المقصود
بالتكثف هو تحول بخار الماء من الحالة الغازية الى الحالة السائلة او بشكل جزيئات مائية دقيقة تظل عالقة بالهواء بسبب خفتها. ويحدث التكثف نتيجة لانخفاض درجة حرارة الهواء الى اقل من درجة الندى بسسب اى عامل من العوامل الاتية : 1- فقدان الهواء لحرارته بلا شعاع إثناء الليل ؛ وكلما كثرت المواد الصلبة العالقة بالهواء مثل ذرات الاتربة والدخان زادات سرعة فقدانهالحرارة ؛ لان هذه الذرات تفقد حرارتها بسرعة ؛شانها فى ذلك شان الأجسام الصلبة بصفة عامة . 2- الاشعاع الارضى الذى يودى الى فقدان سطح الارض وما عليه من اجسام لحرارته اثناء الليل ؛ممايودى الى برودة الهواء الملاصق له ؛فاذا حدث وانخفضت درجة حرارة هذا الهواء الى مادون درجة الندى ،فان بخار الماء العالق به يبدى فى التكثف الى ندى او صقيع او ضباب . 3- مرورالهواء الساخن المحمل بالماء فوق سطح بارد مثل سطح الجليد،او سطح مائى بارد ،لان هذا يؤدى إلى تكثف بعض بخار الماء الموجود به ،وتحوله الى ضباب تختلف كثافته باختلاف رطوبة الهواء ومدى الانخفاض الذي يطرأ على درجة حرارته.
4- ارتفاع الهواء الى اعلى التربوسفير ،وهذا العامل مهم جدا لانه هو الذى يؤدى الى تكوين السحب وسقوط الامطار.
ويحدث ارتفاع الهواء نتيجة لعامل او اكثر من العوامل الاتية
أ- التصعيد الذى يحدث نتيجة لتسحين سطح الارض والهواء الملاصق له بواسطة
اشعة الشمس ، ممايودى الى قلة كثافة الهواء وارتفاعه الى اعلى بشكل تيارات
متصاعدة .
ب- وجود حواجز جبلية تعترض طريق الرياح وتظطر للارتفاع لكى تتمكن من اجتيازها .
ج – التقاء كتلة هوائية باردة بكتلة اخرى دافئة ، فيرتفع هواء الكتلة الدافئة فوق هواء الكتلة الباردة . ويتخذ بخار الماء الموجود فى الجو عند تكثفه مظاهر مختلفة تتوقف على عدة عوامل . من اهمها نسبة الرطوبة التى بالهواء وكميتها ثم مقدار الانخفاض الذى يطرأ على درجة حرارته ، والمستوى الذى يحدث فيه لتكثف . وعلى اساس هذا العامل الاخير يمكننا ان نقسم مظاهر التكثف المعروفة الى مجموعتين الاولى تشمل المظاهر التى تحدث نتيجة لتكثف بخار الماء فى اعلى التروبوسفير ،ومن اشهرها السحب والامطار والثلج والبرد، واما الثانية فتشمل المظاهر التى تحدث نتيجة لتكثف بخار الماء فوق سطح الارض (او البحر) مباشرة ، ومن اشهرها الضباب والندى والصقيع . مظاهر التكثف عند سطح الارض (او البحر ) (الضباب- الندى - الصقيع) أ الضباب
المقصود بالضباب هو بخار الماء المتكثف فى الهواء المجاور لسطح الارض بشكل
جزيئات مائية صغيرة متطايرة بكميات يترتب عليها تقليل مدى الرؤية
Visibility الى اقل من كيلو متر واحد. وكثيرا ماتكون الجزيئات المائية
المكونة للضباب مختلطة بجزيئات دقيقة من الغبار او الدخان العالق بالهواء
فيتكون فى هذه الحالة نوع غير نظيف من الضباب . ومن اشهر الامثلة عليه
الضباب الذى يتكون فى المناطق الصناعية التى يكثر فيها تصاعد الدخان من
المصانع والذى يشتهر فى بريطانيا باسم smog وهى كلمة مركبة من قطعتين
ماخوذتين من كلمتى smoke(دخان ) و fog (ضباب).
ويعتبر الضباب الدخانى من اهم ملوثات الهواء فى مناطق تكاثره.
يختلف الضباب فى كثافته على حسب كمية بخار الماء المتكثف ، فمنه ما يكون
كثيفا جدا بدرجة تمنع الرؤية الى ابعد من بضعة امتار ،وهذا هو اخطر انواع
الضباب لان جميع وسائل النقل والموصلات تقريبا تتعرض اثناه لكثير من
الحوادث ،فالطارات مثلا على الرغم من انها تطير عادة على ارتفاع كبير فوق
مستوى الضباب فانها تتعرض عند هبوطها لحوادث تصادم خطيرة نتيجة لعدم رؤية
الطيارين لسطح الارض ، ومن الضباب مايكون خفيفا جدا بحيث يمنع الرؤية الى
مسافات بعيدة فقط اى الى ابعد من كيلو متر واحد ، وهذا النوع الخفيف هو
الذى يشتهر باسم "الشابورة mist" وهذا النوع الذى يشاهد فى مصر احيانا فى
موسم الفيضان وفى الخريف حيث يظهر فى الصباح المبكر ولكنه لايلبث ان يختفى
بتاثير اشعة الشمس التى تحوله الى بخار مرة اخرى .
ضباب البر land fog
ينشا هذا الضباب فوق اليابس نتيجة لعدة عوامل ،ومن اهمها انتقال هواء دافى
الى منطقة سطحها ابرد منه نسبيا كما يحدث فى فصل الشتاء عندما ينتقل هواء
بحرى دافى الى الذى يكون باردا نسبيا او مايحدث عند تحرك هواء بحرى دافى
الى اليابس الذى يكون باردا نسبيا او مايحدث عند تحرك هواء دافى نسبيا فوق
سطح مغطى بالجليد ،وقد يتكون الضباب كذلك فوق سطح الارض فى اليالى الصافية
التى تعقب اياما حارة صحوة نتيجة لسرعة فقدان سطح الارض لحرارته بالاشعاع
اثناء الليل ويساعد وجود ذرات الاتربة والدخان فى الجو على تكون الضباب
لان هذه الذرات تكون بمثابة نوايات يتكثف فوقها بخار الماء .وهذا هو مايحث
عادة فى المدن الصناعية التى يكثر فى جوها الدخان
ومن الشروط الواجب توافرها لتكون الضباب ان يكون الجو ساكنا تقريبا لان
الرياح السريعة تعمل على تشتيت بخار الماء المتكثف ولهذا فانه لا يتكون
غغالبا اذا كانت سرعة الرياح اكثر من ثلاث عقدات فى الساعة كما انه
لايتكون اذا كانت هنالك تيارات هوائية صاعدة وحتى اذا فرض وكان الضباب
موجودا بالفعل فانه سرعان مايتلاشى اذا ظهرات هذه التيارات فى الهواء او
اذا ازدادت سرعة هبوب الرياح . ومما يشترط لتكوين الضباب ايضا ان يكون
الهواء محملا بنسبة عالية من الرطوبة .
ويتكون الضباب احيانا فى قاع الوديان فى اخرى الليل وفى الصباح المبكر
،لان قاع الوديان يكون عندئذ ابرد نسبيا من المنحدرات التى حوله والسبب فى
ذلك هو ان الهواء الذى يبرد على هذه المنحدرات يميل دائما للهبوط نحو
المنخفضات بسبب ازدياد كثافته ويكون ضباب الوديان غالبا اشد كثافة من ضباب
الارض المسطحة .
ضباب البحر sea fog :
يظهر هذا الضباب عندما يمر هواء دافى فوق سطح مائى بارد نسبيا ، ويحدث ذلك
مثلا عندما يلتقى تياران مائيان احدهما بارد والاخر دافى كما هى الحال فى
شمال غرب المحيط الاطلسى حيث تيار الخليج الدافى بتيار لبرادور البارد حول
جزيرة نيوفوندلاند فهنا تتكون طبقة كثيفة من الضباب نتيجة لانتقال الهواء
الدافى الرطب من فوق سطح تيار الخليج الدافى الى سطح تيار لبرادور البارد.
ويكثر هذا النوع من الضباب فى المناطق البحرية المتاخمة لسواحل
جنوب غرب افريقية وشيلى وبيرو ومراكش وكاليفورنيا
والسبب فى ذلك برودة مياه هذه المناطق خصوصا فى الاجزاء المجاورة للساحل
مباشرة فاذا ما تحرك الهواء من ناحية البحر الى اليابس اثناء النهار (نسيم
البحر ) فانه يمر قبل وصوله الى الشاطى على سطح المياه الباردة ، فيكثف
مابه من بخار الماء ويظهر على شكل ضباب كثيف وقد يتوغل هذا الضباب عدة
كيلو مترات فوق اليابس ولكنه سرعان مايلاشى خصوصا فى الايام الحارة ،وقد
يصل عدد الايام التى يظهر فيها الضباب على هذه الشواطى الى 15 يوما فى
العام اما السبب فى برودة مياه البحر بالقر من هذه السواحل فيرجع الى
عاملين هما :
1 –وجود التيارات المائية الباردة الى تمر بها ومن اشهرها تيار بنجويلا فى
جنوب غرب افريقية وتيار بيرو فى غرب امريكا الجنوبية وتيار كاليفورنيا فى
غرب امريكا الشمالية
2 –ان الرياح السائدة فى هذه المناطق تهب من اليابس نحو البحر ولذلك فانها
تدفع امامها الطبقة السطحية من الماء بعيدا عن الشاطى فتكشف بذلك المياه
التى تحتها وهى عادة اشد برودة منها .
ويلاحظ ان ضباب البحر لايمكن ان ينشاء نتيجة لفقدان الحرارة بالاشعاع كما
هى الحال فى ضباب البر ، ولذلك لان مدى التغير اليومى للحرارة فوق البحر
اقل بكثير منه فوق اليابس . ويختلف سمك طبقة الضباب اختلافا كبيرا من مكان
الى اخر ولكن الضباب البحرى يكون عادة اقل سمكا من الضباب البرى وكثيرا
مايحدث ان تكون طبقة الضباب البحرى قليلة الارتفاع لدرجة ان اطراف
الساريات المرتفعة لبعض السفن تظهر بارزة فوقها.
الضباب ومدى الرؤية : المقصود بمدى الرؤية "visibility" هو اطول
مسافة يمكن ان تمتد اليها نظر الشخص العادى فى اتجاه افقى ليرى المعالم
الكبيرة على سطح الارض مثل الجبال والمبانى العالية والماذن
ويبلغ مدى الرؤية اقصاه فى الجو الصافى حيث يصل فى المتوسط الى ستة كيلو
مترات وتعتبر الرؤية رديئة اذا نقص مداها عن كيلو مترين وقد ينخفض مداها
اثناء الضباب الكثيف الى الصفر ونظرا لااهمية الرؤية بالنسبة لجميع وسائل
المواصلات فان محطات الارصاد تذيع بانتظام البيانات الخاصة بها ضمن
نشراتها اليومية .
ب – الندى Dew
المقصود بالندى هو قطرات الماء التى تتكون اثناء الليل وخصوصا فى ساعاته
الاخيرة، على اجسام السيارات وزجاج النوافذ واوراق الاشجار وكثيرا من
الاجسام الاخرى المعروضة للجو والسبب فى تكونها هو ان هذه الاجسام الصلبة
تبرد اثناء الليل اسرع من الهواء المجاور لها فاذا ما هبطت درجة حرارتها
الى درجة الندى الخاصة بالهواء الملاصق لها او دونها فان جزاء من بخار
الماء يتكثف على سطحها بشكل نقط مائية صغيرة يزداد تراكمها كما زاد انخفاض
درجة الحرارة
ويساعد على تكون الندى عدة عوامل اهمها :
1-صفاء الجو : لان هذا الصفاء يساعد على سرعة فقدان الارض وماعليها من
اجسام صلبة لحرارتها بالاشعاع ولهذا فان الندى يكثر دائما فى اوخر اليالى
الصافية . ويبقى على الاجسام حتى يتبخر بعد الشروق.
2 –سكون الهواء: اوبط حركته لان هذا السكون يعطى فرصة لتكثف البخار وتراكم جزيئاته المتكثفة فوق الاجسام
3 –انخفاض درجة حرارة الاجسام : المعرضة للجو الى اقل من درجة الندى.
ج- الصقيع frost
المقصود بالصقيع بمعناه الضيق هو تحول بخار الماء العالق بالهواء اثناء
الليل الى بلورات صغيرة من الثلج فوق النباتات والاجسام الصلبة المعرضة
للهواء بسبب هبوط درجات الحرارة بشكل فجائى او خلال وقت قصير الى درجة
التجمد او دونها وكثيرا مايؤدى الهبوط الحرارى المفاجى الى تحول البخار
الى ثلج مباشرة وفى هذه الحالة يكون خطر الصقيع على النباتات اشد من خطره
المعتاد
ولكن من الملاحظ ان كلمة "صقيع" اصبحت تستخدم فى الوقت الحاظر بمعنى اوسع
من معناها الاصلى السابق ، اذ انها اصبحت تطلق على اى هبوط حرارى سريع الى
درجة التجمد او دنها حتى ولولم يؤد هذا الهبوط الى تكون الثلج.
السحب Glouds
هى
تجمعات من بخار الماء المتكثف فى الجو بشكل قطيرات مائية دقيقة وقد تختلط
بها جزيئات دقيقة وكذلك من الثلج اذاكانت درجة الحرارة فى مستوى السحب دون
درجة التجمد . وقد تكون السحابة كلها مكونة من هذه الجزيئات الثلجية .
ولاتختلف السحب المكونة من قطيرات مائية فى مظهرها وتركيبها العام كثيرا
عن الضباب، والفارق الرئيسى بينهما هو ان السحب تتكون فى طبقات من الجو
متباينة الارتفاع من سطح الارض بينما يتكون الضباب فوق سطح الارض او البحر
مباشرة والذى يتيسر له الصعود فى طائرة تخترق طبقة السحاب يلاحظ ان السير
فيها لايختلف فى اى شى عن السير فى الضباب وعلى الارض وكثيرا ما ترتفع
الطائرات فوق مستوى السحب فتطير فى الجو صاف تماما وعندئذ يمكن رؤية السحب
تسبح فى الهواء من تحتها.
ومن اهم مايتميز به السحاب عن الضباب ايضا ،ان الاول يتكون فى كثير من
الاحيان نتيجة لنشاط التيارات الهوائية الصاعدة فى الجو وقد سبق ان اشرنا
عند الكلام على الضباب الى ان التيارات الصاعدة تعتبر من العوامل التى
تحول دون تراكمه واذا حدث ان نشطت هذه التيارات بعد تكونه فانها اما ان
تبدده تماما او ترفعه الى اعلى حد حيث يتحول الى سحاب .
وللسحب تاثير مهم على المناخ لانها هى مصدر الامطار والثلوج التى تسقط نحو
الارض كما انها تؤثر على الاشعاع الشمسى والارضى وتحدد مقدار ماينفذ
بواسطتهما من حرارة الشمس الى الارض او من حرارة الارض الى الطبقات العليا
من الجو، فهى اثناء النهار تحجب جانبا من حرارة الشمس عما يقع تحت ظلها من
سطح الارض اما اثناء الليل فانها تكون بمثابة غطاء يحول دون وصول الاشعاع
الارضى الى طبقات الجو العليا فتحفظ الارض وطبقة الهواء المحصورة بينهما
وبين قاعدة السحب بمعظم حرارتها .
وللسحب كذلك تاثير هام على حياة النبت والحيوان والانسان ولانها تحجب ضوء
الشمس الذى يعتبر ضرورة من اهم ضروريات الحياة ففى بعض جهات شمال وغرب
اوروبا مثلا تنتشر بعض الامراض التى يصاب بها الانسان نتيجة لنقص اشعة
الشمس ومنها مرض الكساح عند الاطفال (لين العظام )ويرجع ذلك بصفة خاصة الى
كثرة احتجاب الشمس بواسطة السحب معظم ايام السنة خصوصا فى نصف السنة
الشتوى ويستعان على تعويض هذا النقص بتعاطى بعض الادوية التى تحتوى على
فتامين (D) الذى تساعد اشعة الشمس على تكوينه فى الجسم وبالنسبة لحياة
النباتات نلاحظ ان كثرة ضوء الشمس فى بعض المناطق تساعد على سرعة نمو ونضج
بعض المحاصيل فمما لاشك فيه ان وفرة ضوء الشمس اثناء فصل الصيف فى العروض
العليا هى العامل الرئيسى الذى ساعد كلا من كندا وروسيا على زراعة بعض
محاصيل المناطق المعتدلة فى اراضيها الواقعة الى الشمال من الدائرة
القطبية ،على الرغم من قصر فصل النمو هناك.
ب- الامطار ( التساقط )
رغم ان المقصود بالمطر بمعناه الضيق هو سقوط بخار الماء الذى يتكثف فى
اعلى التروبوسفير نحو الارض على شكل نقط مائية فان الاحصائيات المختلفة
تنشرها محطات الاصاد الجوية عن الامطار لاتدل غالبا على مايسقط من بخار
الماء المكثف بهذه الصورة وحدها بل انها تشمل كذلك كل اشكال التساقط الصلب
، ومن اهمها الثلج البرد ولهذا السبب نجد ان كثيرا من الكتاب يفضلون
استخدام كلمة Precipitation اى التساقط او الهطول بدلا من كلمة Rainfall
ويعتبر التساقط (او الامطار) بمعناها العام من اهم عناصر المناخ التى يجب
ان توجه اليها عناية خاصة ، لانها هى الاساس الذى لايمكن ان يقوم بدونه اى
نوع من انواع الحياة فى العالم وذلك فضلا عن اهميتها فى تشكيل سطح الارض
نفسه وماعليه من مظاهر تضاريسية وجيومورفولوجية مختلفة .
ومن الطريف ان نشير هنا الى ان علماء الطبيعة استطاعوا اخيرا ان يسقطوا
بعض الامطار بطريقة صناعية وذلك بان تقوم الطائرات بذر السحب المحملة
ببخار الماء بجزيئات من الثلج او بثانى اوكسيد الكربون فى حالته الصلبة
حيث يؤدى ذلك الى خفض درجة الحرارة وتكثف بخار الماء الموجود فى تلك السحب
ثم سقوطه على شكل مطر الا ان هذه الطريقة لم تظهر لها حتى الان نتائج
علمية تذكر وذلك لكثرة الصعوبات التى تعترضها ومنها انه ليس من الممكن
تحديد المكان الذى يسقط عليه المطر بالظبط ففى اغلب التجارب كان المطر
يسقط فى اماكن غير الاماكن التى ححدت له ، ويرجع ذلك بصفة خاصة الى عدم
ثبات السرعة التى تتحرك بها السحب فضلا عن عدم امكانية تحديد الوقت الذى
بين بذر السحب بثانى اوكسيد الكربون او جزيئات الثلج وبين حدوث عملية
التكثف وسقوط المطر ولهذا فان موضوع "المطر الصناعى "الذى بدانا نقرأ عنه
كثيرا فى السنوات الاخيرة مازال حتى الان من الموضوعات التى لم تخرج بعد
من دور التجربة ولن تكون له نتائج علمية كبيرة على الاقل فى الوقت الحاضر.
اسباب سقوط المطر وانواعه:
تسقط الامطار نتيجة لانخفاض درجة حرارة الهواء المحمل ببخار الماء فى
الطبقات العليا من التروبوسفير الى ما دون نقطة الندى ،لان هذا الانخفاض
يؤدى الى تكثف البخار على شكل ذرات مائية صغيرة تتكون منها السحب التى
تبقى سابحة فى الجو حتى اذا ما وصلت الى مناطق او مستويات اشد برودة من
المناطق او المستويات التى اتت منها بدات هذه الذرات الصغيرة فى التجمع
بعضها مع بعض فتتكون منها نقطة كبيرة نسبيا تبداء فى السقوط نحو الارض
مكونة المطر المعروف الذى يختلف فى غزارته من وقت الى اخر ومعنى ذلك ان
هناك شرطين رئيسيين لسقوط الامطار هما :
1- ان يكون الهواء محملا بكمية مناسبة من بخار الماء ، وكلما زادت هذه الكمية ساعد ذلك على كثرة المطر
2- ان يرتفع هذا الهواءالى اعلى حتى تنخفض درجة حرارته الى ما دون نقطة الندى .
وقد سبق ان ذكرنا ان ارتفاع الهواء الى اعلى الجو قد يحدث نتيجة لاحد
عوامل ثلاثة هى : التصعيد نتيجة لتسخين سطح الارض ، او اعتراض الجبال طريق
الرياح ، او صعود الهواء الدافى فوق الهواء البارد عند تقابلها .
وعلى اساس هذه العوامل الثلاثة يقسم المطر الى ثلاثة انواع هى:
1- مطر التصعيد وهو يوجد بصفة خاصة فى السهول وعلى الهضاب الاستوائية وفى المناطق الصحراوية .
2- مطر التضاريس وهو يسقط حيثما تواجه الرياح الرطبة جبالا مرتفعة ، حيث
يسقط اغلب مطرها على المنحدرات المواجهة لهبوبها بينما يقل او ينعدم على
المنحدرات المقابلة لها .
3- مطر الاعاصير وهو يسقط عند حدوث الاعاصير سواء فى الاقاليم المعتدلة او
الاقاليم الحارة وتنتمى اليه معظم الامطار الشتوية فى اوروبا وحوض البحر
المتوسط والدول العربية فى شمال افريقيا وغرب اسيا.
وعلى الرغم من ان كل نوع من هذه الانواع له اسبابه ومميزاته الخاصة فان
ايا منها لايظهر مستقلا تماما عن النوعين الاخرين ، وكثيرا مايوجد اكثر من
نوع واحد فى المنطقة الواحدة وكل ماهنالك هو ان احد الانواع يكون سائدا
على غيره
التساقط الصلب (او المطر المتجمد )
بالاضافة الى الشكل السائل المعتاد للمطر ، فان المطر فى الاقاليم الباردة
يكون فى كثير من الاحيان بشكل صلب او بشكل مختلط من السائل والصلب وهنالك
شكلان رئيسيان للتساقط الصلب وهما :
الثلج Snow والبرد Hail اما التساقط المختلط بين الصلب والسائل فيطلق عليه تعبير Sleet
وعلى الرغم من الفروق الواضحة بين الشكل والسائل للمطر واشكاله الصلبة
فانها جميعا تدخل فى احصائيات المطر بعد ان تحسب كميات التساقط الصلب على
اساس مايمكن ان تنتج عن اصهاره من ماء .كما سانبين عند كلامنا على قياس
المطر بعد قليل . وفى مايلى شرح للشكلين الرئيسيين للتصاقط الصلب وهما
الثلج والبرد.
الثلج Snow:
وهو عبارة عن بلورات رقيقة جدا من الثلج لايزيد قطر الواحدة منها غالبا
على بوصة واحدة ، وهى تسقط نحو الارض كما تسقط الامطار تماما ولكن نظرا
لخفتها فانها تتطاير مع الهواء ويكون منظرها اشبه باهداب الريش الابيض
وتاخذ عند سقوطها اشكالا متباينة
ويسقط الثلج نتيجة لانخفاض درجة الحرارة فى طبقات الجو التى تسبح فيها
السحب الى مادون درجة التجمد ، ويحدث ذلك بكثرة فى المناطق الباردة حيث
يؤدى سقوط الثلج بكثرة فى بعض البلاد الى تغطية الارض وماعليها من اجسام
بطبقة عظيمة منه يزيد سمكها فى بعض المواضع على بضعة امتار . وتكون هذه
الطبقة هشة فى اول الامر ولكنها سرعان ماتتماسك بسبب ثقل الثلج فتتحول الى
طبقة الجليد Ice وهو المادة الصلبة المعروفة وليست الانهار الجليدية التى
تشتهر بها البلاد الجبلية فى الاقاليم المعتدلة والباردة وكذلك غطاءت
الجليد العظيمة التى توجد فى المناطق القطبية الا طبقات من الثلج الذى
تراكم على مر السنين وتصلب بسبب ثقله وتكدسه .
ومن الممكن ان يتكون ثلج فى اعلى التروبوسفير فى الاقاليم الدافئة الحارة
ولكنه فى هذه الحالة لايصل غالبا الى سطح الارض لانه ينصهر عند سقوطه بسبب
ارتفاع درجة حرارة الهواء بصفة عامة خصوصا فى طبقات السفلى .
البرد Hail:
وهو عبارة عن كرات صغيرة من الجليد تتساقط على شكل امطار عند حدوث عواصف
الرعد . ويبلغ قطر الواحدة منها فى المعتاد حوالى السنتمتر ونصف ولو ان
بعضها يزيد قطره عن ذلك كثيرا بحيث يصل احيانا الى عشرة سنتمترات او اكثر
. وتتكون هذه الكرات نتيجة لتكثف بخار الماء فى داخل سحب المزن الركامى
التى تتراكم نتيجة النشاط تيرات الهوائية الصاعدة ويتكثف البخار اولا الى
نقط مائية فاذا كانت درجة الحرارة فى داخل السحابة اقل من درجة التجمد فان
هذه النقطة تتحول الى كرات صغيرة من الثلج وياخذ حجم هذه الكرات فى
الازدياد تدريجيا لانها عندما تبداء فى السقوط نحو الارض تعود فترتفع مرة
اخرى بتاثير التيرات الهوائية الصاعدة التى تحملها ثانيا الى داخل السحب
فتتكثف حولها طبقة جديدة وبتكرار هذه العملية يتزايد عدد الطبقات التى
تتركم على الكرة الاصلية بحيث تصل احيانا الى عشرين طبقة واخيرا تسقط
الكرات بفعل ثقلها نحو سطح الارض وقد يكون سقوطها بكميات كبيرة وبسرعة
عظيمة تودى الى تلف كثير من المحاصيل
ومما سبق يتبين لنا ان هناك عدة شروط يجب توفرها لظهور البرد وهى :
1- انخفاض درجة الحرارة فى طبقات الجو التى توجد بها السحب الى ما دون درجة التجمد
2- وجود تيارات هوائية صاعدة يترتب عليها حدوث عواصف رعدية كما يحدث كثيرا
فى المناطق الاستوائية والمعتدلة ونظرا لعدم وجود تيرات هوائية صاعدة فى
الاقاليم القطبية فان ظهور البرد فيها يعتبر من الظهرات النادرة جدا.
3- عدم ارتفاع درجة حرارة الطبقات السفلى من الهواء بشكل يودى الى انصهار
كرات الثلج قبل وصولها الى سطح الارض كما يحدث عادة فى الاقاليم
الاستوائية فرغم نشاط التيرات الصاعدة هناك واحتمال تكون البرد فى طبقات
الجو العليا فانه لايصل الى سطح الارض بسبب شدة الحرارة فى طبقات الجو
السفلى وهكذا نجد ان المناطق القطبية والاستوائية تخلو من البرد خلوا تاما
قريبا وفى ما عادة ذلك يحتمل ان يظهر البرد فى منطقة اخرى من العالم ولكنه
يكثر بصفة خاصة على الهضاب كما هى الحال فوق القسم الجنوبى من هضبة
افريقيا الجنوبية التى تتعرض اثناء فصل الصيف لسقوط البرد بشكل يؤدى
احيانا الى حدوث خسائر كبيرة ، وفى الهند يسقط البرد بكثرة فى شهر مايو
وفى مصر يظهر البرد احيانا فى فصل الخريف والشتاء اثناء عواصف الرعد