طاقه المشاعر
قرأت موضوعاً للدكتور صلاح الراشد عن الطاقة الكونية وقواعدها وأين توجد وكيف يمكن الاستفادة منها .. قرأت واستوقفني حديثه عن طاقة المشاعر .
أعرف أن المشاعر تؤثر فينا وقد تدفعنا لفعل الكثير من الإيجابيات وأحياناً السلبيات ولكن أن يكون لها طاقة والطاقة كما وردت في القاموس المحيط هي القدرة وما يستطيع الإنسان أن يفعله بمشقة وكذلك تعني شعبة أو حزمة من ريحان أو زهر ، طبعاً الذي يعنينا هنا المعنى الأول .
إذاً طاقة المشاعر تعطينا اللون الأخضر لنفعل الكثير لصالح أنفسنا وقد نضر بها وهذا يعود لطبيعة المشاعر فحين نغضب تحركنا طاقة قوية إما أن تفرغ في من حولنا أو نكبتها في داخلنا لتنسفنا بشكل أو بآخر .
وحين نفرح أيضاً تتولد طاقة وتتمثل في حديثنا ، سعادتنا ، نفسيتنا التي تكون في جولة سعيدة على السحاب وكذلك حين نحب أو نكره أو نحسد أو نخاف .
وفي كل الحالات التي ذكرت نجد أن الطاقة موجودة ولكن نوعها يختلف من حالة لأخرى فقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية أو كما ذكر الدكتور صلاح الراشد معمرة ومدمرة .
فكروا معي بالنتائج التي سنجنيها في هذين الموقفين :
الموقف الأول : موظف نشيط مجتهد ، أعماله تشهد له بالتميز ، محبوب من بين زملائه ومديره ، نظمت الشركة احتفالاً تكريمياً وكان موظفنا المجتهد على رأس قائمة المكرمين ، بلا أدنى شك فرحته وسعادته لا توصف ، كما نقول سيطير من الفرح ، وفرحه هذا غمر كل من حوله ومعنوياته مرتفعة وبالتالي : الطاقة إيجابية ، معمرة له ولمن معه ، طاقة فرحته مع طاقة تميزه وعمله المبدع يساوي طاقة فرح جبارة .
الموقف الثاني : موظف متميز ، عطاءه لا ينتهي ، أينما تواجد ، كل من حوله يشهد أن رجل المهمات الصعبة ، لديه الخبرة بالعمل والناس ، بشوش ، يعطي ، يجتهد ، يتفانى ، يبدع ، يسدي النصح والإرشاد بلباقة ولطف ، نظم المكان الذي يعمل فيه احتفالاً بمن أعطوا وتركوا بصمة جميلة في أعمالهم ، المفاجأة التي قلبت موازينه أنه لم يكرم ولم يذكر اسمه ولو من باب المجاملة .. يعني خرج من الاحتفال مخنوقاً ، وبدأ باسترجاع ما قدم وأعطى ووقف عند أنه لم يتذكره أحد بكلمة شكر ، هو لا ينتظرها ولكن ألا يستحق التقدير ؟! ، حاصره الإحباط وراوده قرار الابتعاد عن المكان وربما تركه بلا رجعة . أي الطاقة التي ولدت من هذا الموقف سلبية عصفت بكل الأرض الخضراء التي كان يهتم بها ويرعاها له ولغيره ، نفسيته متعبة ، حزينة ، يرفض الحوار ويفكر الابتعاد لحين يشاء الله .
هنا نصل إلى أن المشاعر بطاقتها تفعل الأفاعيل بنا ، يبقى أن نجيد إدارة مشاعرنا كما ذكر الدكتور الراشد ونتفنن بذلك ، نعرف كيف نتعامل مع المشاعر السلبية وكيف نحولها إلى أخرى إيجابية ، لا بد أن نركز ونعمل على إدارة طاقة المشاعر بطريقة تعمرنا لا تهدمنا .
وقد ذكر في الموضوع الذي قرأته عدة طرق للمحافظة على طاقة المشاعر منها : لا تتمادى بالانفعالات . اضبطها من البداية ، تعلم ومارس تنظيف وتصفية المشاعر المتراكمة ( بكاء ، خشوع ، تأمل ..) ، استعن بإنسان قريب منك للتحدث عما يثقل كاهلك ويؤلم قلبك ويشغل فكرك .
أخيراً :
لا تهدروا طاقة مشاعركم حين تضيق عليكم الدنيا أو تسرقكم الدنيا من أنفسكم وممن حولكم أو تأخذكم الفضائيات إلى حيث لا ندري ، اهتموا بطاقة مشاعركم الإيجابية لأنها تعمر بداخلنا مدائن من نجاح وإبداع وراحة وطمأنينة .