الحقُّ المَكنُون
الحقُّ المَكنُون.. فياليتَ قومَنا يَعلمُون!!
طبيعةُ الطريق تقتضِي حَتميةَ المُواجَهة.. وإلَّا صارُ الأمرُ هزلًا ولهوًا!!
(إنَّ الجهاد في سبيل الله هو طريق الدعوة إلى الله، والجهادُ ليس مُلابَسةً طارئةً من ملابسات فترة الدعوة الأولى..
وإنما هو ضرورةٌ مُصاحبةٌ لرَكْب هذه الدعوة..
ولو كان الجهادُ ملابسةً طارئةً في حياة الأمَّة المُسلِمة ما استغرق كلَّ هذه الفصول الواسعة من صُلب كتاب الله،
ولَما استغرق فصولاً طويلةً من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم...
والله يعلمُ أن هذا المنهجَ الإلهي؛ تكرهُه الطواغيت!!
ويعلمُ أنه لا بد لأصحاب السلطان أن يُقاوموه..
لأنه طريقٌ غير طريقهم، ومنهجٌ غير منهجهم،
ليس بالأمس فقط، ولكن اليوم، وغدًا، وفي كل أرضٍ، وفي كل جيل!!
وأنَّ الله سبحانه يعلمُ أنَّ الشرَّ مُتبجِّحٌ، ولا يمكن أن يكون مُنصفًا،
ولا يمكن أن يدَعَ الخيرَ ينمو، مهما يَسلك هذا مِن طرقٍ سليمةٍ مُوادِعة!!
فإن مجرد نموّ الخير؛ يحمل الخطورةَ على الشرّ..
ومجرد وجود الحقّ يحمل الخطرَ على الباطل..
ولا بد أن يَجنح الشرُّ إلى العدوان، ولا بد أن يُدافع الباطلُ عن نفسه؛ بمحاولته قتلَ الحق وخنقِه بالقوة..
هذه فطرة وليست حالةً طارئة!!
ومِن ثَمَّ؛ لا بد من الجهاد.. لا بد منه في كلِّ صُوَرِه!!
ولا بُد أن يبدأ في عالم الضمير، ثم يظهر فيشمل عالمَ الحقيقة والواقع!!
ولا بُد من مواجهة الشر المُسلَّح بالخير المُسلَّح..
ولا بد من لقاء الباطل المُتترس بالعَدد؛ بالحقِّ المُتوشِّح بالعُدَّة..
وإلا كان الأمرُ هَزلاً.. لا يليق بالمؤمنين).
مصطفى مشهور رحمه الله، في (طريق الدعوة).
قلتُ:
يرحمُك اللهُ أيها الشيخ والأستاذ.. حكايةُ كلامِك؛ تُغنِي عن كلِّ تعليق!!
فياليتَ قومَكَ يعلمون!