الحال تقشف يا
أماه
يُرتب موتِي عَلى
خَارِطة عَمْيَاء خَالِية مِن الرَبيع
يُقصْقِصُني
يُلْصقْنِي حَيُث يَشَاء وَحَيثُ يَجْدُني أَسْتَعر وَأجُر أَذْيَال
أَحْلاَم غبْرَاء
يُطبِقُ عَلى
شَوَارِدي لُغة رِيح صَمَاء تَتلاعبُ
بِشَالي المُهدب بِـ التَعب
وتَستَفِز بِجَانبي
كَأس عِنَب هَرِم يُلطخ فَضْفَضَات
الكِتَان العَتِيق عَلى جَسَدي
وحتَى يَملأنِي رَائحَة
صَدأ يَقْتَلعُ أَحشَاء الدْمع فِي
عَيني
يُرافقها
قَتِيرُ مَوج حَزِين يَسْكُننيِ ضَجِيجه
الفَاجر ويُمارس بَترَ أضلُعي
أواه كم
أَرهَقَني كُل ذَلِك يَادَافْئة
أرهَقَني حَد
الهَلاك
وحتَى خَلَقَ فَي
جَوفِي قلْب مَجْؤف يَقْطُن أَرضاً
كنود
وسَمَاء لاَتَلِدُ
النور
فـ مَات كُلي يَا
طُهْر رُوحيِ ولم يَبْقَى مِني سِوى لِسَان حَالٍ
بَائس
يُنَادِي بِكُل مَا
أوتِيَ مِن ألَم
أماه
أنِي أحْتَرِق كُلْمَا
نَفْثتُ قُل أَعُوذ بِربِ الفَلق
أماه
أنِي أَسْتَعر كُلَمَا
لامَسْتُ جِفن الأرَق
أماه
أوجَحَت النَار تَأكُل كُل
الوَرَق
تَتَرعُ بَقَايَا حِبْر وَصْدق
وعَرَق
فـ تَخَيْلِي
يَاجَنْةَ المَهْدِ والأَمَد
أنْنَي مَازِلتُ بَعدَ هَذَا
الوَجَع والرَهَق
أَزْرَعُ تَحْتَ جِلدي
المُحْتَرِق
البُعَيْثرَ والزُعْفرَان
وأنْفَاس
رَوح ورَيِحَان
وَمَازٍلتُ
أشْهَقُ لَثْغَة الحَظ فِي أَورِدَة الأيَام
حَتَى أخْتَنِق وأَغِيبُ عَني
بِـكَمد ..أدْفِنُ رَهَقِي بِإحضَان دِفئكِ
أسْمَعُ
وَجَساً يُضمدُنِي يَأتِيني عَبرَ ثَغْركِ
الحَانِي
وزَفِيرُ هَميِ
يَدْمَع بَينَ كَفْيِكِ يُقبلُ تَجَاعِيدها
الهَاجة
ويَرجُوهَا
وَطناً يَنْفِيني إليه بـِ آمَان
يَكْتُبني عَلى أَرصِفَتِه البَيْضَاء
حَمَامةُ سَلاَم
فَقْد عَجِزْت قَدَمَاي أَن
تَمْضِي عَلى طِين
المُوبِقَات
وأَبَى الصْوت إلا أَن
يُنَاديكِ
أن أَخْبِرِيهم
يَالُبَ قَلبِي أنَنَي
طِفْلَة المَاء والهَوَاء
وأَنَنَي
قُبلَة صَدْركِ الذي أَنْجَب نَسْلَ النَوَايا فِي
صَدْرِي
أخْبِرِيهم أَنَنِي أَجْهَل فَرْكَ
العُروق وَنَهْب الدِمَاء
سَفك
الحَسدِ وَهدر الغثَاء
وحَتَى تَفَاصِيل الثَأر لِـ
ذَاتِي والرِثَاء
وأقْتَرِبي مِني
أَكثَر
لـِ تَشُمِي
رَائِحة جِلدي المُتَرمد
وضُمِيني أَكثر
ولاتَبْكِي عَلى أضلُعي
الهَشِيم وأنَامِلي الزرقَاء
َفَقَط أسْمَعِي
صَفِير الهَم فِي قَاع قَلْبِي
ذَلِك الصَوت
المَسْمُوم دَاَم سِنين
يُرافق نَومِي ويَقَظَتي
ويَعْلَق بِـ شَوَارِد ذِهْنِي
ذَلك
الصَفِير يَا أُمي
يَـ قُص أجْنِحَة
الفَرَح فِي عُمْقِي
َيقْتل رَغَبَات الحُبِ فِي دَمِي
ويُنَكِس
قَامَة عَزْمِي
أهْلَكَني حَتَى
تَقَرْفَصتُ عَلى حَالِي
والتْصَقْتُ بِزَاويِة خَاوِية
إلا مِنْي
أَسْتَسقِي بُكَاء مَا
أَتى وَأَرجُو خَلاَصاً أَوْجَى
وأُرَدِدُ
تَمْتَمَات قَلَق تُلاَزمنِي
كـ سَجِينَة بَيْنَ قُضْبَان
سَاخِنة تُأجِجُها حِكَايَات البُكَاء
وَتَصْهَرها
مَوَاويل المَسَاء
فَكم أَنَا
مُقيِدة يَا أمَاه فِي دُنِيَا رَحِيبة
أَرى النَاس مِن حَولِي
غُرَبَاء وَأَرَاني وَحْدِي فِي قَوقَعة خَرْسَاء
صَنَعُوهَا
بِأظَافِرِهم المَسْلُولَة
ولَمعُوهَا
بِضمَائِرهِم الوَرهَاء
أُماه
لاتَبكي
ولاتَسْأَلينِي عَن
عُمرِي المَرْهُون
عَن سُنون
وَنَيف صَبرٌها الوَادق أَكَله الصَدَأ
ومَاءُها
الوَدِف غَرغَر بِه القَيْض
فإِنِي لا أَعْلم كَمْ بَقِيتُ فِي أَرض
الوَهَن أُصَارِع أَرْوَاحَهُم الخَبِيثَة
وَلاأَعلمُ كَم فِي رِيَاض قَلْبِي مِن
وَشِيجَة اقتَلَعُوهَا
وَكَم مِن
مُدن فِي عَيِني دَكْوهَا
لا أَعْلَم حَتى
أطْيَافِي كَيف قَتَلوهَا
ولا
أَحْلَامي كَيفَ أَهلَكُوهَا
كُل مَا أَعْرِفُه
أَنَني الآن أَحْشُر هَمي
المُتَهَدِل بَيْن نَوَافجكِ
أبْحَثُ عَن
شَيء أَعْجَزه
وَقَليِل مِن
صَبر أَتَزمَله
فَـ ضُمِيني أُماه ضُمِيني ضُميني
فإنَنَي تَلكَ التي تَرَكْتِهَا لِـ
إبْتِسَامة الدُنيَا
فَـ عَادَت لكِ
بِوَحْشَة الحَيَاة