الصحابي الذي أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل أحد رموز الكفر والذي اختبأ بالغار ثم نسج العنكبوت على الغار لكي لا يراه اليهود؟ هو عبد الله بن أنيس الجهني، فقد ذكر ابن سعد سرية عبد الله بن أنس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة، فقال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سفيان بن خالد الهذلي ثم اللحياني وكان ينزل عرنة وما والاها في ناس من قومه وغيرهم قد جمع الجموع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس ليقتله، فقال: صفه لي يا رسول الله، قال: إذا رأيته هبته فرقت منه وذكرت الشيطان. قال: وكنت لا أهاب الرجال، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول فأذن لي، فأخذت سيفي وخرجت أعتزي إلى خزاعة حتى إذا كنت ببطن عرنة لقيته يمشي ووراءه الأحابيش ومن ضوى إليه، فعرفته بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته، فرأيتني أقطر فقلت: صدق الله ورسوله، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك، قال: أجل إني لأجمع له فمشيت معه وحدثته واستحلى حديثي، حتى انتهى إلى خبائه وتفرق عنه أصحابه، حتى إذا هدأ الناس وناموا اغتررته فقتلته وأخذت رأسه، ثم دخلت غاراً في الجبل وضربت العنكبوت علي، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئاً فانصرفوا راجعين. الطبقات الكبرى.
ونسج العنكبوت على عبد الله بن أنيس ذكره محمد بن الحسن الشيباني في كتاب السير الكبير، والواقدي في المغازي، وابن سمعون في أماليه، وعلي الحلبي في السيرة الحلبية، وهذه القصة رواها الإمام أحمد دون ذكر العنكبوت في المسند، وكذا أبو داود باختصار وضعفها الألباني. والله أعلم. |