ياسر بن علي المعارك
(تخدير) الطفرة الاقتصادية ما زال ينساب في أوردتنا، فيحرمنا اليقظة بما يستجد حولنا...
ما عشناه إبان فورة البترول جعلنا في حالة تحول اقتصادي واجتماعي كبير في السلوك والممارسات!
ومن بعض الإفرازات السالبة للطفرة، استقدام عشرات الآلاف من الخادمات والمربيات والسائقين دون حاجة ملحة حتى تخلى الشباب والشابات عن أداء أدوارهم الأسرية بالشكل الكامل.
سأتحدث عن حديثي الزواج الذين ما زالوا في حالة إفراط في الصرف المادي وإغراق في المظهرية الاجتماعية، وبعد ذلك ترتفع شكواهم من أن الراتب لا يكفي الحاجة.. فتجد زوجة بلا وظيفة في شقة سكنية صغيرة لديها طفل واحد تلح على الزوج باستقدام خادمة بتكلفة تقديرية تساوي 2500 ريال، أي يفقدون 25 من دخلهم الشهري، لتستكين الزوجة إلى النوم المفرط وقضاء اليقظة بين التلفزة والخروج من المنزل بشكل مستمر!.
يقابلهم شباب في عمر الزهور استغرقتهم سلوكيات الهروب من الواجب، فهرعوا لاستقدام سائق لينعموا بالعيش دون مسؤولياتهم الأسرية تجاه زوجاتهم وأخواتهم!
إن عهد الطفرة ولّى بغير رجعة، لكن آثاره ما زالت تعمل في جوانبها الهدامة، وهو ما يجعلنا بحاجة إلى إعادة تحديث الفكر والنظر بواقعية لمسؤولياتنا الاجتماعية تجاه أسرنا، وكذلك النظر للوضع الاقتصادي وما يترتب على قراراتنا من هدر مالي في حين تكون الأسرة بأمس الحاجة إلى كل ريال... يبدو أن أزمة الفكر ضاربة بأطنابها دون استثناء في كل جانب من جوانب الحياة!
..