يُحكى أن رجلا غنيا يملك ثروة كبيرة جاءته سكرت الموت فلما حضرته الوفاة جاء أولاده واجتمعوا عند رأسه ، واذا بالرجل فى تلك اللحظة يوصيهم بأن يحب بعضهم بعضا ، وألا يجور أخ على أخيه
، واذا بهم يعاهدون هذا الوالد على أن يمتثلوا تلك الوصية ، ودخل عليه ملك الموت فقبض روحه . وبدءوا فى تجهيز جثة هذا الوالد الكريم ، فغسلوه ، وكفنوه ، وصلوا عليه ، وذهبوا به الى
المقبرة ، وبعد أن دفنوه ، وخرجوا من قبره ، واذا بولد من أولاده يستأذن بقية اخوانه وأقاربه بأن ينزل مرة أخرى الى قبر أبيه من أجل أن يطمئن على أنه قد دفن ووجه الى القبلة، فأذنوا له ،
فنزل الشاب الغنى الى قبر والده . وفجأة ! تغيب هذا الولد أكثر من ربع ساعة فى قبر والده ؛ فأصاب اخوانه القلق فنزل واحد منهم الى قبر أبيه لينظر ماذا يصنع أخوه فى هذا القبر ، واذا به يجد أخاه
قد ألقى فى القبر ميتا بجوار أبيه - وليس هذا الأمر بعجيب ، لكن الأعجب هو الذى ستعلمه الآن -
لقد وجد أن أخاه قد خلع الكفن عن جسد أبيه وأخرج يده من الكفن وجعله يبصم بأصبعه على عقد بيع لعمارة من أملاك الوالد . فلقد نزل الولد الى قبر أبيه من أجل أن يحصل على عمارة من تلك
العقارات التى كان يمتلكها الوالد فنزل وفى جيبه محبرة وفى الجيب الآخر عقد بيع ، نزل وفك الكفن ،وأخذ أصبع والده ووضعه فى المبصمة على المحبرة ووضع يد والده على العقد ، وجعل يبصمه
على عقد بيع لاحدى العمارات التى يمتلكها هذا الوالد ، وقبل أن يخرج بالعقد من أجل أن ينتفع به و أن يستمتع بتلك العمارة جاءه ملك الموت فى القبر فطرحه ميتا بجوار والده - ولا حول ولا قوة الا
بالله العلى العظيم
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك
مما قرأت فأعجبني