يقولُ الشَّيخُ الخَرْقانِيُّ :
زِنِ الحَرفَ لا تُخرِجْهُ عن حَدِّ وَزْنِهِ ... فَوَزْنُ حُرُوفِ الذِّكْرِ مِن أفْضَلِ البِرِّ
سيكونُ الأصلُ عندنا في هذا البَرنامج هو وَزن الحُروف .
سنتعلَّمُ كيف ننطِقُ الحَرفَ في كُلِّ حالاتِهِ .
سنتعلَّمُ كيف نُطَبِّقُ الصِّفاتِ ، وكيف نتعلَّمُ الأخطاءَ
مِنَ الأخطاءِ الشَّائِعةِ ونُصَحِّحُها .
عَدَدُ حُرُوفِ الهِجاءِ : 29 حرفًا .
يقولُ الإمامُ ابنُ الجَزَرِيِّ :
فأَلِفُ الجَوْفِ وأُخْتَاهَا وهِي .. حُرُوفُ مَدٍّ للهَوَاءِ تنتهِي
أَلِفُ المَدِّ وأُختاها ؛ اليَاءُ والوَاو المَدِّيَّات .
كيف أعرِفُ أنَّ هذه ألِفٌ مَدِّيَّة ، وهذه واو مَدِّيَّة ، وهذه ياء مَدِّيَّة ؟
الألِفُ لا يكونُ إلَّا مَدًّا ؛ لأنَّه لا بُدَّ أن يكونَ ما قبلَه مفتوحًا .
الواو المسبوقة بضَمٍّ ، ولا بُدَّ أن تكونَ ساكنةً .
اليَاءُ الساكنة ، وما قبلَها مكسورٌ .
إذًا ، شرطُ حَرفِ المَدِّ أن تكونَ قبلَه حَركةٌ مُجانِسةٌ ؛
يعني حَركة مِن جِنْسِ الحَرف .
الألِفُ مِن جِنْسِهِ الفَتحة ،
واليَاءُ مِن جِنْسِها الكَسْرة ،
والواو مِن جِنْسِها الضَّمَّة .
= مَخْرَجُ حُرُوفِ المَدِّ =
مَخرَجُها مَخرجٌ مُقَدَّرٌ ؛ بمعنى أنَّ العُلَماءَ لم يستطيعوا حَصْرَه بشكلٍ دقيقٍ ،
فقالوا : مُقَدَّرٌ ؛ يعني تقديريٌّ .
مِن أين تخرُجُ حُرُوفُ المَدِّ الثلاثة ؛ الألِف والواو واليَاء ؟
تَخرُجُ مِنَ الجَوْفِ .
أين هو الجَوْفُ ؟
حَدَّدَه العُلَماءُ بخَلاءِ الحَلْقِ والفَم ؛ المساحةُ الفارغةُ داخل الحَلْق وداخِل الفَم .
لأنَّهم لم يستطيعوا أن يَحصروا بالضبط مِن أين تَخرُجُ حُرُوفُ المَدِّ .
وهل يَخرُجُ مِن هذا المَخرج أحرُفٌ أخرى غير حُرُوفِ المَدِّ ؟
نعم ، الحَركاتُ بناتُ حُرُوفِ المَدِّ ؛ فالفَتحةُ بنتُ الألِف ،
والضَّمَّةُ بنتُ الواو ، والكَسْرةُ بنتُ اليَاءِ .
إذًا ، مَخرجُ حُرُوفِ المَدِّ هو مَخرجُ الحُرُوفِ ومَخرجُ الحَركاتِ الثلاثةِ .
= هل لحُرُوفِ المَدِّ صِفاتٌ ؟ =
لا ، الرَّاجِحُ أنَّه ليس لها صِفاتٌ .
لماذا ؟
لأنَّنا لكَي نُحَدِّدَ صِفةً ، لا بُدَّ أن نُحَدِّدَ مَخرجًا ،
والمَخرجُ عندنا غيرُ مُحَدَّدٍ بشكلٍ دقيقٍ ، فلا تُوجَدُ صِفاتٌ .