أنا .... والليل ..... والبحر ... وأقداري ...!!!!
سالت الأقدار عن قدري ... عن ذنبي .. عن جرحي عن ألمي عن سعادتي المبتورة .. سألت الليل وسألت النجم وسالت البحر فلم أجد أي إجابة لتساؤلاتي ..
أقف أمامي البحر .. وخلفي الصحراء أنظر إلى يميني فلا أرى سوى الليل الدامس الظلام .. وأنظر إلى يساري فلا أجد سوى يدي خالية .. باردة ً .. لا يقف بجانبها أحد .. والهواء الذي يحيطني يخنقني ولا يساعدني حتى بالتنفس .
عجزت يا أقداري أن اشعر بما يشعر به البشر .. عجزت .. وأعترف أنني فشلت بأن أسعد قلبي .. لأنني كنت جاهداً أحاول إسعاد الآخرين على حساب قلبي , وكنت أجد السعادة في ذلك ..
لكن ما حصل أن هؤلاء البشر الذين كرست حياتي .. وقضيت وقتي لإسعادهم ...وغيرت طبعي وعاداتي لرضاهم ببساطة بعدما استنزفوا جميع طاقاتي ... للأسف أنهم تركوني ببساطة وهجروني بلا ذنب ...
وإن كان هناك ذنب .. فلا يستحق النكران لي ولا هجرانهم لقلبي .. ونسوا بذلك ذنوبهم ..قسوتهم , وجروحهم ... وظلمهم .. نسوا تضحياتي .. وحبي .. نسوا حنان قلبي نسوا كلوا شيء جميل ...
فلذلك يا أقداري ارحميني ساعديني كي أعيش بقلب صامت لا يتألم وفم ملجوم لا يتكلم .. وعينان إذا نطقتا لا تنطقان إلا صمتاً وصمتاً ....
ساعديني يا أقداري ... فأنت يا صحراء من خلفي أصبح هواءك جافاً .. وحرارتك مع حرارة قلبي تكويني ... فأحرقيني كما تشائين فقد جف قلبي مثلك يا بيداءُ وقد أصبحت مثلك افتقر البشر وحيد مع قدري
وأنت يابحر لا تكن صامتاً هادئاً هكذا عليك أن تموج وتهوج.. فقد كنت مثلك يشكي الناس همومهم على ضفاف شواطئي .. ولا يغادرون حتى يستنشقون الصعداء .. فقد رموا همهم في قلبي ورحلوا ...
وتركوني مثقلاً بالهموم .. واثأر لي واقبلني ... بحضنك فأكون بأعماقك أبد الهر كالصديق الصادق الصدوق ... وأعلم أنه عندما أغمض عيناي بأعماقك سوف أنام براحتهٍ تامة . لن يتذمر مني أحد ولن أتذمر أنا أبداً ...أعجبني فنقلته لكم