بناء عملاق يقف على أرجل ومكابح وضواغط وقواعد كونكريتية جرى معها حساب أسوأ وأدق وأعقد الاحتمالات، وتمّ بناء حلقات من الاسمنت المسلح بخلطة مقاومة للملوحة البحرية وضغط الماء وقوة تياراته.
وترتبط فيما بينها مثل الحلقات في جسم الدودة بروابط من الفولاذ المقاوم. واستناداً إلى قاعدة أرخميدس ، يصبح وزن كل هذه الأثقال أخف بكثير من وزنها خارج الماء، ذلك أن العالم اليوناني اكتشف وهو يستحم في بركة أن الجسم الذي يغطس في الماء يفقد من وزنه بقدر وزن السائل المزاح، واستفاد الصينيون من هذه القاعدة وأضافوا إليها نكهة عقليتهم (الكونفوشيوسية) ليرتبط الحلم بالواقع، وليغطس بعد ذلك التنين الفولاذي في بحر الصين على شكل نفق سابح بين القاع والسطح على عمق30متراً، ليربط شنغهاي بإقليم زاهوثان الجنوبي، كي تكتمل دورة الاقتصاد الصيني بين مجموعة الجزر المحاذية، ولاسيما أن هذه المنطقة تعد من أغنى مناطق الصيد البحري في العالم. ويعتقد الخبير المشرف على المشروع أن جسر أرخميدس هذا سيعد حال اكتماله، ثورة هندسية تختفي معها فكرة الموانع المائية لتصبح رديفاً للتواصل.
ويتألف الجسر من وحدات يبلغ حجم الواحدة منها 100 متر، ومع أن وزنها على الأرض يصل إلى 25 ألف طن إلا أنها ستفقد جزءاً كبيراً منه عندما تغطس في الماء بمعدل يصل إلى5000 طن. وتعود أولى مخططات المشروع إلى العام /1886/، حين تقدم السيد جيمس ريد، وهو عضو في البرلمان الإنكليزي في ذلك الوقت، بمخطط لبناء جسر غاطس تحت مضيق دوفر، ليربط الجزر البريطانية ببلدان القارة الأوروبية، غير أن البريطانيين اَثروا البقاء في عزلتهم بعيداً عن احتمالات الغزو.
وفي القرن العشرين تقدم أحد الخبراء الإيطاليين بنفس فكرة الجسر المثبت إلى القاع بكابلات من الفولاذ، لربط جزيرة صقلية بالبر الإيطالي، لكن الفكرة مالبثت أن أهملت لعدم العثور على ممول مستعد للمغامرة بأمواله في البحر، على حد قول أحد الخبراء. وبما أن الجسر الجديد سيكون مغموراً بالماء وغير منظور، فقد حظي بترحيب جمعيات حماية البيئة، لأنه لن يلحق الأذى بالمناظر الطبيعية للإقليم الصيني الخلاب. ويعتقد القائمون على المشروع أن وجود الجسر على عمق 30 متراً تحت الماء لن يعوق بأي حال الملاحة البحرية، لقدرة السفن التجارية العملاقة وغيرها على الإبحار من فوقه، من دون أية صعوبة تذكر،ولاسيما أن الجسر مصمم لمقاومة الأعاصير والتيارات البحرية والهزات الأرضية التي تكثر في منطقة بحر الصين الجنوبي.