كم تمنى الطير أن ينبت له جناح جديد
بدلا من جناحه الجريح
فبسبب جرحه الكبير بات كسير
بعدت السماء عنه بعد المشرق عن المغرب
أختفى صوته الجميل وحل مكانه الأنين
ومال رأسه للأمام منكساً
سال دمه القاني من عينيه قهرا كما سال حزنة الفاني
وأصبح أنينه مكتوما بين ضجيج الهجران
فلم تعد السماء في عينيه صافيه ولم تعد الأرض واسعة
ضاقت بما رحبت و فاق همه عنان السماء
لم يعد يحلق عاليا كما كان
لم يعد يغرد على تلك الشجرة السامقة
ولا على تلك الجبال الشاهقة
.......
كذلك نحن ....
قلوبنا تضخمت من الهموم ....
ونحيب صمتنا كسر كرامتنا واهانها
لأن لهيب عواطفنا ينطفئ سريعا
وأنفاسنا صقيعها جمدت منه دموع محبينا
ولا نعلم كيف نستبدل أجنحة أرواحنا بجناح جديد
يعلو بنا فوق سماء السمو بعدما اصبحنا خائنين
وقمة الخيانة أن نخون مشاعرنا
ونغتالها بدم بارد ....
الصقيع محيط بنا من كل جانب
لم يعد يهتز لنا جفن بغرق طفل لاجئ على شواطئ اعدائنا
أو تتمعر وجوهنا لانفجار نثر الدماء في المساجد
ولم نبالي برقص اليهود داخل الاقصى
أو نرعد خوفا من قطران ذنوبنا وهي تلوث محيطنا
وجوهنا اصبحت بلا ملامح و تجمد الدمع في مآقينا
ولم نعد نحلق في حياتنا بحرية
بتنا نخشى كل شيء .....
حتى صرنا نفر من الحب بكل الوسائل ولا نعلم لما نهرب منه
ربما لأننا نخشى الخيانة
او ربما نرتعد من الفراق
شتان بيننا وبين الطيور الجريحة فلقد كان قدرها أن تنكسر أجنحتها وتحرم من الطيران عاليا
لحكمة الخالق
ولم يكن قدرنا ان نبتعد عن طريقنا السوي
لأننا مخيرين
ونحن اختارنا البعد
فكُسر ت أجنحة أرواحنا ولم نسمو لأننا لم نرد ذلك
اسمع كثيرا جملة ......... رحل زمن الطيبين
إذن ........في أي زمن نحن ......?
في أي زمن نحن .........?