لا يشك أحد في أن هناك نوعا من الحب للآخر والذي ينشأ نتيجة محبتنا لذواتنا ويكون ذلك عندما يقوم شخص معين بجذب اتباهنا وذلك من خلال اعطائنا لبعض من الهدايا والعطايا التي يحبها الانسان مما يكون سببا في حب من قام باعطائنا لهذه الهدايا والعطايا ، فأصل المحبة للآخر هي محبة الذات ولا يشك أحد أن هناك نوعا من الحب أيضا يكون بسبب صفات في شخص معين تجذبنا وذلك لطيبتها وجمالها ونحو ذلك ،
وان محبة الله عز وجل التي تكون نتيجة حب الذات هي ليست محبة حقيقية بل ان محبة الله عز وجل يجب أن تكون من أجل صفاته الطيبة الجميلة والرائعة والتي لا يمكن أن توجد في أحد غيره فالله عز وجل له الكثير من الصفات التي تذهب العقل من روعتها وجمالها ومن هذه الصفات انه القوي القدير حيث أنه هو الوحيد القادر على تسيير الأمور الكونية وحفظ السماء من أن تقع الأرض فالله عز وجل بقوته خلق الأكوان والمجرات والنجوم والأقمار والبحار والأشجار وخلق الكثير من المخلوقات البرية والمخلوقات البحرية والمخلوقات الجوية وكل ذلك ضمن نطاق وخطة حياة معينة اذا اختل أي منها اختل الكون كله ، وكل ذلك لا كون الا بقوة الله عز وجل وقدرته الكبيرة في حفظ الكون وحفظ الحياة فيه فاذا قام الانسان بالنظر الى هذه الصفة فانه لن يجدها في أحد غير الله عز وجل ويكفي أن التفكر والتدبر في هذه الأمور يجعل الانسان متعلق بربه جل في علاه يحبه راجيا كرمه وخاشيا من عذابه ،
والناظر أيضا في صفات الله عز وجل الكثيرة والجليلة والعظيمة والمتدبر فيها ليرى عجب العجاب ليرى من الأمور ما يجعله ما ينفك يزيد حبه لربه جل في علاه ومن هذه الأمور صفة الله عز وجل الرحيم وذلك أن الله عز وجل أرحم بالانسان من نفسه كيف لا وأن رحمة الله عز وجل قد وسعت كل شيء ، ومن صفات الله عز وجل التي تساهم في زيادة حب الانسان لربه جل في علاه ان أحسن تدبرها هي صفة الرزق والكرم حيث أن الله عز وجل قد تكفل بأرزاق الناس فقال عز وجل في كتابه الكريم : ( ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) ويبين الله عز وجل في هذه الآية أنه هو الرازق والقوي وأنه هو الذي يرزق الانسان من غير سبب ،
ومن الأمور التي تزيد من حب الانسان لربه عز وجل زيادته في الطاعات وانشغاله بطاعة رب السموات فكلما كان الانسان قريب من ربه عز وجل كلما أكرمه الله تبارك وتعالى بالمزيد الأمر الذي ينتج عنه زيادة تعلق قلب الانسان في الله تبارك وتعالى وازدياد حبه له جل في علاه .