عِندَما جَاءوا بِالحَقِيقَةْ قَبِيحةْ جَمْلتُها (بِمسَاحيقْ )
وقُلتُ للناصِحينَ ارحَلوا ..!
حَياتي كِتابٌ مُمَزق الأَلمْ ، مُزِقتْ آخِرُ صَفَحاتِه
يَصِلونَ إلى النْهَاية فَيَجِدُونَ وَعداً بِحُزنٍ جَدِيد ..!
وَلأننا لَمْ نَعي مِنْ (جُغرافيا ) الحُب شَيئاً
أصْبَحتْ خَرائِطُ قُلوبَنا كالعَدمْ
مَايَحْدُث لِفكري عِنْدَما تَنَتابه لَحَظات الذِكرى
كَقَهوةٍ تُرتَشَفُ عَلى مَعدةٍ خَاويَة سَاعة أَرَق
ومَازَالَ صَوتُ ذِكرَاهُم يَنخَرُ كُهوفَ الأَلم لَدي
قَلْبي قِطعَةُ نَرد تَتَطابقة فِيهِ صُورَهم
لَمْ يَكُنْ ذَنبُ النَهارِ عِندَما بَكتْ مُقَلُ الَليلْ
لَمْ يَكُنْ ذَنْبُ الحَمام تَنُكرُ سَاعي البَريدِ مِنْ رَسَائِلهم
لَمْ يَكُنْ ذَنبُ الحَيَاةِ إِنْ جَعلنَاها مُتَشِحةْ السَواد قَسرَاً
مَفَاتيحُ الكَونِ إنْ هِيَ إجْتَمَعَتْ لَنْ تَستَطيع فَتْحَ قَلبيْ
لأَنَ مِفتَاحُه مُعَلقٌ بِقَلبِ غاَئبٍ وَاحدْ ..!
قَلبِي لَهُمْ وَالأَحزَانُ تلَتَهمُ رُوحيْ
وَأَنيابُ الوَجَع عَضْت كُلَ صَبرٍ يَلوحْ
أَتُرَاها شَرَايينُ حُبِكِ تَتَوقفُ عَنْ ضَخِ أَشواقِ القَلبْ ..!
وَيَموتُ الجَسَدْ مُخَلفاً أَشعَارَكِ الَمسَائِية
وَوِسَادةٌ أشْتَكتْ مَنْ رَأسِي المُثقلْ حتَى مَلتْ
قُلْ للغَائبينَ مِنْ دِيارِ القَلبِ أجمَعُها
كَيفَ السَبيلُ لوصلِكُم إذا الغيابُ أرهَقَهُ
وأدَعَى بِأنَ الأملَ أَخْمَدَ اليَأسَ ضِيائهُ
ورَحلَ بَاكياً مُحَمَلاً بِأشْيَائي الجَمِيلاتِ
إلا حَقائبَ مَاضٍ وذِكرياتِ ودٍ أَعُصرُها
عَلي أراكُم بِجُنحِ الهَوى واللَهِيبِ أُخمِدُهُ
غَدتْ رُوحي مَزاراً للشَوقِ وخِلانهِ
فَيا رُوحِي عُودي لرُوحِك قَبلَ مَوتٍ يَعصِفُها
يُقَلِبُها بِجمرٍ وهِي عَلى الصَبرِ عَازِمَةٌ
وَمَنْ عَلى صَبْرِها بِهَذا الوَقتِ يَكُونُ !