لحماية جيل المستقبل الاسرة هي حظن الوطن
يحاول الإرهابيون استغلال وسائل التقنية في تجنيد الشباب وصغار السن
للأسرة دور كبير في غرس مفهوم المواطنة الحقَّة في نفوس الأبناء، خصوصاً في هذا الوقت الذي تتعرَّض فيه المملكة لهجمات شرسة من قبل أعداء الوطن ممَّن يسعون إلى استغلال الشباب والتغرير بهم، ورأى متخصصون وأكاديميون أنَّ بعض الشباب وجدوا أثناء غفلة بعض الأسر أيادٍ قذرة تمتد لهم باسم التدين الخاطئ لإعادة تأهيلهم، وبالتالي فإنَّها غرست في قلوبهم الطاهرة قنابل موقوتة لتنفجر في وجه الوالدين أولاً، ثمَّ المجتمع والوطن ثانياً، مُضيفين أنَّ الدولة -أيدها الله- لا تألو جهداً في حماية أفراد المجتمع وتماسكه، من خلال حفظ الأمن ونشر الخير ومحاربة الفكر الضال، وبالتالي لابُدَّ أن تتضافر الجهود وتتماسك الأيدي، حتى يتسنى للجميع العيش بسلام، مُشيرين إلى أنَّه ليس من المنطق أن تؤدي الدولة كل ذلك والأسرة والمجتمع يعيشان في غيبوبة تامة يطالبون بحقوقهم دون أدائهم للواجبات التي تساهم في حفظ الأمن الديني والفكري والوطني.
دور محوري
وقال عضو مجلس الشورى د. أحمد بن سعد آل مفرح: "لا شك أنَّ للأسرة دورا محوريا في صنع السياج الأمني لأبنائهم منذ الصغر، فالتربية بالقدوة والتعليم في مقتبل العمر بالغة الأهمية، حيث يتمُّ بذر القيم والمبادئ، ثمَّ المتابعة والتعهد والتسديد في سني العمر اللاحقة؛ لينمو العود ويشتد ويعتدل ظاهراً وباطناً، ثمَّ يأتي الإطلاق والرعاية فيما بعد سن المراهقة، وقد رُسم الطريق بعناية وحُدد الهدف واتضحت الغاية، فيكون هناك الحصاد وجني الثمار اليانعة".
وبيَّن أنَّه للأسف يوجد بعض الأسر ممن لا تعي فن التعامل مع الناشئة في مراحل النمو المختلفة، فيكون الحصاد على غير ما تأمله الأسرة والمجتمع، موضحاً أنَّ هذا هو ما نعاني منه اليوم من تطرف فكري وانحراف عقدي وفساد سلوكي لدى بعض الشباب، مُضيفاً أنَّ التشكيك في العقيدة يضعف علاقة الشاب بربه بداية، ويجعله طعماً سائغاً لفكر ومعتقد جديد قد يكون ظاهرة الطاعة وفي باطنه الانحراف والفساد، حيث يتخذ من الشهوات مدخلاً للوصول للعقول الفتية الغضة.
وأشار د. آل مفرح إلى أنَّ ذلك يُسهِّل لهم إشباع شهوة الفرج من خلال السبايا، ويُرغِّب لهم معاقرة الخمور، من خلال أنَّ الضرورات تبيح المحظورات، كما أنَّه يُجمِّل لهم ترك الصلوات من باب ترتيب الأولويات في العبادات، فيغرق أحدهم في لجة المعاصي والآثام في فترة وجيزة، فتكون العودة إلى الفطرة والطريق القويم صعبة المنال إلاَّ بالكفارة الكبرى وهي قتل النفس طاعة لله، وحينها فقط يكون جاهزاً للتنطع والتكفير والموت في سبيل ذلك، حتى لو كان الثمن رأس أحد الوالدين العصاة، موضحاً أنَّ التفجير والانتحار يكون حينها سبيله الوحيد لتحقيق التوبة والوصول للفردوس.
مخاطر جسيمة
وبين عضو مجلس الشورى ألاَّ أحد ينكر ما حققته أوعية التواصل الاجتماعي من الخدمات في الحروب الحديثة، ومنها تجنيد الأعضاء وتدريبهم والتخطيط للهجمات وتنفيذ العمليات العسكرية ومتابعة النتائج وشن الحروب النفسية على الأعداء، مُبيِّناً أنَّها أدوات مهمة في عصرنا الحالي؛ لدورها الإيجابي في التعليم وانتشار المعرفة والتواصل بين الشعوب والأفراد.
ولفت إلى أنَّه على الرغم من ذلك إلاَّ أنَّ لها مخاطر جسيمة إذا ما استخدمت سلبياً، كاستخدامها في عمليات الإرهاب ضد الأوطان وزرع الفتن والشرور بين الناس وزعزعة الثوابت والمعتقدات ونسف القيم والمبادئ والخروج على ولاة الأمر والعلماء، خصوصاً إذا ما امتلكها صغار السن وأساءوا توظيفها؛ لقلة خبرتهم وضعف تجاربهم، علاوة على تحمسهم واندفاعهم وحبهم للمغامرة، فيكون أحدهم صيداً ثميناً للتجنيد لمحاضن التطرف والإرهاب.
وبيَّن أنَّ هؤلاء ينطلقون بعدئذ لكهوف التكفير، ومن ثمَّ لتفجير أنفسهم والاعتداء على الدماء المعصومة، مُضيفاً أنَّه وكما أنَّنا نقف ضد استخدام التقنية فيما يتعلق ببعض السلوكيات الشاذة والمواقع الإباحية أو المغرضة، ويتم حجب ما يمكن حجبه منها، فإنَّ الأمن الوطني أهم، كما أنَّه يتطلب من الجميع الوقوف ضد بعض أوعية التواصل الاجتماعي بحزم، إلى جانب قطع الإمداد التقني للإرهاب كما قُطع عنه إمداد المال والعتاد والسلاح.
المهمة ليست سهلة وتتطلب وعياً وشراكة مسؤولة بعيداً عن المواطن
وأرجع د. آل مفرح السبب إلى أنَّنا سنضمن بذلك عدم تجنيد الشباب لأجندة الشر ومعاول الهدم، إلى جانب ضمان عدم تواصلهم للتخطيط والتدريب لاستهداف الوطن ومقدراته، مُشدِّداً على أهمية السعي لترشيد أو تعليق أو إغلاق ولو مؤقتاً بعض أوعية التواصل الاجتماعي؛ لأنَّ المملكة اليوم تواجه وتقود حرباً شرسة ضد الإرهاب وضد منابعه، كما أنَّها تواجه عدواً صفوياً طائفياً يسعى للتمدُّد الإقليمي وتجنيد كل ساذج وغِرٌّ وصاحب هوى.
وأضاف: "تحدثنا كثيراً عن الدور الذي يجب أن تقوم به الأسرة باعتبارها المسؤول الأول عن التربية والمتابعة والإشراف، لكن يبدو ألاَّ صدى، حيث أنَّ كثيرا من الأسر تدلل الشباب وتحقق متطلباتهم المادية والحسية ولا تسأل عنهم ولا عن رفقتهم أو عن توجهاتهم، ناهيك عن تربيتهم الروحية والدينية المعتدلة؛ فيكون عندها التمرد والنكران والاختلال الفكري والجفاء الروحي والابتعاد الحسي عن الأسرة، فتترك لهم الحبل على الغارب ويكون الأقران الأشرار هم المحضن البديل".
تنشئة اجتماعية
وأكَّد عضو برنامج الأمان الأسري الوطني عبدالرحمن القراش، على أنَّ العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجه الأبناء، إذ إنَّ كل فرد فيها يُعدُّ مرآةً للجميع يعكس قيمهم وسلوكياتهم، لذا نجد فإنَّ للأسرة دورا كبيرا في التنشئة الاجتماعية، إلاَّ أنَّها ليست الوحيدة في أداء هذا الدور؛ وذلك لأنَّ هناك الحضانة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة، التي أخذت جزءًا كبيراً من هذه الوظيفة، فتعددت العوامل التي لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، سواءً كانت عوامل داخلية أم خارجية.
وأوضح أنَّ بعض الأبناء وجدوا أثناء غفلة بعض الأسر أيادٍ قذرة تمتد لهم باسم التدين الخاطئ لإعادة تأهيلهم، وبالتالي فإنَّها غرست في قلوبهم الطاهرة قنابل موقوتة لتنفجر في وجه الوالدين أولاً، ثمَّ المجتمع والوطن ثانياً، مُضيفاً أنَّ الاحتواء العاطفي يقي أبناءنا بنسبة 70% من الانجراف خلف الأمور البراقة التي يدعيها الآخرين من وراء الأبواب، سواءً كان ذلك في الشارع أو في التقنية الحديثة، مُشدِّداً على أهمية التحصين الديني والعلمي القويم في إكمال النسبة المتبقية من الوقاية الفاعلة.
وأضاف القراش أنَّ بعض الأسر للأسف الشديد لا تدرك أهمية العاطفة ولا المتابعة الواعية والتوجيه الحكيم التي يحتاجها أولادهم، فنجد الأبناء يستجدون الحب من خارج البيت؛ فيقعون في براثن أصحاب العقول السوداء ويكونون فريسة سهلة للشيطان والهوى، ناهيك عن أنَّ المشكلات الأسرية بكل أنواعها أو الاجتماعية المتأصلة في النفوس، كالعنصرية والتفرقة المجتمعية مُسوِّغ قوي لهروب الأبناء من أحضان أهاليهم والبحث عمَّا يعوض ذلك بطريقة سيئة مجهولة المصير.
وأشار إلى أنَّ نتيجة ذلك تكون وخيمة على الدين والوطن والقيم، موضحاً أنَّه يتبين ممَّا سبق أنَّ إهمال الوالدين في التربية وإشراك الأبناء المباشر في المشكلات اليومية، التي هي أكبر من أعمارهم، إلى جانب عدم زرع الرقيب الذاتي في نفوسهم، خصوصاً عند استخدام وسائل التقنية، سيوقع الأبناء في أمور لا يحمد عقباها، من جرائم وعلاقات مشبوهة، وبالتالي فإنَّنا سنخسر كثيراً، وستنعكس الخسارة على البيوت والأبناء.
وقال: "إنَّ الدولة -أيدها الله- لا تألو جهداً في حماية أفراد المجتمع وتماسكه، من خلال حفظ الأمن ونشر الخير ومحاربة الفكر الضال، لذا يجب أن تتضافر الجهود وتتماسك الأيدي، حتى يتسنى للجميع العيش بسلام"، مُضيفاً أنَّه ليس من المنطق أن تؤدي الدولة كل الأمور والأسرة والمجتمع يعيشان في غيبوبة وعالة يطالبون بحقوقهم دون أدائهم للواجبات التي تساهم في حفظ الأمن الديني والفكري والوطني.
واجب وطني
ولفت كاتب الرأي والباحث السياسي دحام العنزي إلى أنَّ دور الأسرة تراجع قليلاً في الاهتمام بالأبناء، من ناحية الوقت الممنوح لهم في المجالسة المباشرة، مرجعاً السبب إلى تغيُّر طبيعة الحياة وسرعة إيقاعها اليومي، إلى جانب أنَّ الكثير من الآباء والأمهات تأخذهم مشاغل الحياة اليومية والارتباطات الاجتماعية والاهتمامات الشخصية بقسوة فجة، مُضيفاً أنَّ ذلك لا يعني عدم وجود كثير من أولياء الأمور والفاعلين في الأسرة ممَّن يحاولون منح مزيد من الوقت لفلذات أكبادهم، من حيث التوجيه والإرشاد وبذل النصح والإصغاء لمشكلاتهم واستفساراتهم.
وأضاف أنَّ ذلك يُعدُّ واجبا وطنيا مهما ينبغي عليهم فعله، عدا عن كونه أمراً فطرياً بحكم المحبة التي أودعها الله في الآباء تجاه ابنائهم، موضحاً أنَّ هذا الدور المهم مناط بالأسرة تجاه الشباب، فهم الأقدر على فهم نفسيات أبنائهم، كما أنَّهم مسؤولون أمام المجتمع عنهم شرعاً وقانوناً، بحيث ينبغي بذل جهد مضاعف؛ لكي لا يكون أولادهم مطيةً سهلةً لأولئك الأشرار، الذين يحاولون جرهم نحو مستنقع الارهاب وإشراكهم في عمليات تخريبية ضد الدين والوطن.
وبيَّن العنزي أنَّ هؤلاء الشباب من الجنسين هم أمانةً في أعناق أهلهم وأسرهم، كما أنَّهم بعد الله صِمَام الأمان الأول وخط الدفاع الرئيس الذي يمنع انخراطهم في المجهول، مُضيفاً أنَّ وسائل التقنية سلاح ذو حدين، ومن الممكن تحييد خطرها تجاه أبنائنا في حال تمكنا من توجيه النشء للطريقة المثلى تجاه استخدام تلك البرامج في وسائل التقنية الحديثة؛ لقطع الطريق أمام الإرهابيين والمنظمات التكفيرية، التي بدأت تستغل وسائل التقنية في تجنيد مزيد من الشباب الصغار للانضمام إليهم.
انفتاح تقني
وقال الأكاديمي بجامعة الملك سعود بالرياض د. حسين المناصرة: "يبدو أنَّ دور الأسرة قد تراخى كثيراً تجاه حماية الأبناء في زمن الانفتاح التقني والتواصل المجتمعي، فلم يعد هناك دور حقيقي للأسرة في حماية أبنائها من التواصل عن طريق وسائل التواصل الرقمية العديدة"، مُضيفاً أنَّ الأهل قد لا يتقنون عُشر ما يتقنه أبناؤهم، الذين ما إن وعوا ما حولهم، حتى غدت وسائل الحاسوب والجوال تفضي بهم إلى عالم شرس مليء بما يناقض قيم الأسرة وأخلاقياتها.
وبيَّن أنَّ ذلك جعل أفراد الأسرة في عزلة بعضهم عن بعض، حيث لم يعد بإمكان الآباء والأمهات أن يسيطروا على أبنائهم وبناتهم، مُضيفاً أنَّ هناك مخططات كثيرة بإمكان الأعداء أن يدخلوا منها إلى عقول الأبناء، ومنها العولمة، التي تعني أنَّ العالم أصبح قرية صغيرة، حيث إنَّ أسهل الطرق إلى ذلك هو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بما تحمله من خراب وتدمير لقيمنا وانتمائنا الوطني وذواتنا، في ظل سهولة الوصول إلى التطرف الطائفي والتطرف غير الأخلاقي.
وأوضح د. المناصرة أنَّ التقنية الحديثة هي أهم منجز معاصر يُمكن لأي أمة أو وطن الإفادة منها في ترسيخ ثقافتها وهويتها وتأثيرها في الآخر، بيد أنَّ هذه الوسائل لم تُستثمر بما ينبغي، وعادة ما تكون مستخدمة في إثراء ما هو سلبي، من جلد للذات وإشاعة للتسلية والترفيه، وغيرها، مُشدِّداً على أهمية وضع خريطة إستراتيجية لبناء وسائل التقنية المهمة بما يخدم التعليم والتربية والثقافة والوعي، لافتاً إلى أنَّ الأهل هم مركز الإشعاع الأول في حماية أبنائهم من مغبة تورطهم في كوارث عديدة.
وشدَّد على ضرورة أن يكون دور الأهل متوازناً لا قمعياً ولا متساهلاً، على أن يعرف الأهل أنَّ الحرية قيمة تربوية وطنية، داعياً إلى أن يضعوا في الوقت نفسه حدوداً أو معايير للحرية، وذلك لمنع أبنائهم من الانحراف، مشيراً إلى أنَّ مجتمعاتنا العربية الإسلامية بعفويتها وطيبتها قد تُشجِّع على الانحراف الإرهابي لأسباب دينية وغير دينية، داعياً الأسر إلى أن تنتبه إلى انحراف الأبناء قبل انتباهها إلى أمراضهم الجسدية أو النفسية.
الجرعة الوطنية
ويعود كاتب الرأي والباحث السياسي دحام العنزي ليؤكد على أنَّ هناك دراسات أوضحت أنَّ نسبة كبيرة ممَّن يتم التغرير بهم تكون عن طريق "الإنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك لعدم وجود العلم الشرعي المطلوب لدى أولئك الشباب، إلى جانب براعة أولئك الخونة في التغرير بهم وتسطيح عقولهم وادعاء امتلاك الحقيقة والمعرفة، تحت غطاء ديني يدغدغ مشاعر صغار السن، مُشيراً إلى أنَّ الطريقة المثلى لاحتواء هذه المشكلة في حال حدوثها وتأكُّد الأسرة من تورط أحد أبنائها فيها تكمن في ثلاثة أمور.
وأوضح أنَّ الأمر الأول تربوي ونفسي واجتماعي يكمن في الاهتمام الفوري بتبيان الحقائق للشاب عن أهداف وخطط تلك الجماعات الإرهابية، وكونهم أعداء للدين والوطن، وأهمية الأمن الاجتماعي والوطني، ودحض الفكر بالفكر، وتفنيد شبهاتهم وانحراف مناهجهم، مُضيفاً أنَّ الأمر الآخر يجب أن يكون بالتواصل المباشر مع الجهات الأمنية المعنية؛ لكي تقوم بمراقبة ومتابعة الحركيين، الذين تواصلوا مع الشاب في وسائل التقنية.
وأشار العنزي إلى أنَّ ذلك لابُدَّ أن يتم من خلال تعاون كامل من الشاب نفسه، وتزويدهم بكل ما يحتاجونه بكامل التفاصيل؛ لكي يؤدوا مهمتهم بنجاح درءًا للخطر، ولكي لا يتمكنوا من ضحية أخرى، واستباقاً لمزيد من التقدم في اختراق أفراد المجتمع، مُضيفاً أنَّ الخطوة الثالثة تكون بالمتابعة اللصيقة للشاب في هذه الفترة الحرجة، حتى يتمُّ تجاوزها، مع الحرص الشديد على زيادة الجرعة الوطنية لديه وممارسة عمل ممنهج تجاه التثقيف العقلي والتنويري وصناعة الحياة.
التربية المتزنة
كما يعود عضو مجلس الشورى د. أحمد بن سعد آل مفرح للإشارة إلى أنَّ الدلال الأُسَري يعود انتقاماً أبديا مؤلما تتجرعه الأسرة والمجتمع لعقود طوال، مُضيفاً أنَّ الأسرة مطالبة بالتربية المتزنة، فتعطي وتتابع وتدعم وتساند وتلاحظ وتعاقب وتستمع وتحاور وتقنن وتحزم، داعياً إلى أن يكون هناك وضوح وصراحة وشفافية بين الأسرة والأبناء، وأن يكون الأب صديقاً صادقاً لولده، وكذا الأم مع ابنتها، فلا يترك الشباب ليأخذوا الوصايا والتوجيهات من غير الوالدين، كما أنَّ علينا أن نتعود على الحوار الدائم والمستفيض معهم.
وأكَّد على أنَّ الشاب يحتاج لأذن صاغية وأحضان دافئة وعبارات راقية ووعود صادقة وتقدير لذاته وأصدقائه، مُشيراً إلى أنَّ علينا التعرف على الزملاء والأصدقاء وتلمس توجهاتهم وسلوكياتهم، إلى جانب حفز الأبناء على اختيار الأسوياء والابتعاد عن الاشرار، وكذلك التنبيه ومراقبة الأجهزة والغرف المظلمة وما يدور فيها من تواصل واتصال، على ألاَّ نتردد في مناقشة أيّ فكر يطرح ومعالجة المنحرف منه، فإن لم نستطع فلنبحث عن الخبراء والمؤهلين للمساعدة والدعم.
وشدَّد د. آل مفرح على ضرورة مراقبة كل حضور وانصراف من المنزل ومعرفة أماكن تجمعات ابنائنا ومحاولة زيارتها؛ ليعرفوا أنَّهم تحت النظر، ولكن بأدب وذكاء، وفي حال ملاحظة ما لا يمكن متابعته او علاجه، فإنَّ الجهات الأمنية المعنية لديها طرقها وأساليبها في المتابعة التقنية أو الشخصية والإصلاحية؛ حتى لا يكون الشباب ضحايا لتفجير قادم أو جرم موجع.
|