُ في بعضِ أبياتها :
ذبحوكَ فوق مقاصل الأهواء .. أرضيتَ ذلك طالباً إحيائي؟
يا أيها الصوت الرقيقُ تمادياً .. و الحيُّ بينهم بلا أصداءِ
جاورتَ أروقة الظلام كشمعةٍ .. مسلوبةِ الإحراق و الأضواءِ
مسلوبةِ الألحان ، ما طيرٌ هنا .. يشدو على أغصانها البتراءِ
مكسورةٍ . . لا داء يعظم داءها .. مخذولةٍ . . مقطوعةِ الأنباءِ
الطموح :
الطريق طويل للي يجهله.. و الصعوبة قد يسببها الجهل
من بغى يسلك طريق يسهّله.. بالعلوم و بالطموح و بالأمل
قبلَها قلبك بربّك وصّله .. ما يخيب اللي على الله اتّكل
استعنْ به وانت موقن بإنّ له .. قدرةٍ أكبر من حدود العقل
لا تخلّي الياس يزجي محمله .. فوق بحرك ارفضه لى من وصل
خلّك أكبر ثق بربّك و اسئله .. خالص النيّة لوجهه فـِ العمل
ينفتح لك كل بابٍ توصله .. و اسأل مْجرّب ، و من يجهل سأل
آدم :
لعلّي لم أكتب إلا قليلاً في آدم كوصفٍ له ، وصف أحبه أن يكونَ فيه ، و لم أفعل هذا ربما إلا مرةً واحدة . . أما باقي القصائد التي أكتبها و يكون بطلها رجلاً ، فلستُ أقصدُ بها [ آدم ] محدد . .
الفراق : حدّث و لا حرج ، أكادُ أسمّي نفسي أحياناً شاعرة الفراق لكثرة ما أكتب في هذا الموضوع . .
نصفٌ أنا ، و النصفُ من رحلوا .. فإلى متى يصحو بيَ الأملُ ؟
ما كانت الدنيا ببعدهمُ .. حقٌ بأن بالحسنِ تكتملُ
هم من أرادوا لي الحياةَ فهل .. تبقى الحياةُ إذا جفوا تَصلُ
الحب :
قالوا لي أربع طعشر اثنين .. عيد المحبة و الهوى ، قلت :
" الحب حب اللي برى الدين .. فـ قلوبنا يا من عنَه مِلتْ
امْقلّدٍ للغرب كل شين .. و لسنّة المختار ما شِلْت
درب الهدى يا سامعي زين .. مايْفيد غيره لو تأملْت "
و كذلك :
هذا الهوى المجنون ليسَ كمثله .. صعبٌ بحالِ ذهابهِ و إيابهِ
بحرٌ من الآهاتِ لذّ لشاربٍ .. ما كان إلا مستسيغَ عذابِه
و ندىً من السعدِ الشقيّ ، و زهرُهُ .. و غيومُ طيبٍ ، و اشتهاءُ ربابِهِ
عملك في مجال الإعلام هل كان حلم وتحقق على أرض الواقع.. أم خطوة لم تكن بالحسبان؟
هو حلم و خطوة لم تكن في الحسبان و انتهت على خير بحمد الله . .
حلمٌ راودني حينَ كنتُ في سنين دراستي الجامعية الأخيرة ، و كنتُ أهدفُ من خلاله للعمل في مجال الثقافة ، و لم أجد أكبر من الإعلام مجالاً حينها يمكنه أن يدخلني إلى هذه الساحة التي أحب ، و اتخذت هذه الخطوة مع جريدة هماليل الشعبية بشكلٍ غير مخطط له ، و بشكل مندفع كذلك ، لأجد نفسي بعد أقل من سنة سكرتيرة تحرير الصحيفة ، و لكن الظروف لم تساعدني للاستمرار ، و راجعتُ حساباتي بعدها كثيراً ، لأجد نفسي لستُ أهلاً للإعلام ، و لأنّه كادَ يسرقني من الشعر ، و هروبي أبداً للشعرِ و به ..
وهل لكونك شاعرة أثر في ذلك ؟
أجل ، أثّر ذلك كثيراً . . إذ جعلني كوني شاعرةً و لي صلاتٍ بشعراء و مواهب شعرية شابة أجيد عملي بشكل أفضل ، و كوني شاعرةً كانَ من أحد الأسباب التي جعلتني أتركُ هذا العمل كذلك ..
كل موهبة تحتاج الى صقل وتحفيز .. موهبة نجاة الشعريه من صقلها منذ البداية : الأمسيات .. ام المنتديات ..ام ماذا ؟ حدثينا شاعرتنا ؟؟
بالتأكيد كل موهبة تحتاج إلى صقل و إلى من يتابعها منذ بدايتها ، لكي لا تنحى منحى التقليد أو التقليدية ..
موهبة نجاة الشعرية ، عجينةَ طينٍ دخلت إلى أكثر من فرن و مرّت تحت يد أكثر من فنان ، و ما زالت ، تتعرض للحرارة و التلوين ، لتكتمل و تنتضج بالشكل المُرضي بإذن الله تعالى . .
كما تحدّثت مسبقاً ، في حديثي عن الأسماء التي أدين لها في تطوير موهبتي و رعايتها و صقلها ، فهناك العديد من الأشخاص الذين ساهموا و ما زالوا يضعون لمساتهم السحرية على فخار موهبتي . .
لعلّ تخصّصي الدراسي كانَ له الأثر الكبير في صقل موهبتي ، فقد تخصصت في اللغة العربية و آدابها ، ثم بعدَ ذلك يأتي دور الأمسيات الشعرية ، التي عرّفتني أكثر على أذواق الجمهور المختلفة . . و ساهمت في صقل إلقائي الشعري كذلك ، ثم دور المنتديات الأدبية و غير الأدبية و التي وضعتني تحت يد شعراء أخذوا بموهبتي إلى حيثُ يجب أن تكون ، و وضعوا لي من الملاحظات ما يرتقي بأسلوبي بطريقة أبٍ حنون . .
ثم يأتي مجال النشر ، و الذي شجّعني كثيراً و جعلني أرغب أكثر بممارسة الشعر ، و تنميته ليكونَ له صدىً أكبر . .
و غيرها من الأمور ، و من أهمها القراءة و المتابعة الدائمة لجديد الشعراء في الساحتين الفصيحة و الشعبية ، و ذلك لأني أخذتُ على عاتقي منذ بداية اكتشاف موهبتي في المرحلة الإعدادية أنّي آتي بما لم يأتِ بهِ الأوائلُ ، مستشهدةً في هذا ببيت أبي تمام :
إني و إن كنتُ الأخير زمانه . . لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
فالتجديد في الشعر و التطوير في الأسلوب و التشبيهات ، و المجازات ، هو همّي و الشيء الذي أشعرُ بأنّه واجبٌ عليّ أداؤه إيفاءً لحقّ الشعر و حق اللغة عليّ . .
الى أي مدى ترغبين الوصول بشعرك ؟؟ وهل يعتزل الشاعر ؟
ما أعلمه هو أني لن أرضى أبداً عن أيّ شيءٍ أكتبه ، لأنّ ما أرغب الوصول إليه كبيرٌ جداً و بعيدٌ جداً ، و لا أدري إن كانَ هناكَ بشرٌ يستطيع أن يصلَ إلى ذلك الحدّ ، حلمي أن أكتب ما لا يمكن تكراره ، و ما يملك أن يجمع تحت سقفه كل الحضارات و الازمان و البشر ، أن أصلَ إلى عمقٍ يُغرق كل من يقرأه ، غرقاً لا حياةً بعده و لا نجاة . .
الشاعر الحقيقي من وجهة نظري لا يعتزل الشعر . . فكما قلتُ ، فإنّ الشعر توحد مع الذات ، فاعتزال الشاعر يعني موته . .
اصبح الكثير من الشاعرات متشابهات بل متناسخات .. لدرجة تجاوزت الشعر الى الأسلوب في الردود والصور الرمزية .. رأيك؟؟
لعلّي منهنّ . .
هل تعلمين لماذا نتشابه ؟ لأننا من وجهة نظري لا نحسن قراءة بعضنا ، بل نأخذ بمبدأ التأثّر ، ثم يحصل التشابه بشكل غير إرادي .. لا أدافع عن نفسي و لا أستبعد نفسي من هذه الفئة ، لعلي لم أتأثر شعراً ، و لكني تأثرت في مسألة الردود حتى أنني أخضعتُ نفسي لعملية شقّ و تعديل و تركيب في ردودي بعد أن لاحظتُ هذا ، إلا أنّ التأثّر ما زال باقٍ . .
التشابه كذلك موجود في طبيعة الأنثى ، فكل الشاعرات قد يشعرنَ بذات المشاعر و يتعاملنَ مع المواقف بذات الطريقة ، فالشاعرة التي لا تقرأ للشاعرة قد تدخل في ما يسمّى [ وقع الحافر على الحافر ] أي التشابه غير المقصود في الأسلوب أو الصورة الرمزية ، و هذا شيء طبيعي ، و تجنبه يكون بكثرة القراءة لمن قد يشابهنا أو نشابهه ..
الشاعرة أغراب تقول : هناك شاعرات حقيقيات وشاعرات مزيفات يجب محاربتهن..وعند سؤالها من هي الشاعرة المزيفة قالت :
هي الشاعرة التي لم تعتبر نفسها قدوة وتهورت في تقديم أي نتاج .. لم تقدم على دراسته ومدى تأثيره بالذائقة أو حتى بخلق البنات والشباب
هل تؤيدين رأيها ؟؟ وهل فكرت يوما ان تكوني قدوة لأحد في خطك الشعري ؟!
أؤيد و بشدة ..
و أغراب [ أشجان العبد الله ] من الشاعرات المميزات لديّ . . يجذبني شعرها و أسلوبها بشكلٍ كبير . .
حسناً . . أن تكونَ قدوة من وجهة نظري أي أن تكونَ متفرّداً ، و خلوقاً في الشعر ..
متفرّداً في الأسلوب ، و صاحب أخلاق عالية في الكتابة ، بعيداً عن الغزل المخزي أو المثير للغرائز ، و بعيداً عن الهجاء المقذع و الذي تشمئز منه النفس ، و بعيداً عن اللمز و الهمز في الشعر . . فالشعر نبيل ، و الشاعر فارسٌ نبيل .. و لا يليق بالفارس أن يخرج إلى الناس بأخلاقٍ فاسدة . .
فبالتالي نعم ، فكّرت أن أكون قدوة ، قدوة في أخلاقي الشعرية ، قدوة في أسلوبي ، و لكن هذا لا يعني أنّني أودّ أن يقلّدني أحدٌ . .
كثير من الشاعرات يتحدثن عن مساحة من الحرية يتيحها الاسم المستعار لهن عن أي حرية يتحدثن برأيك .. ؟
يعتمد هذا على المجتمع الذي تعيشُ فيه الشاعرة المتخذة اسماً مستعاراً ، فبعض المجتمعات ترفض أن تصرّح المرأة باسمها أمام الجنس الآخر ، فذلك يعدّ عيباً قد يجلب العار للعائلة ، أو ربما هناك أمورٌ أخرى بعيدة عن علمي . .
أنا لا أعلمُ شيئاً عن هذه الحرية ، و لا أعلمُ إن كانت موجودة بالفعل مع الاسم المستعار ، لأني أشعر أن الأسماء المستعارة قيود تقيّد الشاعر ، و بخاصة إن لم يكن هناك مسوّغ اجتماعي لاتخاذ هذا الاسم . .
لي معرفة و تواصل مع شاعرات بأسماء مستعارة ، و موهبتهنّ موهبة عالية جداً و سامية ، و أتألّم أحياناً لاتخاذ اسم مستعار ينطلق من ورائه هذا الإبداع كله ، و لا أخفيكم أنّي أودّ لو أعرفَ الأسماء الصريحة لكل شاعرة خرجت باسمها المستعار لأكرّمها بندائها به ..
في بداياتي المتواضعة كنت قد اتخذت اسماً مستعاراً [ جموح الروح ] و قد لازمني زمناً طويلاً ، و لكن بعد نضج موهبتي لم أحتمل أن تكونَ قصائدي سوى تحت اسمي الحقيقي ، أن يذكرني الناس مع ذكرهم لها ..
على كل حال ، لكل شخص مفهوم خاص للحرية ، و طريقة ممارستها ..
بشكل عام عيوب الساحة الشعرية الشعبية من وجهة نظرك؟؟
وماذا عن عيوب الساحة النسائية بشكل خاص ؟؟
أقول فقط كما قال الشاعر ، كجوابٍ لوجهة نظري تجاه عيوب الساحة ، و كحل لهذه العيوب :
و عينُ الرضى عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ... و لكنّ عينَ السخطِ تبدي المساويا
عندما تحنين لكتابة نص شعبي هل تضعين بالحسبان اللهجة الإماراتيه وانها قد تكون عائق امام قرائك من الدول الأخرى ؟
عادةً حينما أكتب لا أضع في حسابي أي لهجة ، و إنما تأتي القصائد باللهجة التي تأتي بها ، و غالباً ما تكونُ لهجتي مائلةً للهجة السعودية لتأثري الشديد بها ، و أستمتع كثيراً حينَ أكتب بلهجتي بالتأكيد لأن لها " رنّة " جميلة و عذبة لا أبالغ إن قلتُ أننا نُحسدُ عليها أحيانا ..
أجل أفكّر في القارئ كثيراً ، لذلك قد لا يجد لدي من يقرأ لي أي كلمة قد تستعصي على فهمه ، أو قراءته .. لأني أكتب بشكلٍ بسيط قدر استطاعتي ، و كما أتحدّث في حياتي اليومية ، لا أستخدم الكلمات العامية البحتة التي قد يستخدمها من هم حولي من عائلتي أو صاحباتي .. و ذلك لأني تأثرت كثيراً بدراستي ، فبدأت الفصحى تأخذ طريقها إلى لساني بشكل كبير ..
هل أقمتي امسيات خارج الامارات ؟؟ واين كان ذلك ؟؟
لا لم تأتِني أي دعوة لإقامة أمسيات خارج الإمارات ، فما زال اسمي صغيراً في الساحة و ليست لي الشعبية التي قد تستدعي هذا الأمر ..
لو فرضنا ان مشوارك الشعري جبل .. اين موقعك منه الآن ؟؟
في منتصف الجبل . . تحت القمة قليلاً ، و فوق القاعِ كثيراً . .
كلمة توجهينها لـ صحيفة موهبتي ؟؟ ونطمع بخبر حصري لصحيفتنا عن نجاة الظاهري . .
كلمتي التي أوجهها لصحيفة موهبتي خاصة ، و لكل الصحف الالكترونية و غيرها عامة .. :
الشعرُ يحتاجُ إلى الإعلام لكي يكونُ لشمسِه صباح ، فكونوا هذه الرياح التي تبدد غيوم الضباب عنه ، و لا تكونُ ليلاً يزيدُها سواداً .. و تذكّروا دائماً أن الإعلام أمانة ، أمانة عامة ، فلا نسلّط الضوء على من أخذ من الإعلام نصيب َالأسد ، و نترك تلك الأسماء المبدعة التي لم تجد من يأخذ بيدها و ينفث على نفقها لتجد بقعة الضوء فتتسع .. ابحثوا عنهم ، لتجدوهم ، فكرامتهم تحرضهم على أن لا يبحثوا عن الإعلام ليفرضوا عليه أنفسهم .. كونوا أملاً ، و حياةً ، لكل مبدع ..
أما الأخبار الحصرية ، فلديّ خبرٌ واحدٌ فقط ، و هو أني أجّلتُ مسألة إصدار ديواني الرابع الذي تم الإعلان عن رغبتي في إصداره منذ مدة قريبة ، و ذلك لأني رأيتُ أن المادة غير صالحة للنشر بعد .. و أقوم حالياً بإعادة الحياة إلى موهبتي الفصيحة من أجل جمع مادة كافية لإصدار ديواني الرابع ، و لعله يكون قريباً بإذن الله . . مع عذري الشديد لنوف الموسى التي أجرت معي المقابلة لجريدة البيان ، المقابلة التي أعلنتُ فيها عن قرب إصدار ديواني الرابع ، و شكري لكل من سعى له ..
عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من
اجل منتديات شبكة همس الشوق يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .