تشمل "التوسعة" والساحات والأنفاق و"الخدمات" والطريق الدائري الأول
خادم الحرمين الشريفين يدشن 5 مشروعات ضمن التوسعة الثالثة للمسجد الحرام
واس - مكة المكرمة: دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر الصفا مساء أمس خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكة المكرمة، تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول.
وفي البداية اطلع خادم الحرمين الشريفين على مجسم لكامل مشروع توسعة المسجد الحرام، وصور تتضمن عناصر ومكونات مشروع التوسعة، مستمعاً - أيده الله - إلى شرح وافٍ عنها.
بعد ذلك بُدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، كلمةً رفع فيها أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على ما يقدمه للحرمين الشريفين من جليل العناية وفائق الرعاية، سائلاً الله أن يجعل ذلك في موازين أعماله الصالحة.
ووصف افتتاح هذه التوسعة التاريخية بأنها مناسبة إسلامية غراء، وليلة تاريخية بلجاء.
وسانحة مباركة تعانق في ألقها الجوزاء، لطفت حواشيها، وتألقت براعيها وواشيها، تحفها أجواء الإيمان، ومحاور الشرف تزفها، في شرف المكان والمكانة والزمان والمناسبة. وأشار إلى أن من آلاء الله تعالى ما أفاء جل وعلا على بلادنا الغالية (بلاد الحرمين الشريفين) المملكة العربية السعودية من نِعم لا تعد ولا تحصى، وإن من أولى النعم، وأعظم المنن، أن جعلها سبحانه مهبط الوحي، ومنبعالرسالة، وقِبلة المسلمين، منها أشرقت أنوار التوحيد والسنة، وعمت الأرجاء، وأضاء سناها جميع البقاع والأنحاء، كما منّ عليها سبحانه بولاة أمر أفذاذ أماجد نبلاء، أماثل كرماء، تتابعوا في عقد وضاء، ونجابة شماء، منذ تأسيسها على يد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -.
وقال: يا خادم الحرمين الشريفين، لقد أتحفتم الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بقرارات حكيمة ومشروعات عظيمة، يأتي في طليعتها وذروتها توسعة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف. هذا المشروع العملاق الذي يتحدث عن نفسه، ويبدي وسم قدحه، بيد أنكم - حفظكم الله - أبيتم إلا أن تزيدوا مجداً في معاليه، وتعطفوا عليه بثانية بهذا الافتتاح المبارك؛ فأثلجتم الصدور، وبعثتم السرور، وأدخلتم على نفوس المؤمنين البهجة والجبور، وأنفقتم بسخاء، وبذلتم بيد معطاء، فلا حرمكم الله ثواب المنفقين الكرماء، وجعل ما تقدمونه مثاقيل في موازين الحسنات.. ويا بشرى لكم وللمسلمين هذه التوسعة الشاملة ومنظومة الخدمات المتكاملة للمسجد الحرام في سُنة أحييتموها، وصدقة أجريتموها، ونفقة مخلوفة بذلتموها.
وقال الدكتور السديس: إن هذه التوسعة التاريخية تشمل بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 000 ر 470 ر 1 متر مربع، ويتسع المسجد الحرام لأكثر من 000 ر 600 ر 1 مصلٍّ، وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بُعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 باباً بالدور الأرضي، تحيط بمبنى التوسعة.
وبيّن أن المشروع يحتوي على أنظمة متطورة، منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى، وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي.
وأوضح أن المبنى يحتوي كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة مياه زمزم المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية؛ ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد ـ إن شاء الله ـ.
وأكد أن هذه الإنجازات التاريخية سيكون لها - بإذن الله - أثرها الإيجابي البالغ في إبراز الدور الريادي والحضاري لهذه البلاد المباركة وأداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار واليسر والوئام.
عقب ذلك ألقى وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف كلمة، قدم فيها التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وعموم المسلمين بهذه المناسبة التاريخية التي تدشن فيها أكبر توسعة للمسجد الحرام.
وأشار إلى أن افتتاح التوسعة السعودية الثالثة يأتي امتداداً للتوسعات التاريخية السابقة التي بدأت بأمر جلالة الملك المؤسس ـ طيب الله ثراه ـ، وأتمها جلالة الملكَيْن سعود وفيصل ـ رحمهما الله ـ، ثم توسعة الساحات الشرقية التي تمت في عهد الملك خالد ـ رحمه الله -، ثم توسعة المسجد من الجانب الغربي التي تمت في عهد الملك فهد ـ رحمه الله -، ثم توسعة المسعى التي تمت في عهد الملك عبدالله ـ رحمه الله -، ثم هذه التوسعة الكبرى التي أمر بها الملك عبدالله ـ رحمه الله -، وتستكمل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله -.
وأوضح الدكتور العساف أن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام يشتمل على المكونات الرئيسة، وهي: مبنى التوسعة الرئيسي للمسجد الحرام، وتوسعة المسعى الذي افتتح سابقاً، وتوسعة المطاف والساحات الخارجية والجسور والمساطب ومجمع مباني الخدمات المركزية ونفق الخدمات والمباني الأمنية والمستشفى وأنفاق المشاة ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام، والبنية التحتية التي تشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول.
وأضاف بأن خادم الحرمين الشريفين سيدشن في هذه الليلة المباركة خمسة مشاريع رئيسة، هي: مشروع مبنى التوسعة الرئيسي ومشروع الساحات ومشروع أنفاق المشاة ومشروع محطة الخدمات المركزية للحرم ومشروع الطريق الدائري الأول.
وأوضح أنه في مثل هذه الليالي من العام المقبل سنلتقي جميعاً - بعون الله - لتدشين ما تبقى من مشروعات، هي: مباني توسعة المطاف بكامل تجهيزاتها ومرافقها وكذلك مباني المساطب والمباني الأمنية والمستشفى؛ ليقفز معها استيعاب المسجد الحرام؛ ليصل - بإذن الله - إلى 000 ر 850 ر 1 مصلٍّ.
وأكد أن كل الأرقام والإحصاءات تدل على ضخامة الإنجاز، الذي يهدف في النهاية إلى راحة وطمأنينة الطائفين والعاكفين والمصلين.
وأبان وزير المالية أن مشروع مبنى التوسعة الرئيسي يتكون من ستة أدوار للصلاة و(680) سلماً كهربائياً و(24) مصعداً لذوي الاحتياجات الخاصة و(000 ر 21) دورة مياه ومواضئ.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه التوسعة تم بأفضل معايير التصميم والجودة، وبأعلى المواصفات العالمية، وأجود خامات البناء والخرسانة والحديد، وتم تزويده بأفضل وأحدث الخدمات والأنظمة الميكانيكية والإلكترونية، وتم تطويع كل الإمكانيات المتاحة من كل مكان ليتبوأ هذا المسجد الأكبر مكانته، وليلبس أحلى حلته تعظيماً لشعائر الله فيه.
وسأل الله في ختام كلمته الرحمة والمغفرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أمر بهذه التوسعة، وكان يتابعها باستمرار، منوهاً بالمتابعة الشخصية والإشراف والحرص الدائمين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن كان ولياً للعهد حتى يومنا هذا.
إثر ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام، الذي يضم بوابة رئيسية، تتكون من ثلاثة أبواب، كل باب من درفتين، وكل منها 18 طناً، تدار بأجهزة تحكم عن بعد. وتقام التوسعة التي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع، يستوعب 000 ر 300 مصلٍّ. كما دشن - أيده الله - ساحات التوسعة التي يبلغ مسطحها 000 ر 175 متر مربع، وتتسع لنحو 000 ر 330 مصلٍّ. ودشن - حفظه الله - أنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول، وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام، فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية. ويبلغ أجمالي أطوال هذه الأنفاق نحو 5300 متر. كما دشن- رعاه الله- مجمع الخدمات المركزية، ويشمل محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق. ودشن خادم الحرمين الشريفين مشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية، ويمتد بطول 4600 متر، ويضم جسوراً وأنفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً عن مشروعات التوسعة.
حضر حفل التدشين صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز. كما حضر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن مشاري بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز. وحضر أيضاً صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن سعد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير نهار بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن نواف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز.
وحضر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فيصل بن عبدالمجيد، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، وأصحاب السمو الملكي الأمراء.
وحضر الحفل سماحة المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وأصحاب الفضيلة والمعالي الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية والإسلامية والمنظمات الإسلامية وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.