شجرة الدر امرأة بدلت وجه التاريخ
موجز عن شجرة الدر :
جارية أرمنية الأصل
تنتمي إلى الخوارزميين
اشتراها الأمير الصالح (نجم الدين)
وأعطاها حريتها وتزوجها عندما أنجبت له ابنه (خليل)
وقد ساعدت زوجها حتى حكم مصر
ثم حكمتها هي لمدة 88 يوما بعد وفاته
تميزت بالذكاء الشديد وحسن التدبير و الثقة بالنفس
ووضوح الهدف والسعي إليه بكل وسيلة ممكنة
شجرة الدر
شجرة الدر امرأة بدلت وجه التاريخ وغيرته،
فرغم كونها جارية إلا أنها لم تكن كباقي الجاريات، فقد تميزت بجمال وفطنة وذكاء خارق وحاد،
إضافة لكونه متعلمة، تجيد الكتابة والقراءة
دخلت شجرة الدر والتي توفيت في عام 655 للهجرة التاريخ من أوسع أبوابه،
وهي شجرة الدر الصالحية، التي كان أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب،
حيث قام نجم الدين بشرائها في أيام والده، فحظيت عنده،
وأنجبت له من الأولاد ابنه خليل،فأعتقها وتزوجها
كانت شجر الدر مع نجم الدين أيوب في البلاد الشامية،
عندما كان مستولياً على الشام مدة طويلة ومن ثم عندما انتقل إلى مصر وتولى السلطة فيها
لقي السلطان "الصالح أيوب" ربَّه متوفياً في ليلة النصف من شعبان (سنة 647هـ)
وحينها كانت القوات الصليبية تزحف متجهة إلى الجنوب على شاطئ النيل الشرقي لفرع دمياط؛
فقد أراد الصليبيون الإجهاز على القوات المصرية الرابضة في المنصورة،
وكانت إذاعة خبر موت السلطان في هذا الوقت الحرج
كفيلة بأن تؤثر في سير المعركة وتضعف للجند معنوياتهم
جهادها ضد الصليبيين
وقفت شجرة الدر وقفت موقفًا عظيماً، تعالت فيه على أحزانها،
فقد قدمت المصالح العليا للبلاد، وأدركت خطورة ذلك الموقف العصيب،
فأخفت خبر موت نجم الدين أيوب ، وأمرت أن تحمل جثته سرًا في سفينة إلى قلعة الروضة الموجودة بالقاهرة،
وأمرت الأطباء أن يقوموا كل يوم بالدخول إلى حجرة السلطان كعادتهم،
وكانت تُدخل الطعام والأدوية إلى غرفته موهمة الجميع أنه حي،
واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها علامة السلطان.
تولت شجرة الدر ترتيب أمور الدولة، وإدارة شؤون الجند والجيش في ساحة القتال،
وعهدت للأمير "فخر الدين" بقيادة الجيش،
وفي نفس الوقت قامت بإرسال برقية إلى توران شاه ابن الصالح أيوب
تحثه فيها على القدوم ومغادرة حصن كيفا إلى مصر، ليتولى السلطنة بعد وفاة أبيه.
وفي الفترة ما بين موت السلطان الصالح أيوب، ومجيء ابنه توران شاه في
(23 من ذي القعدة 648هـ = 27 من فبراير 1250م)،
والتي امتدة لفترة أكثر من ثلاثة أشهر، نجحت شجرة الدر في مهارة فائقة أن تمسك بزمام الأمور،
وتقود البلاد رغم ما كانت تمر به الأوطان من ظروف عصيبة وسيئة،
ونجح الجيش المصري في التصدي للعدوان الصليبي، ولقي الصليبيون خسائر فادحة في معركةالمنصورة
وعندما وصَل توران شاه مصر في نفس السنة عقب معركة المنصورة مباشرة،
لقب بالمعظم، وتوقَّع الناس الخير على يديه، ولكنَّه خيَّب ظنَّهم؛
نتيجة جْهله بشؤون السياسة والحُكم
وقد وصَفه سبط ابن الجوزي بأنه "كان سيِّئ التدبير والسلوك،ذا هوجٍ وخفَّة".
وبدلاً من أن يَحمَدَ السلطان الجديد لزوجة أبيه موقفَها وحِفظَها الملكَ من أجْله،
وبدلاً من أن يُكافئ المماليك على انتصاراتهم وموقفهم الشجاع في معركة المنصورة،
إذا به يقلب لهم ظهْرَ المِجَنِّ، ويُجازيهم جزاءَ سِنمَّار؛ خشية أن يزاحموه في نفوذه وسلطانه،
فاتَّهم زوجة أبيه بأنها احجنت المال وأخْفَت عنه ثروة أبيه، وطالبها بتسليم ما أخفتْه،
وجَفا قادة المماليك وهم أصحاب القوة الفعليَّة في البلاد، وأخَذ يحتقرهم ويتهدَّدهم،
ويُرْوَى أنه كان في حال سُكْره يُخرج سيفه ويَضرب به الشموع المصفوفة أمامه،
ويقول: "هكذا أفعلُ بالبحرية"، و يُسَمي كلاًّ منهم باسْمه .
مقتل توران شاه
وقرَّب توران شاه إليه بعضَ بِطانته ونُدمائه الذين أحْضرهم من حصن "كيفا"،
ووزَّع عليهم الهبات والإقطاعات دون المماليك،
وكانت نتيجة هذه الأعمال أنْ كاتَبَت زوجة أبيه زُعماء المماليك،
واستحثَّتهم على التخلُّص منه قبل أن يغدِرَ بهم جميعًا،
فاستقرَّ رأْيهم على قتْله
وعلى رأْسهم بيبرس البندقداري وقلاوون الصالحي، وأقطاي وأيبك التركماني .
وعندما نزَل توران شاه فارسكور بعد فترة قصيرة من وصوله إلى مصر سنة 648هـ،
اجتمَع عليه المماليك بالسيوف، فحاوَلَ الفرار والاحتماء بكِشْكٍ خشبي،
فأحْرَقوه عليه، فألْقَى بنفسه في النيل والنار مشتعلة في ثيابه، محاولاً النجاةَ سباحةً،
ولكنَّ سهام المماليك لاحقتْه وهو يطلب الغَوث والنجاة بنفسه، فلم يُجبه أحدٌ،
ومات كما يقول المقريزي "جريحًا غريقًا مُحترقًا"،
وتُرِكت جُثَّته على شاطئ النيل؛
حتى تشفَّع فيها رسول الخليفة العباسي، فسمحوا بدفْنه بعد ثلاثة أيام من مقْتله،
وكانتْ مدَّة سلطنته أربعين يومًا لَم يدخل فيها القاهرة، ولَم يَجلس على سرير الملك بقلعة الجبل .
شجرة الدر سلطانة البلاد
أصبحَت السلطة في مصر والشام بعد مقتل توران شاه في أيدي المماليك،
فاجتمَع رأْيهم على تنصيب زوجة أستاذهم سلطانة على البلاد،
وهي من حيث الأصل والنشأة أقربُ إلى المماليك؛ كما يقول الأستاذ الدكتور سعيد عاشور؛
ولذا اعتبرَها المقريزي أُولَى سلاطين المماليك في مصر، وقال: إنها
"أوَّل مَن مَلَك مصر من ملوك التُّرك المماليك".
وقد واجَهت السلطانة الجديدة عدَّة مشكلات، استطاعَت أن تجتاز بعضها،
ووقفَت عاجزة أمام بعضها الآخر،
فقد تمكَّنت من مواجهة خطرِ الفرنجة بعقْد معاهدة معهم، فرحَلوا عن البلاد وتعهَّدوا بعدم العودة إليها،
ودفَعوا فِدْية كبيرة مقابل الإفراج عن مَلِكهم وأسْرَاهم .
ونَجَحت في إدارة البلاد إلى حدٍّ كبير، فضرَبت السِّكَّة باسْمها،
وأقامَت عز الدين أبيك - أكبر المماليك الصالحيَّة ووزير زوجها - وزيرًا لها .
ولكنَّ العقبة الكَؤُود التي لَم تستطع اقتحامَها هي كونها امرأةً،
فحاوَلت أن تتغلَّب على هذه المشكلة بوسائلَ شتَّى، منها: إخفاء اسْمها،
واتِّخاذ ألقاب تقرِّبها من الناس، فتسمَّت بأُمِّ خليل، وهو اسم ولَدها من زوجها السلطان نجم الدين أيوب،
وكان قد مات صغيرًا، لكنَّها تمسَّكت بهذه الكُنْيَة،
واتَّخذت أيضًا لقبَ "الصالحية" نسبةً إلى زوجها الملك الصالح،
و"المستعصميَّة" نسبةً إلى الخليفة العباسي المستعصم (640 - 656هـ)،
ولكنَّ هذه المحاولات لُم تُفلح في صرْف الناس عن كونها امرأة،
وبدأَت الأحوال تضطرب، وخاصة في بلاد الشام، وخرَج أُمراء الشام عن طاعتها،
وتوجَّه بعضهم للهجوم على مصر، وطمَع بقايا الأيوبيين في حكم مصر، ورأوا أنَّهم أحقُّ وأوْلَى،
ووصَل الملك السعيد حسن الأيوبي إلى غزة، وانقسَمت الدولة،
فأصبحَت بلاد الشام في أيدي الأيوبيين، ومصر في أيدي شجرة الدر والمماليك .
ولَم يَقبل الخليفة العباسي المستعصم هذا الوضع الجديد،
برغم تمسُّح شجرة الدر به وتلقبها بالمستعصمية،
وكتَب إلى أمراء مصر:
"إنْ كان الرجال قد عدمَتْ عندكم، فأعْلِمونا حتى نسيِّرَ إليكم رجلاً "!
وظهرَت المعارضة في صفوف المماليك أنفسهم،
فقد انطلَقت الألْسِنة باتِّهام شجر الدر بالتهاون في قتال الصليبيين،
والتساهل في إطلاق مَلِكهم وأسْراهم.
ولَم تَجِد شجر الدر وسيلةً للخروج من هذا المأْزق سوى التنازُل عن السلطنة لأحد أمراء المماليك،
وأن تَحتفظ بنفوذها الفعلي بالتزوج منه، ومشاركته في الحُكم،
فقَبِلت الزواج من وزيرها وأتابك العسكر عز الدين أيبك التركماني في سنة 648 هـ
بعد ثمانين يومًا من حُكمها،
ومنذ ذلك الحين يبدأ التاريخ الفعلي لدولة المماليك البحرية.
تزوجت شجرة الدر عز الدين أيبك وولته ملكاً، لتأمن شر العباسيين،
ثم قتلته بعد أن شرع في اتخاذ خليلة شابة له وهم أن يعزل شجرة الدر إلى القاهرة،
ثم ألقي القبض عليها ونقلت للسجن،
أخرجتها ضرتها وأوحت لابنها أن يأخذ بثأر أبيه ويقتلها،
وتقول رواية أخرى أنها ماتت أثناء استحمامها على يد جواريها ضرباً بالقباقيب |
|
|
|