كيف يؤثر ارتجاع المريء على الأطفال الرضّع؟ إن ارتجاع المريء هو عودة عصارة المعدة إلى أعلى المريء أو حتى إلى الفم. أما الحجاب الحاجز فهو عضلة تفصل تجويف الصدر عن تجويف البطن. بينما يمرّ المريء من خلال الحجاب الحاجز، يعمل هذا الأخير كصمّام يمنع عصارة المعدة من أن تعود إلى المريء مرة أخرى. ويطلق الأطباء على عمل الصمام هذا اسم العضلة العاصرة أو الصارّة. لكن في بعض الأحيان، لا يكون عمل الصمام قوياً كما ينبغي في حالات الحمل مثلاً. في الواقع، أحد أسباب إصابتك بحرقة المعدة اثناء الحمل ضغط الجنين على العضلة العاصرة مما يؤدي إلى ارتجاع المريء. وهذا ما يحدث أيضاً مع الأطفال الرضّع، ولكن بسبب عدم اكتمال نضوج ونمو عمل العضلة العاصرة في الحجاب الحاجز. خلال السنة الأولى من حياة الطفل، يقوى عمل العضلة العاصرة تدريجياً فتقلّ احتمالات إصابتهم بارتجاع المريء. يصاب حوالي 50 بالمئة من الأطفال الصغار بارتجاع المريء، ولكنه يمثل مشكلة حقيقية لدى نسبة ضئيلة منهم. وفي عمر العشرة أشهر، تنخفض النسبة إلى حوالي واحد في العشرين. ما هي أعراض ارتجاع المريء؟ قد يصاب طفلك بارتجاع المريء فيخرج القليل من الحليب (اللبن) بعد الرضعة أو بسبب الفواق (الحازوقة/الزغطة). وأحياناً، قد يسعل (يكحّ) بعد إخراج هذا الحليب (اللبن) إذا ذهب بعض هذا الارتجاع في "اتجاه خاطئ"، لا داعي للقلق فهذا أمر طبيعي طالما أن طفلك لا يعاني من شيء آخر. عليك فقط أن تحرصي دائماً على وجود قطعة نسيج أو قماش (أو ورق مناديل) من الموسلين/الشاش (النسيج القطني الرقيق) في متناول اليد. يصاب بارتجاع المريء الأطفال الذين يتناولون الحليب (اللبن) الاصطناعي ومن يرضعون رضاعة طبيعيةعلى حدّ سواء. هل يجب أن آخذ طفلي إلى الطبيب؟ عليك مناقشة الأمر مع الطبيب إذا: -
كان ارتجاع المريء يحدث لطفلك أكثر من خمس مرات في اليوم أو بصورة منتظمة -
كان طفلك يبكي بشدة بعد إرضاعه -
كان يتقيء (يستفرغ أو يرجّع) بانتظام -
كان يسعل (يكحّ) باستمرار. يجب أن تقومي أولاً ببعض الأمور البسيطة مثل إمساك طفلك في وضع رأسي لمدة 20 دقيقة بعد كل رضعة. حاولي إعطاءه رضعات صغيرة وعلى فترات متكررة. هل هناك علاجات أخرى لارتجاع المريء؟ في الحالات الأكثر حدة، قد يكون من المفيد إعطاء الرضيع مضادات الحموضة أو استعمال مثخنات حليب (لبن) الرضاعة. لا تستخدمي أياً من هذه العلاجات إلا بناء على نصيحة الطبيب المختص، وعليك أن تتوقفي عن استعمالها بين الحين والآخر لتري إذا تحسّنت حالة الطفل. ربما تحتاجين زيارة طبيب الأطفال في الحالات التالية: -
إذا كانت حالة الطفل لا تتحسن رغم استخدام العلاجات البسيطة -
إذا ظهر دم في قيء (استفراغ أو ترجيع) الطفل -
إذا أصبح طفلك مصاباً بفقر الدم -
إذا كان الطفل مصاباً بسعال (كحّة) مستمر أو التهابات متكررة في الصدر يُعتقد أن سببها ارتجاع المريء -
إذا لم يزد وزن طفلك، أو بدأ يرفض تناول الطعام -
إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في البلع. الحمد لله أن هذه الأعراض نادرة الحدوث، ولكن عليك مراجعة الطبيبة المختصة إذا كنت قلقة أن يكون طفلك مصاباً بأي من المذكور أعلاه. حاولي ألا تقلقي يعاني معظم الأطفال الرضّع من الأعراض الصغرى التي سبق وصفها ومن دون أن تظهر عليهم أي مضاعفات. عليك أن تطمئني نفسك أن الأمور ستتحسن عندما يكبر طفلك. |