السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات.
والحديث صحيح، وهو في الدرجة الثانية أو الثالثة بالنسبة لتصنيف الصحيح، حيث إن أعلى الصحيح عند أهل الحديث ما اتفق عليه البخاري ومسلم فما روى البخاري فما روى مسلم.
ومعنى سبق المفردون أي أنهم سبقوا غيرهم بنيل الزلفى والدرجات بسبب كثرة ذكرهم لله تعالى، والمفردون هم الذاكرون الله كثيرا؛ كما هو ظاهر الحديث.
قال المناوي في فيض القدير: سبق المفردون أي المنفردون المعتزلون عن الناس من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة، فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله، أي سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى. روي بتشديد الراء وتخفيفها. قال النووي في الأذكار: والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد. انتهى.
الذكر:
هو تحريك الشفتين و اللسان بذكر الله بصيغ مختلفة.
والآيات كثيرة فى ذلك المقام منها:
قال تعالى : ( فاذكرونى أذكركم) [ البقرة : 152]
قال الحسن البصرى وأبو يعلى والسدى والربيع بن أنس :
إن الله يذكر من يذكره ويزيد من يشكره .
وقال بعض السلف:
أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى.
قال تعالى : ( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) [ الجمعة : 10]
ذكر ابن كثير فى تفسيره :
أى حال بيعكم وشرائكم وأخذكم وإعطائكم اذكروا الله كثيرا ولا تشغلكم الدنيا عن الذى ينفعكم فى الدار الآخرة.
وقال مجاهد:
لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
وفى معنى الحديث:
لا يندم العبد عندما يدخل الجنة على شئ إلا على ساعة مرت به ولم يذكر الله فيها.
قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) [ الرعد : 28]
وقال تعالى: ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) [ الأحزاب : 35]
تريد أن تذكر الله كثيرا لتصبح من المفردون ولكن كيف تذكر الله كثيرا ؟
الذكر باللسان
أثناء الجلوس
قراءة القرآن كلما أمكن لنا ذلك
حاول أن تقرأ و لو صفحة واحدة من القرآن يوميا
أثناء المشى أو الوقوف
قول أى شىء مما يلى بدون عدد محدد
سبحان الله
الحمد لله
لاإله إلا الله
الله أكبر
لا حول و لا قوة إلا بالله
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
أستغفر الله العظيم
اللهم صلِ على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
أن تقول أذكار الصباح
أن تقول أذكار المساء
أن تسبح دبر كل صلاة
أن تصلى على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلما سمعت إسمه
المهم أن تذكر الله فى كل لحظة
فى كل حركاتك
فى كل سكناتك
و يمكن أن تجعل فى لسانك عادة الذكر
بأن تتعود على تكرار أى شىء
و ليكُن مثلا سبحان الله و بحمده
فتكون بذلك دائم الذكر
لله
الذكر بالعقل
و هو الحضور مع معنى الذكر و التسبيح الذى تردده
و أن تحاول أن ترى بتفكيرك صفات الله فى كل شىء
فترى رحمته بين خلقه
و ترى دقة صنعه فى خلقه
و ترى قدرته فى كل شىء
و ترى جماله
بأن تتذكر أسماء الله الحسنى و صفاته
و تحاول أن ترى أثرها فى مخلوقاته
و هكذا
الذكر بالقلب
و هو المراد
و هو يكون نتيجة لذكر الله بالعقل
فتكون مع الله فى كل وقت ذاكرا لصفاته فى كل شىء
و لا يشغلك الكلام و لا ألفاظ الذكر و لا العدد و لا المعنى عن الله
فأنت مع الله بقلبك و جسمك و عقلك و دينك و دنياك
و لا أجد كلام لشرح ذكر الله بالقلب أكثر من ذلك
المصادر:إسلام ويب
مُلتقى أهل الحديث
موقع معلوم لدينا