أبيتُ سـهراناً، وما تـدري
أهَدهِدُ الآهةَ في صـدري
كـأنني مُـؤتًمَنٌ، هَمُّـهُ
أنْ يُسَـلمَ الليلَ إلى الفجـرِ
أو أنني ملتـزمٌ صَـادقٌ
بصُحْبةِ الأنجـمِ والبـَدر
نفْسـي على آلامهـا تنطو ي
ودمعتي تُفضِحُ عن سِـرّي
تُراودُ القلبَ طيـوفُ المنى
فيعجـزُ القلبُ عن الصبرِ
ويبلغُ الدمعُ إلى غــايةٍ
لا يختفي فيهـا ولا يجري
كـأنه في مُقلتِي موجـةٌ
محبوسةٌ في مُقلةِ البحـرِ
أكتـّمُ الأشـواقَ في خاطري
فينبـري في كشْفِها شِعـري
وأجمعُ الأزهارَ في راحتي
فيـأنَسُ العطرُ إلى العطرِ
ويحتفي الليلُ بـآمالنــا
وتفسحُ الأنجــمُ للبـدرِ
يا مَنْ قَرأتُ اللّومَ في صمتِهـا
فصرتُ كـالحائرِ في أمري
قلبي كعصفــورٍ بهِ نشوَةٌ
يطيـرُ من وكْـرٍ إلى وكْرِ
خيوطُ هذا الحبّ منسوجةٌ
من قبْلِ أنْ تدري ولا أدري
فكلٌّ أمـرٍ عند ميـلادهِ
كالطفلِ لا يحبو ولا يجري
قد نعلمُ الغايةَ، لكنّنا
نجهلُ منها نقطةَ الصفْرِ
حبّ، فإنْ مسَّتْـهُ كفُّ الخَنا
فقد غدا ضّرْباً من العُهْـرِ !
وهلْ يكونُ الحبَّ ذا قيمةٍ
إذا خـلا من لذةِ الطُّهـرِ ؟!