قِصَّةٌ خَلَعَتْ قَلْبِي !!!
لاَ يُمْكِنُ وَصْفُهَا إِلاَّ بِأَنَّهَا تُبْكِي الْحَجَر !!!
يَقُولُ صَاحِبُهَا : كَانَ لِي جَارٌ شَابّ ، هَذَا الشَّابُّ عُمّرُهُ 23 سَنَة
لَمْ أَرَهُ فِي الْمَسْجِدِ أَبَدَاً رَغْمَ أَنَّ بَيْتَهُ قَرِيبٌ مِنَ الْمَسْجِد !!!
وَلَكِنْ يَوْمِيَّاً أَرَاهُ يَخْرُجُ مَعَ شِلَّةِ شَبَاب !!!
وَيَرْجِعُ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَلاَ يُصَلِّي الْفَجْر !!!
كان دائمَ السَّمَاعِ لِلأغاني في سيارته ، ويشرب الدخان
نصحته عدة مرَّاتٍ فلم يَقْبَلْ ؛ حتى مَلَلْت منهُ فصرت لاَ أكلمُهُ إلا إذا رَأَيْتُهُ
أمامي : أسلم عليهِ فقطْ وأمشي
حتى إنني كلمت أحد مشايخنا في الْحرم عن أفعال هذا الشابّ ،
وأنني تركته فَصِرْتُ لا أنصَحُهُ ؛ فقالَ لِيَ الشَّيخ كلماتٍ
نزلت علي كالصاعقة ... قال لي : أما تسمع قولَ النَّبِيِّ ﷺ :
« وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه : لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَر ،
أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ،
ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ » !!!
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ بِرَقْم : 2169]
ثُمََّ قالَ لِيَ الشَّيْخ :
على الأقلّ ادعو الله له بالهداية لعلَّ الله يُجيبُ دعوتك ؛
فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا : خير لك من حمر النعم .
وَفِي يوم من الأيام كان عندنا جلسة شبابية في إحْدَى الاستراحات ،
فرَأيْتُهُ وأنا خارجٌ من البيتِ ينتظر الشبابَ كَعَادَتِه !!!
فسلمت عليهِ وقلتُ لهُ : على وين .. ؟
قالَ لِي : منتظر الشباب !!!
قلتُ لهُ : « الله يهديك »
قال لِي آمين وَإيّاك
المهمّ : وانا وَاقِف مَعَهُ دَارَ بيني وبينهُ الْحِوَارُ التّالِي :
هو : على وين إنت مشخص حالك رايح عرس ؟!
أنا : لا عندنا جلسة شبابية في الاِستراحة !!!
هو : أها ... الْمُطاوعة .. ؟ [مُعَسْكَر شَبَابِي كَالنَّادِي]
أنا : إيه
هو : طيب ممكن طلب .. ؟
أنا : أتفضل .. ؟
هو : ممكن آجي معَك .. ؟
أنا : حيَّاك
هو : بسّ بشرط : إذا مليت أرجع وشرط إنك تروح بسيارتي .
أنا : موافق طَبْعَاً .
وصلنا الاستراحة ، تعرّفَ على الشباب .
طبعا عندنا برامج رياضية مثل الكرة والطائرة والسباحة
وبعد ذلك جلسات إيمانية بحضور أحد المشايخ .
خلصنا الرياضة وحضر الشيخ ليُلقِيَ لنا كلمة ،
وبعد الكلمة العشا .
طبعا الشيخ لمَّا شاف الشباب كلهم ملتزمين قال :
وَاللهِ ما أدري وِيش أقولكم .. ؟
ولكنْ سوف أتكلم معكم عنْ وصفِ الْحور فِي الْجنة .
وبدأ الشيخ كلمته والشابّ جنبي
الشاب اندمج مع الشيخ وظلّ يسمع !!!
وفجأه قطَعَ الشيخُ الحديث لِيَرُدَّ عَلى الْمُكالمة الْهاتفية وخرج
إلَى خارجِ الاستراحة ؛ الشابّ زعل وقام وقال للشباب يا هوووووو ؟
أحد يعرف عن الحور شي يكمل نيابة عن الشيخ تكفووووووووون
ولكن مَا حدّ تكلم !!!
جا عندي وقال لِي : يا خوي : أنا ماشي ؛
طفِشت خلاص [يَعْنِي زِهِقْت] !!!
قلت له : شويَّة عالعشا .. ؟ تعشَّ وامشِ .. ؟
قال لا لا : أنا لازم أمشي ، انت إذا خلصْت دُقّ عليَّ آجي آخذك ؟
قلت له : براحتك ، امشي انت وأنا هامشي مع الشباب
المهمّ : راح ، وقبل أذان الفجر أخوه اتصل عليَّ ويقول لِي :
ــ يا شيخ ألحقنا بسرعة
ــ وايشفيك .. ؟!
قال : أخوي اتوفَّي !!!
سمعت الْخبرَ كَالصّاعِقَة ، وسقط الجَوَّالُ مِنْ يَدِي
حسيت بدوخة في الراس !!!
أسمعُ كلامَاً لا يُصَدَّق !!!
والشباب فِي المَسْجِد يسألوني واشفيك .. ؟!
قلت لهم : الشاب اللى كان معي فِي المطاوعَة توفى !!!
كان معنا قبل ساعات !!!
صلينا الفجر وأسرعنا كُلّنََا نحو منزل الشابّ ،
وأولَ مَا وَصَلْنَا سَأَلْنَا وَالِدَهُ :
كَيْفَ مَات .. ؟!
قال لَنَا : اصْعَدْ إلَى غرفتِهِ سَوْفَ ترَى كَيفَ مَات !!!
فصَعِدْنَا !!!
أحبتي الكرام :
تخيلوا كيف مَات .. ؟!
مات ساجدا لربِّهِ وَالْكُمْبيُوتر مفتوح على صفحة فيها « وصف الحور »
اشتاقت نفسُهُ لِلحور !!!
أول كرامة لهُ : أنه مات ساجداً
والكرامة الثانية : أنه توُفّيََ وَهُوَ يَقْرَأُ كَلاَمَ اللهِ ﷻ
وَرَسُولِهِ ﷺ فِي وَصْفِ الْحُور !!!
الْكرامَة الثَّالِثَة
وَاللهَ اللهَ عَلَى الْكَرَامَةِ الثَّالِثَة ... الله يِوْعِدْنَا ويسْعِدْنَا !!!
تَوَجَّهْنَا بِهِ إِلَى الْمِغْسَلَة ...
يا إخوة : لو أَنَّ أحدَاً منكم رآه لما صدق أنه مات !!!
نور وابتسامة !!!
فسبحان الله !!!
وكان في الحرم جمعٌ كبيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ اليوم ؛
فَصَلَّواْ عَلَيْهِ وَشَيَّعُوهُ لِلْمَقْبَرَة !!!
الْكَرَامَة الرَّابِعَة :
طبعا تعرفون حرارة شمس مكة وقتَ الظهيرةِ عِنْدَمَا صَلَّينَا عَليه :
سبحان الله : أنا ممن دخلت الْمقبرة :
يا إخوة : حرارة الشمس فوق المقبرة تحرق رؤوسنا
وداخلَ القبر « فريزر » ... لا إله إلا الله !!!
اصدقوا الله ساعة ؛ تَسْعَدُواْ إِلَى قِيَامِ السَّاعَة !!!
اتركو ملذات الدنيا ؛ فهي مجردُ مَتَاعٍ زَائِل ، وَاللهِ زَائِل
۞ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا
وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُون ۞{القَصَص/60}
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي غَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي ، وَحُطَّ عَنِّي سَيِّئَاتِي
وَأَعِنِّي علَى الاِسْتِقَامَةِ فِيمَا بَقِيَ مِن حَيَاتِي |
|