غداً يأتي الحبيب،
على سحاب أقمر يزخرف الصّفحة الزّرقاءْ،
كطائر صبٍّ يلثم أطراف الورقاءْ...
كأيل يعانق الوِردَ،
يزيّن أرضي بغمر سنابله فيكسوها رداءْ...
أنتظره...
ويأتي...
غداً يأتي الحبيب،
على سحاب أقمر يزخرف الصّفحة الزّرقاءْ،
كطائر صبٍّ يلثم أطراف الورقاءْ...
كأيل يعانق الوِردَ،
يزيّن أرضي بغمر سنابله فيكسوها رداءْ...
أنتظره...
ويأتي...
يشرق عليَّ نوراً
يتفجّر من أعماق نفسي
يشقّ عباب شوقي
يحمل شعلة الدّمعِ
ويعبر إلى أرض الآلاءْ...
وأنتظره...
ويأتي...
كلّ يوم يأتي...
وكلّ يوم هو عندي...
من دمع الكرم يشرب فأرتوي
يفترش حرير قلبي
يسند عينيه إلى طرفي
ينتقي من كلّ نظرة زهرة
يضمّخ بها ينابيع الرّجاءْ...
وأنتظره...
ويأتي...
لا موعد له ولا أمدْ
كألم المخاض عند انعتاق الحياةْ
كولادة الوحي في لجّ السّماءْ...
غيابه ظهور عند الاختفاءْ
كالشّمس إن غربتْ
في غياهب الأمواه
لا تعرف الزّوال، لا تخشى الامّحاءْ...
وأنتظره...
ويأتي...
يتلمّس هبوب الرّيحْ
من أقطار الأرض الأربعة...
يلتحف سرّها
وفي روحي يلقيها
بذور دعاءْ...
وأنتظره...
ويأتي...
من قرمز النّار ينبعثْ
جمرات من فرط السّكر تتّقدْ...
يشعل في قلبي لهب الانتظارْ
ويضرم الوصل حتّى الفناءْ
حتّى يزهر البقاء...
وأنتظره...
ويأتي...
من كتاب لم يقرأ بعدْ...
من غابة لم يلجأ إليها أحدْ
من زمن آتٍ لم يرسُ عند شاطئه فلكْ...
على مشارف قصيدتي يجثمُ
بين غرسها يتنزّهْ...
من غصن إلى غصن يتنقّلْ
يحطّ على ياسمينة قلبي ويتغرّبْ...
وأنتظره...
ويأتي...
وحين يأتي... أجثو عند عينيهْ
فيقول الرّوح فيّ: تعاليْ
وأسمعه فأقول: تعال...
والحبّ الشّاهد يهتفُ:
" أنا آتٍ بسرعة!"