حينما تتفتح براعم الخير في الروح
ويُربط القلب بوثاق يصعب فكه
هذا يجعلنا لانتنفس في الحياة إلا عبق جميل
فتصبح تلك الألسن لاتهلج إلا بالحمدلله عزوجل
تـَرى من ينعم بتلك المشاعر
وجهه مشرق دوماً بالبسمات
وإن كنت ترآه في غير حال
تجعل من لاشيئ كل شيئ
أعين البشر تتشابه من خلال حاسة البصر
لكنها تختلف عند كل واحد منا لأنه لا يرى
كما يرى الأخر
وهذا يخبرنا أن طبيعة القلوب حين تفسد
والعقول حين تنطمس في ركام مؤثرات تؤخر
لاتقدم تهبط لاترفع
تجعل النفوس لاتتحرك إلا في إطار ضيق
يسمى المادة
القناعة بتنا نفقتدها ولا نرآها إلا عند القليل
تجد البعض يملك والله الكثير ويأبى إلا الشكوى
والتطلع إلى هذا وذاك
إن الذي يحيا في دروب الرضا واليقين
بالله عزوجل ينظر إلى كل ماحوله بمقياس اخر
نظرة يرتفع من خلالها إلى مرتقى إيماني
يجعله يُردد الحـمدلله خالصة من قلبه وكيانه
نظرة تجعله يخرج من
سراديب دنيا
مغلقة
إلى رياض يرتاح بها ضميره
ويصفو خاطره
الرضا واليقين
يُسبغ الحياة طمأنية وإن كان يعتيرها خوف
ويَحُل السل
فترفرف أجنحة المحبة والوئام
على سُكان ذلك البيت
فيصبح وكأنة جنة صغيرة على الأرض
أما آن الآوان أن نرضا
أما كفنا تذمر وتسخط من هذا وذاك
لنتأمل النِعم حولنا ونقدرها فبالشكر تدوم
وبالطاعة تزهو وبالدعاء تزيد
لاتطلبون من الله ماتحبون
وتقدمون مايكره
أوقدوا سراج الرضا الذي
سيُضيئ جنبات أرواحكم
ويشرح صدوركم
درة من درر إبن القيم رحمة الله تقول
الرضا هو سكون القلب تحت مجاري الأحكام
فردد دائماً : اللهم مارزقتني
مما أحب فأجعله قوة لي فيما تـُحب
وما زويت عني ماأحب فأجعله
فراغاً لك فيما تـُحب
وأعلم أن الخـُسران الحقيقي
هو ان تورد النفس موارد الهلاك
اللهم إجعلنا من الراضين الشاكرين
في السراء والضراء