وإفضال الله عز وجل أفضل من إفضال غيره لوجوه: الأول: أن كل ما سوى الله لا يتفضل ولا يحسن إلا إذا حصلت في قلبه داعية الإفضال والإحسان, وتلك الداعية حادثة فلا تحصل إلا بتخليق الله تعالى, وبهذا ينكشف أن المتفضل على الحقيقة ليس إلا الله الذي خلق تلك الداعية الموجبة لهذا الفعل. الثاني: أن كل من تفضل يطلب أو يستفيد نوعًا من أنواع الكمال وعوضًا عن تفضله, إما مالًا أو ثناءً أو غيره، وهو سبحانه يتفضل لا عن عوض لأنه كامل الذات.
الثالث: أن كل من تفضل على غيره فالمتفضل عليه يكون ممنونًا عليه من المتفضل, وهذا منفر, والله سبحانه هو الموجد الخالق للخلق فلا يستنكف أحد من قبول فضله وإحسانه.
الرابع: أن المُتفَضَّل عليه لا ينتفع بفضل غيره من الخلق إلا إذا حصلت له حواس يدرك بها ذلك الفضل وينتفع به , والخالق هو الله؛ فصح بذلك أنه المتفضل لا سواه. وهو سبحانه ذو الفضل فلا يمنعه مانع من إيصال بره وفضله لمن أراد من مخلوقاته "وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ". [يونس:107]، "إِنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ". [آل عمران:73]، "لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ". [الحديد: 29].
مـــَولاَىَ يا مَن بالضـــَّرَاعَةِ قــــــَد أَمَر
يا مــَن إِلَــيهِ الكَونُ أَجـــمَعَهُ افتـــَقَر ذَا الفــَضلِ يا مـــَن لَيـــسَ يُرجى غيرُهُ
وَعَليــهِ فِـــى الأمر المُعَوَّلُ وَهُوَ بَر يا مَن بِمـــَحضِ الفَضلِ قَد أَبدَى الجَمِيلَ
وَغَــيرَهُ لا شـــَكَّ مــــِنَّا قَـــد ســـَتَر بالسِّـــترِ فِى الـــدَّارَينِ جـــُد يـا ربنــــا
وَامحُ الذُّنُوبَ وَتُب عَلى مَن قَد أَصَر
ومن فضله على عباده أن نجاهم من كيد أعدائهم ومكرهم وذلك لما خوّف الناسُ النبيَ وأصحابَه بالمشركين وعددهم؛ فقالوا: "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ". [آل عمران:173]، قال تعالى بعدها: "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ".[آل عمران:174].
ومن فضل الله على عباده أن ثبتهم على الدين وعصمهم من الزيغ والخذلان، "وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا". [النساء:83]. ومن فضله على عباده إمهاله سبحانه للعصاة والمذنبين وأهل النفاق وعدم معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا "وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون" وتفضل على الذين خاضوا في حديث الإفك "وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". [النور:14] فسبحان من بيده الفضل وتعالى ذو الفضل.
مـــــــولاي يــــــــــــا اللَه يــــــــــا
ذا الفضــل والمـــنـــــن الرغـــــاب يــــا مســــــتجـــيــــــباً دعـــــــــوة
المضـطـــر والـــواهي المــصـــاب يــــا مـــن تــحــجـــــب عــــن عيو
ن النـــــــاظـــريـــن بلا حــجــــاب فـــاســمــــع دعــــاي فــــذي يــدي
فيـــهــــــا وعـــــــاي وذا مـــــــآب وبـــبـــاب عـــفـــــوك قــــد وقــف
ت وبــــاب عـــفـــــوك أي بــــــاب فـــــــاقــــبــل مـــتــــــابي إننـــــي
أرجــــوك تـــقـــبل لــــي متــــــاب