همسة الصباح
حسن التعامل مع الخدم
الخدم والأرِقّاء إخوانكم، فإن كانوا مسلمين فإنهم إخوانكم في الدين، وإن كانوا غير مسلمين فلا يجوز أذيتهم ولا الإساءة إليهم .
قال صلى الله عليه وسلم: "إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ. ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ ".متفق عليه.
الخَوَل: أي أعطاكُمُ اللّه القدرةَ عليهم فتأمرونهم بالخدمة. أطْعَمه: قدَّم لهم طعاما ليأكلَه.
لا تُكلِّفُوهم ما يغلِبُهم: أي لا تطْلُبوا إليهم أن يَقُوموا بِما يَعجِزُون عنه من عملٍ لصُعُوبته، أو بما فيه مشقَّةٌ عليهم. تجد خادمة تغسل سيارة؟! اتقوا الله
وإن طلبتم إليهم أن يقوموا بما فيه مشقَّة فساعدوهم على قيامِهِم بذلك العمل الشَّاق.
ومن كان له خادم فلْيعاملْه كما يُعامل أخاه. في المأكل والملبس، فليُطْعمه من جنس ما يأكل، وليًلْبسه من جنس ما يلبس هو نفسه ولا يُكلِّفْه عملا يعجز عنه أو يشق عليه، فإن كان لابُد من ذلك فلْيساعده على القيام بذلك العمل الشَّاق.
يعلمنا الإسلام العَطْفَ والأخُوَّة. ويحُثُّنا على الإِحسان إلى من تحت أيدينا من خدم وأجَرَاءَ والرِّفْقِ بهم وعَدَمِ التكُّبر عليهم.
همسة الصباح
حفظ اللسان
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة؛ ولكن في الكف عن أعراض الناس"
فقائم الليل وصائم النهار؛ إن لم يحفظ لسانه؛ أفْلَس يوم القيامة..
حيث يُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه؛ أُخذ من سيئاتهم، فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار..
من آفات اللسان: الطعن في الأنساب، الكذب، التحديث بكلِّ ما سمعَ، إظهار الشماتة بالمسلم. احْتِقار المسلمينَ والسُّخْرِيةِ منهم، ومن أخطرها الغيبة والنميمة.
قال ابن القيم رحمه الله : وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها .الداء والدواء (٢٣١)
همسة الصباح
شئوم الذنوب والمعاصي
يقول ابن القيم :
الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة للهم والحزن وضيق الصدر، فالمعرض عن الله له من ضنك العيش بحسب إعراضه،وإن تنعم في الدنيا بأصناف النعم
من أهم أسرار السّعادة أن يتذكر الانسان ما لديه من نعم قبل أن يتذكر ما لديه من مشاكل وهمُوم !
أعوذ بك يا الله أن أذكرك متألماً وأنساك متنعّماً
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
همسة الصباح
مصعب بن عمير
مصعب بن عمير فتى مكة أكثرهم دلالاً وجمالا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة،
كان من السابقين إلى الإسلام، ولما أسلم زال ما كان عنده من لذائذ الدنيا ونعيمها، وعاش عيشة المؤمن الصابر الزاهد، فجاع وتعذب في سبيل الله، لإعلاء كلمته ونشر دعوته،
هاجر إلى الحبشة بعد أن اشتد العذاب على الصحابة رضوان الله عليهم في مكة المكرمة.
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل المدينة، وأمره أَن يقرِئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان يسمى "المقرِئ" بالمدينة.
كان إسلام سعد بن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن وأسيد بن حضير على يد مصعب،
وكان مصعب أول من جمع الناس للجمعة بالمدينة.
كان مصعب بن عمير حامل لواء المسلمين في غزوة أحد، وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله ومعه لواؤه حتى قتل، فكان الذي أصابه ابن قميئة الليثي، وهو يظن أنه رسول الله ، فرجع إلى قريش فقال: قد قتلت محمداً. عاش مصعب حميداً ومات شهيداً