شخصيات تاريخية عالمية _ ارتميس _طفولتها._جوانب شخصيتها
طفولتها
إن طفولة أرتميس ليست مجسدة بأي أسطورة باقية حتى اليوم: فالإلياذة قللت من شأن إلاهة الفزع هذه، وجعلت منها فتاة هرعت باكيةً إلى أحضان والدها زيوس بعد أن ضربتها هيرا.[25] وفي قصيدة لكليماخوس – الإلاهة "التي تروّح عن نفسها بالصيد في الجبال" – تبرز بعض الصور الموجزة عن طفولتها: فعندما كانت أرتميس تبلغ 3 سنوات من العمر طلبت من والدها زيوس، أثناء جلوسها على ركبته، أن يحقق لها ستة أمنيات. كانت أمنيتها الأولى أن تبقى عذراء للأبد وأن لا تتقيد بالزواج على الإطلاق. وبعد ذلك طلبت منه كلاب مشذبة الآذان، أيائل لتقوم بجر عربتها، وحوريات ليكنّ مرافقات لها في الصيد، 60 منهم من النهر و20 من المحيط، وبالإضافة لذلك طلبت قوسًا فضيًا مثل أخيها أبولو، وقام زيوس بتحقيق جميع أمنياتها.[26] كذلك فقد تمنّت ألا يتم تكريس أي مدينة لها، بل أن تحكم الجبال، وتساعد النساء على تحمّل آلام المخاض.[27]
آمنت أرتميس أن الأقدار اختارتها لتكون قابلة، خاصة بعد أن ساعدت والدتها في وضع أخيها أبولو.[26] بقيت كل مرافقات أرتميس عذراوات للأبد، وقامت هي بنفسها بالحرص على عفتها وعفتهنّ على الدوام. يقول كليماخوس أن أرتميس قضت صباها وهي تبحث عن كل ما تحتاجه لتصبح صيّادة، وكيف حصلت على قوسها والسهام من جزيرة ليباري، حيث كان هيفيستوس والسكلوب يصنعان الأسلحة للآلهة. كذلك يذكر كيف اتجهت إلى بان إله الغابات، الذي قدّم لها 13 كلبًا: سبعة منها إناث والستة الباقين ذكور. ثم أمسكت بنفسها بستة أيائل ذهبية القرون لتجرّ عربتها. تمرّنت أرتميس على استخدام قوسها عبر إطلاق السهام على الأشجار أولاً، ثم على الحيوانات البرية.[28]
جوانب شخصيتها
طبعها
بحسب الأساطير كانت صديقة للبشر، وكجميع الأولمبيون كان لها مفضلين من البشر، لكنها لم تستطع حمايتهم جميعا من الأخطار. كانت إلاهة عذراء، شابة ومنطلقة، تؤمن بالحرية والاستقلال وتحب حياة الخلاء. تعارض الزواج كونه قيدًا للمرأة في رأيها ولا تحب مصاحبة الرجال كثيرًا،[29] إلا أنها كانت ترافق بعضًا منهم مثل أوريون أثناء الصيد.[5] لكنها كانت في بعض الأحيان سريعة الغضب والانتقام.[3][4]
إلهة عذراء
ديانا وكاليستو، بريشة تيتيان.
هي إحدى ثلاثة إلهات ذات مناعة ضد سحر وقوة أفروديت، والاثتنان الأخرتان هما أثينا وهيستيا. من الجدير بالذكر أنها كانت مهتمة بعفتها وعذريتها منذ صغرها، في بعض الأساطير منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، حيث جلست على حضن أبيها لتطلب منه تحقيق بعضًا من أمانيها، أولها العذرية الأبدية، ثم تمنت أن تكون جميع حورياتها صغارًا في السن (في التاسعة من العمر تقريبًا)، حيث كان ذلك العمر هو نفسه فترة الدخول إلى سن المراهقة والنضوج في اليونان القديمة، وجميعهن عذراوات بطبيعة الحال. ثم تمنت الحصول على عربة فضية (أو ذهبية) تقودها.[23] تحتم على جميع توابعها أن يلتزمن بالعفة في حياتهن وأن يحافظن على عذريتهن، وكانت تلحق بمن حاول أن يسلب منها عذريتها العذاب القاسي والشديد. يُذكر بأنها قد مرت بالعديد من المحاولات من قبل الرجال للاعتداء عليها، إلا أن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل، وأهم مثال على ذلك قصة أكتيون، الذي خرج للصيد فوجد أرتميس صدفة وهي تستحم في بحيرة، لكن لجمالها استمر في اختلاس النظر حتى ضبطته، فحولته في خضم غضبها العارم إلى أيل، مما أدى إلى هجوم كلابه عليه وتمزيقه إربًا. كذلك، عندما اكتشفت حمل كاليستو من زيوس، والتي كانت إحدى حورياتها، أردتها قتيلة بإحدى سهامها.[30]