{ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ }
قصة كريم ولكن :
في مدينه صغيرة وهادئة، وكانت فيها الغني والفقير وكان الفقراء يتسولون في الطرقات ويوم من الأيام كان رجل طاعن في السن يطلب من الناس الصدقة وقال الفقير: حسنة قليلة يا سيدي ... درهم واحد اشتري به طعاما أعطني من مال الله ... ارجوك.
خرج رجل من عربته وهو غني جدا وقال له درهم واحد؟
هذا مبلغ قليل سأعطيك مالا كثير .
ثم نادى على الخادم وقال يا خادم ...
أعطيه مئة دينار...هذا أقل مبلغ يمكنني التصديق به وإنت ابحث لنفسك عن عمل بدلا من التسول ...يمكنك أن تشتري بضاعة وتبدأ في تجارة بسيطة .
فرح المتسول وقال مئة دينار شكرا يا سيدي لقد أنقذتني من حياة التسول والتشرد... شكرا وكل مره يرى فقير يعطي مئة دينار وقال الخادم لم يعد هناك متسولون في المدينة يا سيدي .لقد اشتغلوا جميعا في التجارة قال الغني رائع ... يجب أن أطمئن عليهم بنفسي .
طبعا هذا الرجل الكريم ساعد كثيرا من المحتاجين وذات مره مر على السوق ورى رجل وقال جميل لقد بدات تجارة جيدة الحمد لله هل ترغب في أن اهديك واحدة قال الغني شكرا... يكفي إنني تأكدت أن الصدقة التي أعطيتك إياها قد نفعتك.
وتكرر هذا الأمر كثيرا وقال الرجل تجارة مناسبة لقد أحسنت استغلال الصدقة التي وهبتها لكوروى رجل أخر وقال بضاعة رائعة لقد كنت فعلا تحتاج لتلك الصدقة التي تصدقت بها عليكوكل مره يعمل نفس الشيء واخر مره قال لقد ارتحت الأن بعد ان تأكدت من حسن تصرفكم في الصدقات ... سأزوركم من وقت وأخر وبدئوا الناس يتضايقون من كلامه وقالوا : أصبح الائن يعاملنني معاملة المساكين
والثاني قال: هه انه يمن علينا بصدقته
والثالث قال: لن يكف عن تذكيرنا إنه أحسن إلينا يوما ما
والرابع قال: عندي فكرة ستجعله يكف عن تصرفاته تلك سألقنه درسا مبتكرا من المؤكد أنه سيستفيد منه
وفي اليوم التالي
خرج الغني وهو يمشي ويقول : كم أنا سعيد إنه لم يعد هنالك مساكين في المدينة وسعيد أكثر لازدهار التجارة الخادم كل هذا بفضل صدقاتك على المحتاجين يا سيدي وبعد قليل سمعوا صوت :
اكد اموت من الجوع ...صدقة للمسكين أرجوكم
صرخ : الغني على الخادم
الم تقل لي لم يعد هنالك مساكين في المدينة ?
الخادم : إنها أول مرة أرى فيها هذا الرجل صدقني يا سيدي .وطبعا المتسول عمل نفسه أعمى حتى لا يعرفه الغني .
جلس المتسول وقال يبدو إني قد جئت إلى مدينة أخرى غير التي وصفوها لي لا أرى هنا كرماء ..سمع الغني وقال : نعم ومن المؤكد انه جاء بحثا عني ... الخادم : أرأيت يا سيدي ... إنه من بلدة أخرى
الغني: يبدو انك مسكين جدا لماذا لا تعمل حتى تكسب قوت يومك
المتسول :كنت اعمل بالتجارة ... ولكني خسرت أموالي كلها ... ولا اجيد عملا أخر
الغني: وهل ستصبح سعيدا ذا تمكنت من العمل بالتجارة مرة اخرى؟
المتسول: وكيف سأعمل بالتجارة وأنا اجلس هنا منذ الصباح ولم يضع أحد لي درهما واحدا في هذا العلبة.
الغني: سأملأ لك هذا العلبة بالدنانير حتى لا تضطر للتسول مرة أخرى .
طبعا الغني وضع كيس ممتلئ دنانير في العلبة ولم تمتلئ من المال فقال الغني :ما هذا ؟
الم تمتلئ العلبة بعد ؟
المتسول:يبدو انك تسخر مني يا سيدي
الغني:انا لا اسخر من احد ويمكنني ان أملأ عشرة علب أكبر من علبتك هذا ... أحضر صرة أخرى أيها الخادم
هذا العلبة العجيبة ألا تمتلئ أبدا؟
واستغرب الغني لماذا لم تمتلئ
وبعد كثير من المحاولات.
الغني: لا فائدة ... كنت أحسبها علبة صغيرة
المتسول: إنها صغيرة فعلا ... سأخبرك بالسر
أولا : أنا لست متسولا... بل أنا أحد المساكين الذين تصدقت عليهم ذات يوم ..
ثانيا : هذا العلبة لا تمتلئ أبدا لأنها مثقبوبة من أسفلها كما ترى وكل الدنانير التي تضعها يا سيدي كنت تختفي داخل هذه الحفرة هذا الحفرة كانت تبتلع أموالك تماما كما يبتلع المن ثواب صدقاتك والان يمكنك أن تأخذ مالك هذا
فلا حاجة لي به ...
الغني:بل كل هذا المال لك تصدق كما تشاء وارجو منك ان تصحبني لكل أولئك التجار لاعتذر لهم بنفسي لكي يسامحوني