16- باب ملاطفة اليتيم:
-عن سهل بن سعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : :
(( أَنَا وَكَافلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا )) وَأَشارَ بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا . رواه البخاري .
صورة
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أنا وكافل اليتيم هكذا )) وأشار بالسبابة والوسطى ، يعني بالأصبع السبابة والوسطى ؛ والأصبع السبابة هي التي بين الوسطى والإبهام ، وتسمى السبابة لأن الإنسان يشير بها عند السب، فإذا سب شخصاً قال هذا وأشار بها .
وتسمى السباحة لأن الإنسان يشير بها أيضاً عند التسبيح ، ولهذا يشير الإنسان بها في صلاته إذا جلس بين السجدتين ودعا : رب اغفر لي وارحمني ؛ كلما دعا رفعها ، يشير إلى الله عز وجل ؛ لأن الله في السماء جل وعلا ،وكذلك أيضاً يشير بها في التشهد إذا دعا : السلام عليك أيها النبي السلام علينا ، اللهم صل على محمد ، اللهم بارك على محمد ، في كل جملة دعائية يشير بها إشارة إلى علو الله تعالى وتوحيده .
صورة
وفرج بينهما عليه الصلاة والسلام يعني : قارن بينهما وفرج ، يعني أن كافل اليتيم مع النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة قريب منه ، وفي هذا حث على كفالة اليتم ، وكفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه ؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم وما أشبه ذلك ، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن .
واليتيم حده البلوغ ، فإذا بلغ الصبي؛ زال عنه اليتم ، وإذا كان قبل البلوغ فهو يتيم ؛ هذا إن مات أبوه ، وأما إذا ماتت أمه دون أبيه فإنه ليس بيتيم.